في عملية هي الأولى من نوعها أسقطت القوات الجوية اليمنية طائرة تجسس أمريكية من طراز “إم كيو 9” فائقة التطور خلال قيامها بأعمال عدائية ورصد وتجسس في “أجواء المياه الإقليمية اليمنية” في إطار حماية واشنطن لكيان العدو الصهيوني.
ناطق أنصار الله محمد عبدالسلام وصف “إسقاط الطائرة الأمريكية المعادية في أجواء المياه الإقليمية” بأنه إنجاز من حدين الأول تثب به قواتنا المسلحة أنها حاضرةٌ للتصدي لكل العمليات العدوانية التي تنتهك السيادة الوطنية، والثاني “تأكيدٌ من قواتنا المسلحة على استمرارها في عملياتها المساندة لغزة حتى توقف العدوان الإسرائيلي”.
يعود مسلسل إسقاط طائرات التجسس المقاتلة من نوع “إم كيو 9” إلى قبل 6 أعوام، عندما أسقطت دفاعات الجو اليمنية في الأول من أكتوبر من العام 2017 أول طائرة من هذا الطراز خلال قيامها بأعمال عدائية في أجواء العاصمة صنعاء، وبثت مشاهد إسقاط هذه الطائرة، حينها شكل هذا الإنجاز العسكري اليمني صدمة لتحالف العدوان الأمريكي السعودي، لتنحصر بعدها عمليات هذا النوع من الطائرات في مقابل تصاعد عمليات الإسقاط في الأجواء اليمنية.
وتضاعفت إنجازات قوات الدفاع الجوي اليمني في هذا الصدد وقد بلغ إجمالي ما أُسقط ”48 طائرة مسلحة بدون طيار تابعة لسلاح الجو الأمريكي”، إلى جانب إسقاط 165 طائرة ما بين تجسسية ومقاتلة، كانت تقوم بعمليات عدائية في اليمن، وفق ما أعلنت القوات المسلحة في مارس 2023.
التطور المطرد للقوات المسلحة اليمنية لم يكتفي بتأمين أجواء البر اليمني، فها هي اليوم تعلن حماية أجواء المياه الإقليمية، ليفقد بذلك الأمريكي ورقة هامة في ذروة استنفاره ودفاعة عن كيان العدو الصهيوني بعد انطلاق عملية طوفان الأقصى في سبت السابع من أكتوبر والتي أذلت جيش العدو وكشفت خرافة “الجيش الذي لا يهزم”.
إنجاز اليوم الثامن من نوفمبر لا يستهان به إذ هو الأول في البحر، وكما كانت عملية الأول من أكتوبر منعطفا في التصدي للعدوان الأمريكي السعودي الأمريكي على اليمن، اليوم منعطف آخر وإنجاز جديد يحسب لصالح اليمن ومحور المقاومة في وجه الأمريكي الذي يحتشد في البحر الأحمر في إطار الدعم العسكري للكيان الصهيوني.
“فإسقاط طائرة أمريكية ومن هذا النوع أمر جديد وله أهميته الكبيرة على صعيد المعركة مع “الإسرائيلي”” وفقا لنائب مدير دائرة التوجيه المعنوي لدى القوات المسلحة اليمنية العميد عبد الله بن عامر، الذي كشف أيضا “أن وجود الطائرة في أجواء مياهنا الإقليمية كان الهدف منه رصد وتتبع الصواريخ والمسيرات المنطلقة من اليمن باتجاه كيان العدو”.
واعتبر، بن عامر أن إسقاط “إم كيو 9” “رسالة مهمة جداً يفهمها الأمريكي والإسرائيلي والأدوات العربية”، مشيرا إلى “أن الأمر لا يتعلق بإسقاط طائرة فهي طائرة مسلحة متعددة الأغراض والمهام لا يزال الأمريكي يفاخر بقدراتها وتقنياتها العالية ولا يزال يحتكر تشغيلها فهو يمنع وصولها للأدوات وهو المشغل الرئيسي لها”، مؤكدا أن “لهذا الحدث ما بعده على صعيد النتائج المتوقعة فيما يتعلق بالعمليات العسكرية من إطلاق وتجاوز للعوائق ووصول إلى الأهداف..
من جهة أخرى لا يأتي إسقاط طائرة “إم كيو 9” في إطار “حق القوات المسلحة اليمنية المشروع في الدفاع عن البلاد والتصدي لكل التهديدات المعادية” فحسب، بل يأتي في سياق استمرار المواجهة بين اليمن والكيان الصهيوني والدفاع عن الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لتطهير عرقي ومجازر وحشية بالقنابل الأمريكية في غزة.
وكما تصدت القوات المسلحة اليمنية لتحالف العدوان الأمريكي السعودي خلال 9 سنوات، هي اليوم عازمة على الاستمرار في تنفيذ العمليات العسكرية دعماً ونصرةً لمظلومية الشعب الفلسطيني ضد الكيان الصهيوني، وكما كانت الولايات المتحدة أول الداعمين السياسيين والعسكريين للكيان الموقت مرسلة حاملات الطائرات وأكثر من 51 بارجة، وغواصة نووية ومنظوماتها الصاروخية إلى المنطقة لحماية الكيان بعد طوفان الأقصى الذي هز أركانه، كانت اليمن أول الناصرين للشعب الفلسطيني منفذة سلسلة من عمليات القصف لأهداف داخل كيان العدو بالصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة، وهي اليوم تواجه السلاح الأمريكي غير خائفة بل وتسقطه في مياهها بعد أن أزاحته عن أراضيها.
يشار إلى أن طائرة إم كيو-9 هي طائرة تجسسية بدون طيار ذات قدرات تكنولوجية عالية تنتجها شركة جنرال أتوميكس الأمريكية بغرض استخدامها أيضا كقاذفة للصواريخ في القتال، وهي تستخدم في سلاح طيران الولايات المتحدة وفي سلاح طيران المملكة المتحدة، وقد استخدمت سابقا في ضرب أفغانستان والعراق وسوريا.