مقالات مشابهة

دخول اليمن في الحرب: بيان “صنعاء” قد داس على التهديدات الأمريكية بحذائه

“استجابة لمطالب شعبنا اليمني ومطالب الشعوب الحرة ونجدةً لأهلنا في غزة”، أعلنت حركة أنصار الله دخولها الحرب التي باتت قاب قوسين أن تصبح إقليمية، بسبب استمرار الكيان المؤقت في ارتكاب المجازر في فلسطين، دون رادع يُذكر. وعلى الرغم من التحذيرات التي تمّ التصريح بها أو ارسالها عبر القنوات الدبلوماسية، بأنه إذا لم يتم وقف الفظائع في غزة فإنها ستثير الغضب العام وتستنفذ صبر حركات المقاومة، لكن الأمريكيين والصهاينة المستقوين بحاملات الطائرات وتعزيز الدفاعات في محمياتهم في المنطقة، فضلوا التجاهل. في المقابل، يتجاهل اليمنيون كلّ استعراض القوة هذا عبر البحار، ويعلنون عبر البحر الأحمر حربهم على كيان إسرائيل.

يأتي إطلاق النار اليمني في الوقت الذي ترسو فيه حاملة القوات والطائرات “يو إس إس باتان” وعناصر أخرى من مجموعتها الضاربة في البحر الأحمر، إلى جانب سفن أمريكية أخرى. اعترف العميد في سلاح الجو بات رايدر، السكرتير الصحفي للبنتاغون بنيران اليمنيين التي استهدفت كيان إسرائيل. وقال: ” هذا شيء سنواصل مراقبته، نريد منع نشوب صراع إقليمي أوسع”. إنهم يريدون مراقبة الصواريخ اليمنية القادرة على الوصول إلى حوالي 1000 كيلو متر، وماذا بعد؟.

ردود الفعل الشعبية كانت مرحبة للخطوة اليمنية على الرغم من انّ الشعب اليمني لم يأخذ استراحة من الحرب منذ 8 سنوات. إلا أن مشاهد الأطفال والنساء التي تقتل في غزة على مرأى من الحكام العرب، جعلهم لا يخافون استئناف الحرب من جبهة الولايات المتحدة وكيان إسرائيل. خاصة أن شعارهم لم ينفكّ أن يكون: “الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود..”.

والآن، “لديهم القوة الصلبة لدعمها”، كما يقول توماس جونو، الباحث في شؤون اليمن لسنوات. وقال جونو “كانت مسألة وقت فقط قبل أن يتمكنوا من القيام بذلك” مشيرًا إلى برنامج الصواريخ الذي يتقدم باطراد والذي جاء بمساعدة إيرانية. وأضاف “حقيقة أن هناك جبهة أخرى مباشرة إلى الجنوب تثير خطر إرباك كيان إسرائيل (الدفاعات الجوية) ومن ثم يمكن أن يكون الأمر أكثر إثارة للقلق” إذا أطلق حزب الله وحماس وغيرهما وابلا صاروخيًا هائلًا.

وكان رئيس المجلس السياسي الأعلى، مهدي المشاط، قد تحدث متهمًا أمريكا بعودة الحرب في اليمن “لمنع الشعب اليمني من القيام بمسؤولياته تجاه شعب فلسطين”. كما جرى التلميح على أنّه من شأن دخول الحرب أن يعرقل التسوية السياسية الداخلية، على خلفية تعقيد مسار المفاوضات مع السعودية، وبالتالي تأخير الحلحلة في الأزمة اليمنية، خاصة أن الحلف العربي مع واشنطن كان يسعى للتخلص من أنصار الله كقوة معادية للمحور الغربي، قبل أن ييأسوا ويتوصّلوا إلى أنّ حلّ الصراع في اليمن لن يكون إلا سياسيًا بالتفاوض مع الحركة.

إلى ذلك، برز مؤيدون من خارج نسق الانقسامات التقليدية وهم الأشخاص الرماديون كما نعبّر عنهم. كتب مختار الرحبي، رئيس مجلس إدارة فضائية المهرية، أن “الكيان الصهيوني يدرس الرد على الصواريخ التي أُطلقت من اليمن، وبهذا سيكون على كل أبناء اليمن أن يخوضوا هذه الحرب ضد الكيان الصهيوني الإرهابي، وستكون أطهر حرب، وسيكون بنك الأهداف كبيرًا للصهاينة والصهاينة العرب، وحينها سيكون 30 مليون يمني في الجبهات يقاتل ويدافع عن مقدسات الأمة”. في حين قالت الصحفية منى صفوان في تدوينة على منصة إكس إنّ “بيان الحوثي قد داس على التهديدات الأمريكية بحذائه”.

أما بالنسبة للكيان المؤقت، ثمة تجاهل صهيوني رسمي لدى الحديث عن الصواريخ والمسيرات اليمنية، يظهر في محاولة التقليل من شأنها، إلا أنّ نجاح الصواريخ اليمنية في تجاوز الدفاعات الجوية الصهيونية، سيدفع بالتأكيد إلى ظهور حالة الهلع التي يحاول الصهيوني منعها من خلال التفكير بالتمني، بأنّ الترسانة الأمريكية من الممكن أن تحميه.