كشفت جريدة الأخبار اللبنانية تفاصيل مقتل وإصابة عدد من الجنود السعوديين والبحرينيين في جبل الدود بمنطقة جيزان الحدودية. وبحسب الصحيفة فإن السعودية عمدت إلى تحريك نسبي لبعض جبهات الحدود، وذلك عبر قوات بحرينية مرتبطة بالأسطول الأميركي الخامس لزرع أجهزة تجسّس هناك، بهدف رصد أيّ هجمات يمنية ضدّ إسرائيل، لكن تلك المحاولة كانت محلّ رصد، وتمّ إفشالها، وانتهت بمقتل عدد من الجنود السعوديين والبحرينيين في مناطق تماس على الحدود.
وأعلنت السعودية عن مقتل 4 من جنودها فيما أعلنت البحرين عن مقتل جندي واحد. وجاءت العملية عقب يوم من إعلان البنتاغون اعتراض عدد من الصواريخ المجنحة وطائرات كروز اطلقت من اليمن باتجاه كيان الاحتلال، وتقارير أمريكية عن مشاركة السعودية في اعتراض أحد الأهداف.
في سياق أكدت جريدة الأخبار تعرض أكبر قاعدة تجسّس إسرائيلية في جزيرة دهلك الإريترية جنوب البحر الأحمر لعملية عسكرية مزدوجة، استُخدمت فيها الصواريخ والطائرات المسيّرة، وحقّقت أهدافها في تعمية العدو وضرب مراكز المراقبة الإسرائيلية للبحر الأحمر، والتي تستخدمها تل أبيب في رصد طرق إمداد المقاومة في المنطقة. وأشارت الأخبار إلى أن العملية، نُفّذت في وقت متأخّر من ليل الأربعاء، أي قبل 12 ساعة من الكشف عنها من قِبل وسائل إعلام عربية، وتأكيد وقوعها من قبل وسائل إعلام العدو.
وهو ما يعني أن الكيان الإسرائيلي حاول التكتّم على استهداف أهمّ قاعدة عسكرية تابعة له في “الخارج”، لأوّل مرّة منذ سبعينيات القرن الماضي. وأدّى الهجوم المزدوج إلى تدمير برج المراقبة الخاص برصد السفن والرقابة البحرية في جبل أمبا سوير الإرتيري، والذي تستخدمه إسرائيل في تتبّع حركة الملاحة البحرية من جزيرة دهلك وحتى مضيق باب المندب، كما حقّق إصابات مباشرة في القاعدة الإسرائيلية في أرخبيل دهلك، موقعاً قتلى وجرحى.
ولم تعلن صنعاء مسؤوليتها عن العملية لكن الجريدة اللبنانية رجحت أن تكون في سياق الرسائل التي ترد بها صنعاء على التهديدات الأمريكية، ولها أهمية خاصة، لأن ضرب القاعدة أكد تفوّق القدرات العسكرية للقوات اليمنية، باعتبار أن “دهلك” تُعدّ من أهمّ القواعد العسكرية الاستراتيجية التابعة لتل أبيب خارج إسرائيل، وأحد أهمّ مصادر المعلومات للعدو.
واستهدافها يفتح الباب واسعاً أمام هجمات جديدة قد تطاول مصالح أميركية في البحر الأحمر وتتيح هامشاً واسعاً لاستهداف أيّ إمدادات عسكرية للعدو عبر البحر الأحمر. والجدير ذكره، هنا، أن “دهلك” التي تبعد عن صنعاء أكثر من 400 كيلومتر، أبعد بكثير من قواعد فرنسية وأميركية موجودة في جيبوتي، ومن مراكز تجسّس أميركية توجد في مرتفعات جزيرة حنيش الكبرى.
وزير الدفاع السعودي يزور واشنطن لترتيب التصعيد في اليمن
تدفع الولايات المتحدة الأمريكية بالسعودية للتصعيد مجددا في اليمن بهدف منع قوات صنعاء من التدخل في الحرب إلى جانب المقاومة الفلسطينية ضد كيان العدو الإسرائيلي، حيث كشف موقع نيوز ماكس الأمريكي الشهير أن مكالمة بايدن مع محمد بن سلمان الأسبوع الماضي ناقشت المبادرات الدبلوماسية والعسكرية الأمريكية لثني الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية في الشرق الأوسط عن المشاركة في الحرب.
ومن المتوقع أن يزور وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان واشنطن يوم الاثنين لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين في إدارة بايدن، حسبما صرحت ثلاثة مصادر مطلعة على الرحلة لموقع أكسيوس الأمريكي.
ووفقا للموقع فإن الزيارة تكتسب أهمية متزايدة بسبب توقيتها، الذي يتزامن مع توسيع الاحتلال الإسرائيلي للعمليات البرية في غزة، كما أن زيارة خالد بن سلمان المتهم بالتورط في اغتيال خاشقجي والذي غادر الولايات المتحدة إثر الحادثة حيث كان سفيرا في واشنطن، يشير إلى أن إدارة بايدن تمنح السعودية إغراءات في الملفات العالقة بينهما ومن المرجح أن تمنحها وعود بغطاء سياسي ومزيد من الدعم العسكري بما في ذلك نشر منظومات دفاع جوي إضافية في أراضي المملكة والمساهمة في حمايتها من خلال القطع البحرية الأمريكية في البحر الأحمر والخليج، مقابل عودة التصعيد في اليمن.
وأوضح الموقع أن بن سلمان سيلتقي بمستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان ووزير الدفاع لويد أوستن ووزير الخارجية توني بلينكن والعديد من أعضاء مجلس الشيوخ. ولم يقدم البيت الأبيض أي توضيح حول أهداف الزيارة، لكن من المتوقع أنها تأتي في إطار ما أشار إليه بايدن في مكالمته مع ولي العهد السعودي حول ردع الأطراف الإقليمية المتحالفة مع المقاومة الفلسطينية من استهداف كيان الاحتلال، وذلك بعد إعلان وزارة الدفاع الأمريكية عن اعتراض صواريخ وطائرات مسيرة أطلقت من اليمن باتجاه الاحتلال الإسرائيلي.
وتشير مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة كانت قد هددت صنعاء بإشعال الحرب في اليمن من كل اتجاه إذا قررت التدخل في الحرب، فيما ألمح المبعوث الأمريكي الخاص باليمن ثيموتي ليندركينغ إلى أن مشاركة صنعاء في ردع العدوان الإسرائيلي على غزة سيتسبب بانهيار الهدنة في اليمن، مشيرا إلى أن إطلاقها صواريخ باليستية وطائرات مسيرة باتجاه كيان العدو “أمر مؤسف”.
وقالت جريدة الأخبار اللبنانية إن صنعاء ردت على تهديدات واشنطن بالتأكيد أن قواتها لن تتراجع عن نصرة الشعب الفلسطيني ولن تسمح بإبادة أبناء غزة وتهجيرهم، وأن الضربات التي وجّهتها سابقاً هي عبارة عن رسائل فقط. وحملت الردود اليمنية، أيضاً، تلويحاً بضرب أهداف حسّاسة في الكيان، وتأكيد الاستعداد الكامل للدخول في حرب إقليمية شاملة في حال استمرار العدو في حربه وحصاره على القطاع.
وكان قائد القيادة المركزية الأمريكية الوسطى قد التقى برئيس هيئة الأركان في الحكومة الموالية للتحالف صغير بن عزيز عقب أيام من عملية طوفان الأقصى في إطار تنسيق الجهود لـمواجهة “التهديدات المشتركة”، وعاد على إثر ذلك بن عزيز للقاء بقواته في عدد من المحاور مهددا بحرب حاسمة.
وخلال الأيام الماضية كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن السعودية ساهمت باعتراض أحد الصواريخ التي أطلقت من اليمن نحو كيان الاحتلال، كما كشفت جريدة الأخبار أن السعودية عمدت أيضا “إلى تحريك نسبي لبعض جبهات الحدود، وذلك عبر قوات بحرينية مرتبطة بالأسطول الأميركي الخامس لزرع أجهزة تجسّس هناك، بهدف رصد أيّ هجمات يمنية ضدّ إسرائيل، لكن تلك المحاولة كانت محلّ رصد، وتمّ إفشالها، وانتهت بمقتل عدد من الجنود السعوديين والبحرينيين في مناطق تماس على الحدود.”