نشرت الصحيفة الأمريكية نيوزويك تقريرا يشير إلى ارتکاب “إسرائيل” الهولوكوست الحقيقي، حيث أكد البروفيسور سيغال، أستاذ دراسات الإبادة الجماعية في جامعة ستوكهولم، مؤخرا في مجلة” جويش كارتر “أن هجوم غزة هو مثال حقيقي على الإبادة الجماعية التي تحدث أمام أعيننا.
وأكد سيغال وجود تاريخ مشين لاستغلال ذكرى الهولوكوست من قبل سياسيي “إسرائيل” لتبرير ونفي وتحريف العنف واسع النطاق ضد الفلسطينيين، وهذا يتيح لهم ذلك أيضا ترويج وجهة نظر تجعل “إسرائيل” استثناء وتبرؤها من أي مسؤولية أو عقاب.
وقال التقرير: ومع ذلك، الحقيقة هي أن جميع الأشخاص الذين يرتكبون جرائم وإبادة يصورون ضحاياهم على أنهم خطرون وشرسون وغير بشريين، وهذا بالضبط ما يفعله الإسرائيليون اليوم مع الفلسطينيين، يجب أن نكون صوتا لأولئك الذين يعانون من العنف والإبادة ونعمل على منع هذه الجرائم في أسرع وقت ممكن، وللقيام بذلك يجب أن نفهم ما يحدث حولنا وما يحدث أمام أعيننا.
ووفقا لسيغال، تم تعريف الإبادة الجماعية في اتفاقية الأمم المتحدة في ديسمبر 1948 وتشمل الجرائم الخمسة التي تهدف إلى” تدمير جزء أو كل من مجموعة قومية أو عرقية أو دينية “.
وأضاف التقرير: أعلنت السلطات الإسرائيلية نواياها وإرادتها بوضوح، حيث صرح يوافي غالانت، وزير الدفاع الإسرائيلي، بالقول “حربنا ضد الحيوانات البشرية “، وأكد المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي أن” تركيزنا هو تسبب الأضرار وليس دقة القصف “.
وقال سيغال: “يجب أن أقول إذا لم تكن هذه نية معدية للإبادة الجماعية، فلا أعرف ماذا يمكن أن يسمى ما قامت به “إسرائيل”، إن الإسرائيليين يرتكبون الآن ثلاثة من أصل خمسة أفعال تشكل جرائم الإبادة الجماعية، إنهم يلقون آلاف القنابل، بما في ذلك القنابل الفسفورية، على أحد أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم خلال عدة أيام، ولا يخفون دوافعهم للقيام بذلك، إنها في الواقع مجزرة بهدف الإبادة الجماعية “.
وأضاف قائلا:” تسبب إسرائيل أيضا أضرارا جسدية ونفسية خطيرة لسكان غزة وتخلق ظروفا لتدمير مجموعة من البشر من خلال قطع المياه والطعام والكهرباء، وقصف المستشفيات وإصدار أوامر لإخلاء المراكز الطبية على وجه السرعة، نحن نشهد سلوكا إجماليا للإبادة الجماعية المنصوص عليها بشكل محدد، هذه هي جرائم الإبادة الجماعية حسب التعريف الرسمي”.
وتابع سيغال:” قادة الغرب يعززون التوجه العنصري لقادة إسرائيل من خلال وصف حماس بأنها “شياطين”، وهذا التوجه هو خطوة محسوبة لتبرير الدمار الواسع لشعب فلسطين والذي يجري في سياق أوسع للاحتلال والاستيطان”. وأضاف سيغال:” رهان العدوانية في الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني يهدد بأن يتحول إلى جريمة إبادة جماعية “، بينما يعتبر العديد من الخبراء والمنظمات الحقوقية الهجمات الإسرائيلية على غزة عام 2014 و 2021 جرائم حرب وانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان.
ومن جانبها، تنفي “إسرائيل” هذه الاتهامات وتؤكد أنها تتخذ إجراءات للدفاع عن نفسها وضرب الأهداف العسكرية في غزة كجزء من الحملة العسكرية التي تهدف إلى ضمان الأمن والسلام للمواطنين الإسرائيليين، وترى “إسرائيل” أن حماس وغيرها من الجماعات المسلحة تستخدم المدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية وتستهدف المدنيين الإسرائيليين بصواريخها.
وأردف التقرير: وتؤكد “إسرائيل” أنها تلتزم بمبادئ حقوق الإنسان وتعمل على تقليل الخسائر المدنية، مشيرة إلى أنها تحقق في أي اتهامات بانتهاكات قد تحدث خلال العمليات العسكرية وتتعاون مع المجتمع الدولي في تقييم سياساتها وممارساتها.