أعلنت صحيفة هآرتس العبرية في مقال كتبه الكاتب والمحلل الصهيوني “جدعون ليفي”، عن تهديد القادة الصهاينة بشن هجوم بري على غزة، إذا شنت كيان العدو “إسرائيل” عمليةً بريةً كارثيةً في غزة، فإن الهجوم سوف ينتهي بهزيمة كارثية لم تشهد “إسرائيل” ولا غزة مثلها من قبل.
في الهجوم البري سيقتل آلاف الجنود الإسرائيليين بلا هدف
وأكد هذا الكاتب الصهيوني أن الجيش الإسرائيلي إذا دخل غزة براً فإنه سيتكبد خسائر فادحة، وسنواجه مجزرةً كبيرةً، سيقتل خلالها الكثير من القوات الإسرائيلية دون هدف، ويواجه المدنيون في غزة أيضًا كارثةً ثانيةً، ولا أحد يستفيد من هذه الجرائم.
وأضاف إن صور غزة تصبح أكثر رعباً في كل لحظة، وإن وسائل الإعلام الإسرائيلية تخون دورها وتتحرك في اتجاه يؤدي إلى تدميرها، لكن عدم إظهار “إسرائيل” للأحداث الحقيقية في غزة، لا يعني أن الكارثة لا تحدث هناك.
وتابع: يحاول أكثر من مليون شخص في قطاع غزة إنقاذ حياتهم أو التشبث بمنازلهم المدمرة، ونصفهم من الأطفال، کما أن كبار السن والنساء والأطفال والأشخاص الذين يحتاجون إلى رعاية خاصة والمرضى وغيرهم، يهربون إلى جنوب غزة سيرًا على الأقدام أو بأي وسيلة متاحة لهم.
ويضيف مقال صحيفة هآرتس، إن أهل غزة يركضون نحو الموت وهم يعرفون ذلك جيداً، وفي القوافل المتجهة نحو جنوب غزة، يعلم الجميع أنه لا وطن لهم يعودون إليه، وتستحضر أمام أعينهم مشاهد يوم النكبة عام 1948، والسؤال هو أين سيحصل الفلسطينيون على المأوى والمساكن لأنفسهم وأين سيذهبون، في حين لا توجد مرافق أساسية من كهرباء وماء ودواء وغيره في قطاع غزة.
قتل الفلسطينيين له عواقب وخيمة على الکيان الإسرائيلي
وتابع المحلل الصهيوني المذكور، إن ما تفعله كيان العدو “إسرائيل” في غزة هو قتل وعقاب جماعي، ينذر بكارثة كبرى في المستقبل.
يقول كيان العدو “إسرائيل” إنه ستقصف شمال قطاع غزة لتدمير حماس، وبعد ذلك ستواصل قصف جنوب غزة. وتأمر “إسرائيل” مليوني شخص وأولئك الذين نجوا من هذه الهجمات المروعة بالانتقال إلى شمال غزة، حتى تتمكن من التطهير العرقي في الجنوب.
وأوضح أن هذه العملية الإسرائيلية ستكتمل، وفي النهاية سيشير الجيش إلى عشرات الآلاف من الضحايا الذين قتلهم، وسيدعي أن جميعهم من عناصر حماس! وفي الواقع، كل فتاة وصبي وطفل يقتل، يقول الجيش الإسرائيلي إنهم أعضاء في حماس!
وحسب تقرير وزارة الصحة الفلسطينية، فإن ما يقرب من ألف من الضحايا في غزة هم من الأطفال، فضلاً عن ذلك، فإن حياة الأسرى الإسرائيليين في غزة معرضة للخطر أيضاً، وإذا افترضنا أن صباح وقف إطلاق النار في غزة قد بزغ، فما الذي يهمّ حقاً؟ وماذا ستستفيد “إسرائيل” من هذه الهجمات؟
“إسرائيل” خاسرة مسبقاً
وحسب هذا المقال، فإن هذا كله في أحسن الأحوال، ونحن لا نتحدث عن سيناريو حرب متعددة الجبهات، حرب ستغير قواعد اللعبة تماماً.
الکيان الإسرائيلي يبدأ عمليةً خطيرةً خسرها مسبقاً، فهل يستطيع أن يسأل حلفاءه في واشنطن ما الذي استفادت منه الولايات المتحدة حتى الآن من الحروب العبثية لتغيير الأنظمة في العالم؟ كم عدد الأشخاص الذين ماتوا في هذه الحروب، ومن الذي قاد حروب أمريكا حول العالم؟
“إسرائيل” على حافة كارثة تاريخية
قال جدعون ليفي: لا نحتاج إلى النظر إلى الكارثة الفلسطينية لنعرف أن “إسرائيل” على شفا كارثة تاريخية، وإذا كان الجيش الإسرائيلي ينوي فعلاً إكمال مهمته في غزة وتدمير المدينة بأكملها على سكانها، فإن هذه الحادثة ستبقى إلى الأبد في الرأي العام وعقول الأجيال القادمة في الدول العربية والإسلامية، وكذلك دول العالم الثالث.
وشدّد في النهاية على أن قتل شعب غزة سيؤدي إلى عدم اعتراف مئات الملايين من الناس حول العالم بـ”إسرائيل” أبدًا، وربما ستضبط الحكومات العربية نفسها، لكن ضغط الشعوب والرأي العام في بلدانها لن يسمح باستمرار هذا الوضع، وبالتالي فإن الثمن الذي ستدفعه “إسرائيل” أعلى بكثير مما تتوقعه.