شهدت عدة مدن عربية وغربية مسيرات ومظاهرات حاشدة تنديداً بالعدوان الإسرائيلي المستمر على غزة ومجزرة مستشفى المعمداني التي ارتكبتها قوات الاحتلال بعد قصف راح ضحيته أكثر من 500 شهيد.
وتنادى المتظاهرون في شتى أنحاء العالم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتحركت مسيرات عفوية في مدن عربية، بينها عمان وبغداد والقاهرة والرباط ونواكشوط وتعز وبيروت وغيرها.
ففي الأردن حاول متظاهرون غاضبون اقتحام مقر سفارة كيان الإحتلال في منطقة الرابية بالعاصمة عمّان.
وفي الضفة الغربية المحتلة، خرج آلاف الفلسطينيين إلى مراكز المدن والقرى الفلسطينية في مسيرات عفوية، وأصيب عشرات المواطنين الفلسطينيين بالرصاص الحي والاختناق بالغاز المسيل للدموع خلال مواجهات عنيفة الليلة، مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة وعدد من مدن ومخيمات الضفة الغربية التي شهدت مسيرات شعبية منددة بمجاز الاحتلال في قطاع غزة.
كما توجه المئات من المتظاهرين ليل الثلاثاء إلى محيط السفارة الأميركية شمال بيروت، حيث عملت القوى الأمنية على تفريقهم بإلقاء الغاز المسيّل للدموع.
وجالت سيارات ودراجات نارية، رفع بعضها أعلام فلسطين أحياء عدة في بيروت ومحيطها، وتوجه المئات منهم إلى محيط السفارة الأميركية في عوكر بعدما تجمعوا في وسط بيروت رافعين لافتات عدة، كُتب على إحداها “المقاومة خيارنا”، ورددوا شعارات عدة بينها “الموت لأميركا الموت لإسرائيل” و”بالروح بالدم نفديك يا أقصى”.
كذلك، تجمع عشرات المتظاهرين أمام مقر السفارة الفرنسية في بيروت.
وشهدت شوارع مدينة صيدا جنوبًا مسيرات لدراجات نارية رفعت عليها الأعلام الفلسطينية. وعمت مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في صيدا وصور، مظاهر غضب، في وقت دعت فيه الفصائل الفلسطينية إلى إقفال عام ويوم غضب الأربعاء.
ودعا حزب الله اللبناني إلى “يوم غضب لا سابق له”، اليوم الأربعاء، مطالبا الشعوب العربية التحرك الفوري إلى الساحات، تنديداً بقصف مستشفى في غزة، اتهم إسرائيل بشنّه وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن مئتي شخص بحسب السلطات المحلية.
وقال حزب الله في بيان بينما كانت مواكب سيّارة تجول مناطق عدة في لبنان تنديداً بقصف المستشفى “ليكن الأربعاء يوم غضب لا سابق له ضد العدو وجرائمه، ولتكن الرسالة واضحة أن هذا يوم له ما بعده على طريق المقاومة والانتصار والاقتصاص للمظلوم من الظالم”.
إلى ذلك، خرجت مسيرات غاضبة في مدن تونسية ليلة الأربعاء تنديدا بسقوط الآلاف من القتلى الفلسطينيين تحت القصف الإسرائيلي لقطاع غزة.
وأشعل القصف غضبا عارما في الشارع التونسي مع انتشار صور ومقاطع فيديو مروعة للضحايا وبينهم عدد كبير من الأطفال.
ووسط تعزيزات أمنية كبيرة، تجمع مئات التونسيين في شارع الحبيب بورقيبة بوسط العاصمة حاملين الأعلام الفلسطينية، وأحاطت أعداد منهم بمقر السفارة الفرنسية بالشارع نفسه احتجاجا على “انحياز” باريس لكيان الإحتلال، كما خرجت مسيرة في وسط صفاقس وفي مدن أخرى.
وردد المتظاهرون شعارات من قبيل “سفير فرنسا ارحل ارحل” و”ماكرون قاتل” و”الشعب يريد تحرير فلسطين”، وحملوا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مسؤولية المشاركة في مجزرة مستشفى المعمداني.
وشهدت المظاهرة مشاركة شخصيات سياسية ونقابية تونسية، بينها حمة الهمامي أمين عام حزب العمال، وعبد اللطيف المكي عضو جبهة الخلاص الوطني المعارضة، وعضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل سامي الطاهري.
كما خرجت مسيرات احتجاج بالعاصمة الليبية طرابلس ومدينة مصراتة احتجاجا على العدوان الإسرائيلي.
وشهدت العاصمة طرابلس مسيرة بميدان الشهداء بعد دعوات أطلقتها مجموعة من النشطاء على منصات التواصل الاجتماعي، وذلك بعد ساعات من استهداف مستشفى المعمداني، بينما خرجت مسيرات بمدينة مصراتة منددة بالقصف الذي تعرض له المستشفى، وانطلقت نحو قاعة الشهداء وسط المدينة.
ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية مرددين شعارات “بالروح بالدم نفديك يا أقصى”، و”يا غزة لست وحدك مصراتة ضمادة لجروحك”، و”لا إله إلا الله بايدن عدو الله”.
أما في العاصمة الكويت، فقد خرجت شخصيات بينهم برلمانيون سابقون ورموز سياسية في تظاهرة احتجاجية ضد العدوان الإسرائيلي حملت الأعلام الفلسطينية، فيما شارك آلاف المغاربة في وقفات احتجاجية، بعدة مدن، للتنديد بالهجوم الإسرائيلي على المستشفى الأهلي المعمداني في غزة.
وانتقد المشاركون “الدعم الغربي لإسرائيل، مقابل الصمت عن هجومها المتكرر واستهدافها للمدنيين”.
وعلى صعيد متصل، خرج مئات العراقيين مساء الثلاثاء في مظاهرات شعبية للتنديد بقصف إسرائيل لمستشفى المعمداني في غزة. وطالبوا الجامعة العربية ومجلس الأمن الدولي بالتدخل لمنع هذه الجرائم التي تطال المدنيين.
وهتف المتظاهرون الذين تجمعوا في ساحة التحرير وسط بغداد ضد أميركا، بصفتها داعم إسرائيل، كما نددوا باستمرار استهداف المستشفيات ومنازل الأهالي في غزة منذ 10 أيام.
كما تظاهر مئات الأتراك أمام سفارة كيان الإحتلال في العاصمة أنقرة وقنصليتها بإسطنبول تنديدا بقصف المستشفى الأهلي المعمداني في قطاع غزة.
وأعرب المشاركون عن سخطهم من قصف المستشفى، في حين تخلل المظاهرة في بعض الأحيان إطلاق المحتجين التكبيرات، فيما حاول بعض المتظاهرين تجاوز الحواجز التي وضعتها قوات الأمن في محيط القنصلية، مما أدى إلى حدوث مناوشات بين الجانبين واضطرار الأمن لاستخدام الغاز المسيل للدموع.
إلى ذلك، تظاهر مئات الموريتانيين أمام السفارة الأميركية في نواكشوط تنديدا بمجزرة المستشفى المعمداني في غزة، ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية وهتفوا مطالبين بـ”وقف المجازر التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة”.
وانتشرت الشرطة الموريتانية في محيط سفارة واشنطن دون الاحتكاك بالمتظاهرين الغاضبين. ودعا المتظاهرون إلى “محاسبة إسرائيل على المجازر التي ارتكبتها منذ بدء العدوان على غزة”.
وشهدت العاصمة القطرية الدوحة مسيرة في سوق واقف في الدوحة تنديدا بالعدوان الإسرائيلي ومجزرة مستشفى المعمداني.
ونظمت أحزاب معارضة وقفة احتجاجية أمام السفارة الأميركية بالقاهرة، وشارك فيها شخصيات سياسية مثل المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي ورئيسة حزب الدستور جميلة إسماعيل وشخصيات من الحركة المدنية والحوار الوطني.
وفي اليمن، خرج متظاهرون في العاصمة صنعاء وفي مدن تعز ومأرب وإب ورفعوا الإعلام الفلسطينية حتى وقت متأخر، فيثما جاب المتظاهرون في تعز الشوارع ونددوا بـ”التخاذل العربي والإسلامي والدولي”.
وفي إيران، تجمّع مئات المتظاهرين أمام سفارتي فرنسا والمملكة المتّحدة في طهران احتجاجًا على القصف الذي طال المستشفى المعمداني وهتفوا “الموت لفرنسا وإنجلترا”، ورشقوا جدران مجمّع السفارة الفرنسية في العاصمة الإيرانية بالبيض.
وخرج المئات من السوريين في مظاهرات تضامنية مع أهالي غزة بعد المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل في المستشفى المعمداني في غزة، وشهدت مدن الأتارب وأعزاز وسلقين وغيرها مظاهرات تندد بالعدوان الإسرائيلي.
وفي العاصمة الكندية أوتاوا، تجمع متظاهرون أمام مكتب رئيس الوزراء للاحتجاج على المجزرة الإسرائيلية.
وشهدت العاصمة الألمانية برلين وقفة احتجاجية تنديدا بالمجزرة، وقد أحاطت جموع من قوات الأمن الألمانية بالمتظاهرين وحاولت تفريقهم بالقوة، في حين شهدت مدينتا مالمو وأوبسالا السويديتان مظاهرات تندد بالمجزرة الإسرائيلية.
وخرجت مظاهرة أمام مبنى وزارة الخارجية في العاصمة الإسبانية مدريد نددت بالعدوان الإسرائيلي.
وفي عاصمة البوسنة والهرسك سراييفو، احتج متظاهرون على المجزرة الإسرائيلية في وسط المدينة التاريخية القديمة، حاملين أعلام فلسطين والبوسنة والهرسك. وردد المتظاهرون شعارات تقول “فلسطين ستتحرر” و”سراييفو إلى جانب فلسطين”.
كما تظاهر المئات في العاصمة الدانماركية كوبنهاغن تنديدا بمجزرة مستشفى المعمداني، وطالب المتظاهرون بوقف الجرائم الإسرائيلية التي تقترف في قطاع غزة.
ويواجه المتضامنون مع فلسطين في عدد من الدول الأوروبية قيودا وحظرا وتدخلا من قبل قوى الأمن والسلطات لمنع التظاهرات والمسيرات، وصل إلى حد حصول حالات اعتقال وتوقيف.
يأتي ذلك في وقت لا توجد فيه أي قيود أو حظر على المظاهرات المؤيدة لكيان الإحتلال، فيما نُظمت المظاهرات المؤيدة لفلسطين في ظل حراسة مشددة من قبل الشرطة وتدخل عنيف من قبلها.