على وقع مجزرة مستشفى المعمداني، وصل الرئيس الأميركي جو بايدن والوفد المرافق، اليوم الأربعاء، إلى فلسطين المحتلة دعماً لـ “تل أبيب” في وجه المقاومة الفلسطينية.
ورغم الحقائق التي تؤكد مسؤولية الاحتلال الإسرائيلي عن هجوم مستشفى المعمداني، إلا أن بايدن وفور وصوله إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، سارع إلى اتهام المقاومة الفلسطينية قائلاً إنّ “انفجار المستشفى سببه الجانب الآخر”. واللافت أن بايدن استخدم كلمة “انفجار” حين وصف المجزرة الرهيبة في المستشفى المعمداني بالأمس.
وكانت “إسرائيل” اتهمت حركة الجهاد الإسلامي بمسؤوليتها عن قصف مستشفى المعمداني وسط غزة أمس الثلاثاء، إلا أن حركة الجهاد الإسلامي أكدتّ أنّ هذا الاتهام يأتي في إطار تنصّل الاحتلال من مسؤوليته، وفبركته للحقائق، وتبرير جرائمه.
وأفادت مصادر فلسطينية بأنّه “من المقرر أن يكون هناك لقاء لبايدن مع كابينت الحرب على أن تستمر زيارته نحو 4 ساعات”، وأنّ الرئيس الأميركي “سيحاول أن يضغط لإنشاء ما يسمى مناطق آمنة داخل القطاع”.
وذكرت المصادر تصاعد الانتقادات في “إسرائيل” لنتنياهو باعتباره لم يتحمّل حتى اللحظة مسؤولية الانهيار الأمني.
المراسل العسكري في “القناة 12” نير دفوري الإسرائيلية قال إنّ “زيارة بايدن تدل على التنسيق الكبير القائم بيننا وبين الأميركيين، ليس فقط على المستوى الاستراتيجي بل الاستخباري والعسكري، فنحن نتشارك معهم الخطط وندرسها سوياً أيضاً”.
وأعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن – الذي زار “تل أبيب” مرتين بعد “طوفان الأقصى” – فجر أمس الثلاثاء، أنّ بايدن سيزورها الأربعاء للتضامن مع “إسرائيل”.
وذكر بلينكن في حينها أنّ “بايدن سيسمع من إسرائيل ما تحتاج إليه، بينما نواصل العمل مع الكونغرس لتلبية تلك الاحتياجات”.
وكان من المقرّر أن يتوجّه بايدن إلى الأردن عقب زيارته “تل أبيب”، لإجراء محادثات مع كل من الملك الأردني عبد الله الثاني والرئيسين الفلسطيني محمود عباس والمصري عبد الفتاح السيسي، إلا أنّ المملكة قررت إلغاء القمة الرباعية هذه في إثر الجريمة المروّعة التي ارتكبها الاحتلال أمس في مستشفى المعمداني في وسط غزة، موقعاً مئات الشهداء والجرحى.
وتحرّكت الولايات المتحدة في اتجاه المنطقة عقب “طوفان الأقصى”، بسلاحها وجنودها، محاولةً إنقاذ ما يمكن إنقاذه في كيان الاحتلال. وأمر وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، في وقت سابق، المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات الأميركية، “يو أس أس جيرالد فورد”، بالإبحار إلى شرقي البحر الأبيض المتوسط، لتكون “مستعدة لمساعدة إسرائيل”.
والجدير ذكره، أن الرئيس الأميركي جو بايدن رفض مراراً لقاء نتنياهو منذ تولّي الأخير منصبه بسبب عدة أزمات تواجهها “إسرائيل” وعلى رأسها التعديلات القضائية. وعُرفاً يلتقي الرئيس الأميركي برئيس حكومة الاحتلال المنتخب، في البيت الأبيض، لكن هذا الأمر لم يحصل عندما تولّى نتنياهو منصبه. وألقى البيت الأبيض حجّة هذا الأمر على أنّ برنامج أعمال بايدن ممتلئ، على الرغم من أن الأخير، حطّم الرقم القياسي في أخذ الإجازات.