بدأت قوات كيان العدو الإسرائيلي، اليوم الاثنين، ترتيبات لما بعد وقف التصعيد على غزة بمحاولة إيجاد حزام امني على طول الحدود مع القطاع. يتزامن ذلك مع فشل تنفيذ هجوم بري على القطاع وسط متغيرات داخلية وخارجية عدة ابرزها المخاوف من هزيمة الاحتلال.
وصعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الساعات الماضية من قصفها البري والجوي والبحري على مختلف المناطق الشمالية لقطاع غزة، حيث استهدفت مقر للدفاع المدني والمستشفى الرئيس هناك.
والتصعيد الإسرائيلي في هذه المنطقة الهامة ضمن محاولات اخلاء تلك المناطق من السكان شملت تهديد بالقوة وترغيب عبر إعادة الماء للجنوب وحث سكان القطاع على الانتقال إلى مصر.
والتحركات الإسرائيلية على حدود غزة لم تقتصر على القطاع المحاصر والذي يتعرض لقصف مكثف منذ أيام بل شمل أيضا مستوطنات الغلاف حيث اكدت الجبهة الداخلية في إسرائيل بإجلائها نحو 60 الف مستوطن من نحو 24 مستوطنة بغلاف غزة تم اخلاؤها فعليا، وفق الجبهة.
وتشير هذه التحركات إلى محاولة الاحتلال الذي فشلت قواته بتقدم بري مع تصاعد الانتقادات الخارجية والداخلية بشان التكلفة التي سيدفعها في المغامرة المرتقبة بإيجاد حزام امني يحول دون اقتحام جديد من قبل المقاومة الفلسطينية للمستوطنات الإسرائيلية والتي لا تزال بعضها تحت سيطرة مسلحي القسام وبقية الفصائل، خصوصا وانها تأتي مع بدء تحركات دولية لتنفيذ هدنة إنسانية بعد نحو أسبوع من القصف والدمار والمجازر التي يرتكبها الاحتلال بحق سكان القطاع.
وابرز تلك التحركات تصويت مرتقب مساء اليوم في مجلس الامن على مشروع قرار روسي لوقف التصعيد على غزة إضافة إلى الرسائل الامريكية للاحتلال بفداحة أي هجوم بري وضغطها لهدنة إنسانية تسمح بإجلاء المستوطنين الأمريكيين.
ولم يستبعد خبراء ان تنفذ قوات الاحتلال محاولة تمركز في الأطراف الشمالية للقطاع بعد ان سوت احيائه بالأرض ضمن استراتيجية “الأرض المحروقة” التي تنتهجها منذ أيام.