كشفت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية بأن التخطيط الدقيق والوعي غير العادي بأسرار كيان العدو الإسرائيلي وبنقاط ضعفه، مكن المقاومة الفلسطينية بقيادة “حماس” من السيطرة على عدة مستوطنات ومن السيطرة على عدد من القواعد العسكرية في “غلاف غزة”، خلال ساعات.
ونشرت (نيويورك تايمز) تفاصيل جديدة تشرح كيف نجحت حركة “حماس” في مفاجأة جيش العدو الإسرائيلي، السبت الماضي، والتغلب عليه. وأوردت الصحيفة الأمريكية أنّ “مقاتلي حماس اندفعوا إلى مستوطنات ومواقع جيش العدو الإسرائيلي في عملية منظمة للغاية ومخطط لها بدقة، مما يشير إلى فهم عميق لنقاط ضعف العدو الإسرائيلي.
وأوضحت أنّ “المسلحين العشرة من غزة كانوا يعرفون بالضبط كيفية العثور على مركز مخابرات كيان العدو الإسرائيلي وكيفية الدخول إليه”، مضيفةً أنّه “بعد عبورهم إلى مستوطنات العدو لإسرائيلي، اتجهوا شرقاً على متن خمس دراجات نارية، وعلى متن كل مركبة مسلحان اثنان”.
وتابعت وبعد عشرة أميال، انحرفوا عن الطريق إلى منطقة من الغابات، ونزلوا خارج بوابة غير مأهولة إلى قاعدة عسكرية، وقاموا بتفجير الحاجز بعبوة ناسفة صغيرة، وفق الصحيفة. وأردفت بالقول: المهاجمون كانوا في البداية غير متأكدين من المكان الذي سيتوجهون إليه الا أن أحدهم أخرج من جيبه خريطة مرمزة بالألوان للمجمع وبعد أعادة توجيههم وجدوا باباً مفتوحاً لمبنى محصن وبمجرد دخولهم، وجدوا غرفة مليئة بأجهزة الكمبيوتر – مركز الاستخبارات العسكرية”.
ذكرت الصحيفة الأمريكية أنّ هذا التسلسل تم التقاطه “بكاميرا مثبتة على رأس المسلح الذي استشهد لاحقاً” فيما قامت الصحيفة بمراجعة اللقطات والتحقق من الأحداث من خلال إجراء مقابلات مع مسؤولين صهاينة. ولفتت أنه “باستخدام الطائرات بدون طيار، دمّرت حماس أبراج المراقبة والاتصالات الرئيسية على طول الحدود مع غزة، مما أدى إلى فرض نقاط عمياء واسعة على جيش العدو الإسرائيلي.
ونقلت عن مسؤولين في جيش كيان العدو أن “حماس قامت باستخدام المتفجرات والجرارات، بتفجير فجوات في الحواجز الحدودية، مما سمح لـ 200 مهاجم بالتدفق في الموجة الأولى و1800 آخرين في وقت لاحق من ذلك اليوم”. وتمكن المقاومون المهاجمون على متن دراجات نارية وشاحنات صغيرة، من اقتحام مالا يقل عن ثماني قواعد عسكرية للعدو والسيطرة عليها.
إلى ذلك رأت الصحيفة الامريكية أنّ وثائق تخطيط “حماس” ومقاطع الفيديو الخاصة بالهجوم والمقابلات مع مسؤولي الأمن، تُظهر أنّ المجموعة “كان لديها فهم متطور بشكل مدهش لكيفية عمل جيش العدو الإسرائيلي، وأين تتمركز وحدات معينة وحتى الوقت الذي سيستغرقه وصول التعزيزات”.