أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، عن استشهاد 2215 فلسطينياً، منهم 724 طفلاً و 458 سيدة، وإصابة 8714 آخرين منهم 2450 طفلاً و 1536 سيدة، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع، السبت الماضي. وتواصل طائرات الاحتلال، قصفها الأحياء السكنية في القطاع، حيث جرى انتشال مجموعة من الشهداء وعدد من الجرحى، في مجزرة جديدة بدير البلح نتيجة قصف مربّع سكني.
فيما بلغت احصائية القتلى الإسرائيليين ليوم الأربعاء، عن مصادر عبرية منذ بدء معركة طوفان الأقصى إلى 1300 قتيل ونحو 3300 إصابة.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، أنّ قوات الاحتلال قتلت 324 مواطناً منهم 126 طفلاً و88 سيدة، وأصابت 1018 آخرين خلال الـ 24 ساعة الماضية. وتابعت، أنّ 66% من ضحايا العدوان الإسرائيلي من الأطفال والنساء. فيما قال نقيب الممرضين الأسبق خليل الدقران، في حديثه للميادين، إنّه جرى استقبال أكثر من 400 شهيد في الساعات الأخيرة، وجلّ المصابين والشهداء هم من الأطفال والنساء والمسنين، مشدّداً على ضرورة أن يتحرك المجتمع الدولي لوقف هذه الدماء.
معظم جثامين الشهداء هي أشلاء
المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة أكد أنّ 90% من عمليات الاستهداف التي تقوم بها قوات الاحتلال تطال المنازل والمباني السكنية، مشيراً إلى أنّه “يتم استهداف شبه متعمّد لطواقمنا أثناء عمليات الإنقاذ والإغاثة”. كذلك، أوضح المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة أنّ هناك المئات من الشهداء موجودون تحت الأنقاض وإمكاناتنا لا تسمح بإنقاذهم، لافتاً إلى أنّ “الجثامين التي ننتشلها من تحت الأنقاض الكثير منها متفحّم أو مقطوع الرأس”. وأشار إلى أنّ حجم الصاروخ الذي يطلق على المواطنين يتجاوز الطن الواحد.
في غضون ذلك، أفادت مصادر في قطاع غزّة، بأنّ عشرات المنازل في مخيم النصيرات سوّيت بالأرض، والمجزرة بحق عائلة اللوح كانت أكبر مجزرة تستقبلها مستشفى شهداء الأقصى، فيما تواصل سيارات الإسعاف نقل الجرحى إلى المستشفى، ومعظم جثامين الشهداء هي أشلاء. وأكّدت مصادر فلسطينية أنّ عدداً كبيراً من الشهداء لم يتمّ التعرّف إلى هوياتهم حتى الآن، فمعظم الشهداء الذين يتم نقلهم إلى المستشفى أجسادهم مقطعة ومحروقة. وأكدت بانتشال شهداء من أسفل ركام منزل عائلة أبو جبارة في مخيم البريج.
مستشفيات غزة تحت القصف
ولم يكتفِ الاحتلال بالمطالبة بإخلاء المستشفيات بعد المطالبة بإخلاء مناطق شمالي القطاع، بل قام أيضاً باستهداف مستشفى الدّرة للأطفال شرقي القطاع بقنابل الفوسفور الأبيض، مما دفع طواقمه إلى الإخلاء حفاظاً على صحة المرضى. وأعلنت وزارة الصحة في غزة أنّ مستشفيات القطاع بحاجة ماسة لكل كادر صحي ولكل سرير ولكل حبة دواء، ولكل غرفة عمليات ولكل خدمة صحية في هذا الوقت الحرج.
وناشدت إدارة المستشفيات الشركاء الإنسانيين في العالم للضغط على الاحتلال الإسرائيلي لتحييد النظام الصحي، المهدّد أصلاً بالانهيار بسبب العدوان القائم، وسنوات الحصار الإسرائيلي على القطاع. وعلى الرغم من التحذيرات من عواقب إخلاء المستشفيات في قطاع غزة وتفريغها من المرضى والطواقم الطبية، إلّا أنّ الاحتلال مستمر في دعواته للإخلاء متجاهلاً المخاطر الجسيمة لذلك.
الاحتلال يهدد سكان القطاع.. والغزاويون: صامدون في بيوتنا
وكان “جيش” الاحتلال قد أبلغ الأمم المتحدة ضرورة انتقال 1.1 مليون فلسطيني في غزة إلى جنوبي القطاع، خلال 24 ساعة، في وقتٍ يعمل فيه الاحتلال على توسيع دائرة النار وقوتها، مستخدماً في عدوانه صواريخ ارتجاجية عنيفة وقنابل فوسفورية محرمة دولياً.
ورغم عدوان الاحتلال المستمر، وإطلاقه تهديدات لأهالي سكان القطاع لإجلاء مناطق شمالي وادي غزة، أي محافظتي الشمال وغزة، إلّا أنّ سكان المدن المعنية لا يزالون صامدين في بيوتهم، وذلك رغم منحهم مهلةً ضيّقة هي 24 ساعة.
بدورها، شجبت منظمة أطباء بلا حدود في بيان نشرته على منصة “أكس” الدعوة إلى الإخلاء قائلة إنها “تشجب من دون أي لبس هذا العمل، وسفك الدماء المستمر والعشوائي والهجمات على الرعاية الصحية في غزة”، ولفتت إلى أنّ عملية الإخلاء “معقّدة”.
صواريخ المقاومة إلى عمق “إسرائيل” واستهداف طائراته
أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة “حماس”، اليوم السبت، استهداف “تل أبيب” برشقاتٍ صاروخية، إضافة إلى استهداف مستوطنة “سديروت”، ومدينتي عسقلان وبئر السبع. كذلك، أعلنت القسام أنّها قصفت تحشيدات العدو الإسرائيلي قرب مستوطنة “كيبوتس نيريم” في محيط قطاع غزّة، بالصواريخ وقذائف الهاون، ما أدّى إلى وقوع 5 إصابات في صفوف الجنود الإسرائيليين بينها إصابات خطرة.
وبثّت كتائب القسام مشاهد من استهداف تحشيدات العدو بقذائف الهاون من العيار الثقيل. وقالت القسّام إنّ الرشقات الصاروخية واستهداف التحشيدات الإسرائيلية، جاءت رداً على تهجير أهالي قطاع غزة واستهداف المدنيين من قبل الاحتلال الإسرائيلي. ولفتت القسام إلى مقتل 9 أسرى آخرين من أسرى المعركة، بينهم 4 أجانب خلال 24 ساعة الماضية، مضيفةً أنّ الأسرى قتلوا جرّاء القصف الإسرائيلي على أماكن حضورهم.
وأكّدت مصادر في غزة، أنّ المقاومة الفلسطينية لا تزال تُطلق الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية والمدن الفلسطينية المحتلة عام 48، على الرغم من ضراوة العدوان الذي قد لا تحتمله دول كبرى. وأضافت أنّه على الرغم من الأوضاع الكارثية في غزة فإنّ المقاومة لا تزال على صلابتها، الأمر الذي يؤكد فشل الاحتلال في استهدافها والنيل منها.
واليوم، أكّد مصدرٌ في المقاومة الفلسطينية في قطاع غزّة، أنّ المقاومين في الميدان في أعلى درجات الجاهزية، ويعملون وفق الخطط الموضوعة مُسبقاً. وكشف المصدر أنّ المقاومة لديها خطّة دفاعية مُحكمة تُغطّي كامل مساحة قطاع غزّة، وستفعّل في الوقت المناسب.
وأمس الجمعة، شهد اليوم السابع لـعملية “طوفان الأقصى” تطورات مهمّة على مستوى الوضع الميداني في قطاع غزة، مع استمرار قصف المقاومة المستوطنات المحتلة البعيدة والقريبة، ووقوع إصابات مباشرة، وقد تمثّل ذلك بإدخال فصائل المقاومة صواريخ ثقيلة إلى المعركة، ووصول عدد قتلى الاحتلال إلى أكثر من 1500 بينهم نحو 300 جندي، إضافة إلى أكثر من 2500 جريح في صفوف الإسرائيليين.
واستخدمت المقاومة صواريخ ثقيلة، من نوع “عياش 250” في قصفِ مقرّ القيادة الشمالية في صفد، وهو من الصواريخ البعيدة المدى، التي تملكها كتائب عز الدين القسام، وقد أعلنت وسائل إعلام الاحتلال أنّه الصاروخ الأطول مدىً الذي تطلقه المقاومة من غزة.
وتطلق المقاومة في قطاع غزّة يومياً على المستوطنات الإسرائيلية والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 ما لا يقلّ عن 300 صاروخ منذ بداية العدوان الإسرائيلي. ووفقاً لإفادات المراسلين الدوليين المتمركزين في المدينة، فإنّ الرشقات الصاروخية الفلسطينية تصيب أهدافها، ولكنّهم لا يستطيعون إعلان ذلك بوضوح بسبب الرقابة الإسرائيلية.
المقاومة تصيب طائرة إسرائيلية
بدوره، أفاد الإعلام الإسرائيلي بأنّه أُطلق (الفصائل الفلسطينية) باتجاه “إسرائيل” ومستوطناتها أكثر من 100 صاروخ، منذ الصباح حتى الظهر، مضيفةً أنّ صفّارات الإنذار دوّت في “تل أبيب” و”سديروت” والنقب الغربي.
واليوم السبت، أعلن المتحدث باسم “جيش” الاحتلال الإسرائيلي إصابة طائرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي بصاروخ مضاد للدروع أطلقه مقاتلو الفصائل الفلسطينية باتجاه الطائرة.
ووفق الإعلام الإسرائيلي، فإنّ الفصائل الفلسطينية أسقطت في اليوم الأول من معركة “طوفان الأقصى” مروحية إسرائيلية من طراز “يسعور”. وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إنّ المروحية أصيبت بصاروخ واضطرت للهبوط في محيط قطاع غزّة، وتمكّن الجنود الإسرائيليون الذين كانوا داخلها من الهروب بينما بقيت المروحية تحترق على الأرض.