أن التعريف الحقيقي لهذا الكيان الصهيوني الغاصب العابر الغادر , الذى ولد سفاحا في الظلام , وترك لقدره على أعتاب المسجد الأقصى كأولاد الحرام , إنه الكيان الوحيد الذي فرض وأنشئ بقرار , وسيكون زواله بإذن الله بالجهاد والكفاح والعزيمة والثبات والإرادة والإصرار والتضحية بالمال والنفس.
الحقيقة التاريخية والذي شاهدها العالم اليوم بمعركة طوفان الاقصى إن اليهود يخشون ويخافون من أهل فلسطين من قديم الأزل كما أثبتها القرآن الكريم في قوله تعالى: ( قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون ), وقولهم: ( قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ).
التآمر الصليبي
لقد قام هذا الكيان على دعاوى وخرافات كاذبة وادعاءات تاريخية ما أنزل الله بها من سلطان, كلها خداع وأوهام. فكان العدوان سبيلها ومركبات النقص والحقد دافعها, وتحدى غضب الله عليهم بتشتيتهم أن يتجمعوا, ليقيموا بزعمهم هيكل سليمان في أرض الميعاد وهم لا يعلمون أنهم مسخرون لمصيرهم المحتوم.
وإن قمة التآمر على العالم الإسلامي عامة وعلى فلسطين والمسجد الاقصى بدأ سنة 1917م عند دخول الجنرال البريطاني (اللنبي ) مدينة القدس , وقال كلمته المشهورة وهو يتسلم مفتاح المدينة المقدسة : ( اليوم انتهت الحروب الصليبية ) , وعندما دخل الجنرال الفرنسي (جورو) دمشق وعند قبر صلاح الدين قال : ( ها قد عدنا يا صلاح الدين ) , وبدأت الجريمة الكبرى أولى خطواتها بصدور وعد بلفور 2 نوفمبر 1917م للتمكين اليهود بأن يكون لهم وطن قومي في فلسطين.
وبعد 30 سنة في عام 1947م كان قرار التقسيم, ثم حرب 1948م لإتمام جريمة العصر بهذا التحالف الصليبي – الغربي الذي سيظل المسلمين وفلسطين تعانى منه إلى أن يأذن الله بتدبيره المحكم.
والذي نراه اليوم في معركة طوفان الاقصى وقد تم مرحلة تتلوها مرحلة من البذل والفداء والجهاد لإرهاق هذا الكيان الغاصب وحتى يلفظ أنفاسه الأخيرة , فنردد قول الحق تبارك وتعالى: ( وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ) الإسراء : 81 واليوم ينبغي تحديد العدو الذي هو وراء كل هذا الغل وهذا الحقد الأسود والبطش, وأول التساؤلات تشير إلى من قال الله سبحانه فيهم: ( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ) المائدة : 82 . هم اليهود والذين من ورائهم, إن اليهود والذي كفروا من أهل الكتاب اصبحوا يمثلون العصابة الدولية والمافيا العالمية التي تمكنت واستحوذت على إرادة وعقول الغرب المسيحي الاستعماري بالإغراق الإعلامي والابتزاز المالي والاقتصادي والتصفية الجسدية لكل من يقف ضد مخططاتهم الشيطانية.
وتدفعهم بكل هذه الوسائل لمعاداة الإسلام والمسلمين, وتجدد في نفوس الغرب المسيحي الاستعماري ذكريات الحروب الصليبية, حتى أنها جاءت على لسان الرئيس الامريكي بوش الابن في احداث سبتمبر 2001م.
واليوم ومن خلال العدوان على غزة تقف الولايات المتحدة الامريكية بمساندة الكيان الصهيوني وها هي تجلب اساطيلها وقواتها لتذكرنا اليهودي بالحروب الصليبية وان اختلفت وسائلهم الحربية اليوم لكن العدو واحد والتحالف الصليبي –يتمثل اليوم بما يجري في فلسطين.
وليس بغريب ذلك فأمريكا اعترفت بالكيان الصهيوني بعد 11 دقيقة من اعلان قيامه في 15 مايو 1948م فهو يحتمى بأمريكا ويحارب بسلاحها ويتوارى من ورائها لتغطية جرائمه تحت دعوى أنه الحامي لمصالح امريكا في منطقة المشرق الغربي , بل وتسخير جهاز الأمم المتحدة لتحقيق أهدافه أو عدم إدانته على انتهاكه لكل الحقوق والأعراف الدولية, وذلك بالاستفادة من الفيتو الأمريكي.
في ظل غيبة العالم العربي والإسلامي عن الاضطلاع بمسؤوليته ورسالته والتقصير الشديد في حشد إمكانياته لمواجهة هذا التآمر والعدوان بل والأدهى من ذلك ان نجد انظمة عربية طبعت مع الكيان ومنها من يسعى للتطبيع.
الأحقاد والأطماع
ففي أعقاب الحرب العالمية الثانية اتفق المنتصرون الكبار على فرض هذا الكيان الغريب في فلسطين والاعتراف بهلا.
فهذا الكيان الصهيوني له مطامع وشعار رفعه وهدفه ليس فلسطين فقط فالطمع طبيعتهم فيقولون: ( الحدود حيث تصل الجنود ) فليس لكيانهم حدود وتعلن في صلف وغرور : ( ملكك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل ) حتى علمهم يعلن ذلك في وقاحه : خطان باللون الازرق تعبيرا واشارة للفرات والنيل وبينهما نجمة داوود.
ويستميتون في فرض واقع أساسه اغتصاب الأرض من أصحابها, ويعملون على إحياء لغة ميته , ويصرون على أنهم مازالوا شعب الله المختار, وقد نسخ الله آيات التفضيل التي كانت لهم. إنهم يريدون إقامة دولة الشيطان التي لا يمكن أن تتعايش مع دولة الإيمان التي تلتزم بمنهج السماء قال تعالى: ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) آل عمران : 110.
إنهم لا يمكنهم أن ينسوا هزيمتهم على يد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وإجلاءهم من يثرب وخيبر نتيجة غدرهم ونقضهم للعود والمواثيق . قال تعالى : ( أو كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون ) البقرة : 100 . حتى أنهم أطلقوا على حرب 5 يونيو 1967م , اسما يهوديا هو ( خيبر ) تذكيرا وانتقاما وثأرا .
طوفان الأقصى
يصف الله تعالى اليهود بالجبن فيقول اعز من قائل : ( لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفقهون لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم لا يعقلون ) الحشر : 13, 14.
كذلك تثبت الحقيقة التاريخية إن اليهود يخشون ويخافون من أهل فلسطين من قديم الأزل كما أثبتها القرآن الكريم في قوله تعالى: ( قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون ) المائدة : 22, وقولهم : ( قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ) المائدة : 24. وتصديق لذلك ما شاهده العالم من ابطال المقاومة في معركتهم طوفان الاقصى وجنود اليهود ومواطنيهم يفرون منهم ويستسلمون لهم بالعشرات رغم ما يمتلكون من ترسانة من الاسلحة والمعدات والتفوق العسكري وبذلك سقطت مزاعمهم واسطورتهم الجيش الذي لا يقهر فصدق الله وكذب اليهود.
رماة العرب
إن العدوان على أي مسلم هو عدوان على المسلمين كافة فما بالك والعدوان على اقدس المقدسات واحتلالها وقتل شعبها المسلم , وعليهم مسؤولية مواجهة العدو مواجهة إسلامية شاملة تصديقا لقوله تعالى: ( وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين ) التوبة: 36.
فإذا كان رماه معركة أحد قد خالفوا تعليمات الرسول الأكرم وحدث ما حدث للمسلمين في معركة أحد . فهل يتعض اليوم رماه العرب والمسلمين وهم يشاهدون التكالب والتحالف الصليبي – اليهودي مجتمعا والذي كشفه الله للعرب والمسلمين من خلال دعمهم الصريح سياسيا وعسكريا واقتصاديا واعلاميا للكيان الصهيوني ضد المقاومة الفلسطينية .
فالجهاد لرماه اليوم من العرب والمسلمين ليس الوقوف بمكانهم ورفع شعارات التنديد والشجب والتأييد والمظاهرات ورفع العلم الفلسطيني فهذا اضعف الايمان وهم يشاهدون اولى القبلتين منذ 75 سنه يدنس واليوم شعب فلسطين يتعرض لإبادة جماعية وتدمير ممنهج وحقد من التحالف الصليبي – اليهودي.
فاليوم امام رماه العرب والمسلمين الجهاد الفعلي كونه اصبح فرض عين فالعالم الصليبي قد اظهر عداوته واعلن حربه على المسلمين فالعدوان على مسلم هو عدوان على كل المسلمين عامة. فعلى كل الرماة ومن أوطانهم القيام بجهادهم فرماه اليمن قيامهم بإغلاق مضيق باب المندب، ورماه مصر أرض الكنانة وخير جيوش الأرض اغلاق قناه السويس وفتح الحدود بموازره رماه السودان، ورماه الخليج بشقيه اغلاق مضيق هرمز.
فيما يتولى رماه العراق و سوريا ولبنان والاردن ضرب العدو من خلفه وتدمير انابيب النفط التي تمر بأراضيهم وكل المصالح الاقتصادية التي تتعلق بالتحالف الصليبي – اليهودي على المسلمين ومهاجمه قواعدهم العسكرية. ورماه الجزائر وليبيا وتونس والمغرب اعاقه اساطيل التحالف الصليبي في البحر المتوسط وبمحاولة تعطيل او اغلاق مضيق جبل طارق ان امكن.
ولا ننسى رماه الدول الاسلامية فهم يملكون من الرماح والسهام الاقتصادية والبشرية وغيرها. انه نداء السماء ومن يناديك هو رب العالمين فالوعد من الله والبشارة بالنصر منه بقوله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) محمد : 7.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
علي الشراعي