كشفت مصر، اليوم الثلاثاء، كواليس اتفاق لتصفية القضية الفلسطينية عبر تسليمها لكيان العدو إسرائيل. يتزامن ذلك مع صمت رسمي عربي مطبق تجاه المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق سكان قطاع غزة، اخر حصون المقاومة في فلسطين.
وسربت الاستخبارات المصرية معلومات تفيد بانكيان العدو إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة تخططان لتهجير سكان قطاع غزة ضمن استراتيجية “الوطن البديل”، مشيرة إلى أن الاحتلال يسعى لإجبار سكان القطاع على النزوح إلى شبه جزيرة سيناء الواقعة عند حدود مصر وفلسطين.
وكان البرلماني المصري المقرب من الرئيس عبدالفتاح السيسي، مصطفى بكري، اشار في تغريده على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي إلى مخاوف بلاده من تداعيات هذه الخطوة التي قال انها تستهدف الامن القومي المصري.
وتزامنت التصريحات المصرية مع تحديد الاحتلال عبر متحدثة العسكري شبه جزيرة سيناء كوجهة وحيدة متاحة للنجاة من الاستهداف المتصاعد منذ 4 أيام.
وتشن قوات الاحتلال قصفا برا وبحرا وجوا وبمختلف أنواع الأسلحة بما فيها المحرمة دوليا وابرزها الفسفور الأبيض، وفق ما اظهرته مقاطع فيديو بثتها وسائل اعلام إسرائيلية ابرزها هيئة الإذاعة. وتركز قوات الاحتلال على استراتيجية “الأرض المحروقة” باستهداف المنازل بما فيها المدمرة لأكثر من مرة. والقصف الحالي يمهد لاجتياح بري لم تخفيه أمريكا وإسرائيل.
وتشير قرار تهجير سكان غزة في ظل الصمت العربي إلى اتفاق دول عربية مع اطراف دولية لتصفية القضية خصوصا وانه تزامن مع بيانات خليجية فسرت كضوء اخضر لإسرائيل ناهيك عن محاولة اطراف تصويرها كمحاولة لعرقلة التطبيع السعودي – الإسرائيلي.
وسعى الاحتلال على مدار الصراع العربي الاسرائيلي “لتوطين أهالي غزة في سيناء، وهو الامر الذي تصدت له مصر وستتصدى له، ورفضه الإجماع الشعبي الفلسطيني المتمسك بحقه وأرضه، وأعلنته مقررات الجامعة العربية في سياقات مختلفه واستقر هذا الأمر في الضمير العالمي بثوابت واضحة للقضية الفلسطينية التي يتم تصفيتها الآن”.
وكانت السلطات المصرية قد أعلنت ف وقت سابق اليوم، أنّها ستفتح مراكز إيواء لاستقبال الفلسطينيين ورفدهم بالمساعدات الصحية والإجتماعية، فيما أوعزت لجميع مديرياتها بالاستعداد لأي حدث طارئ بسبب الأوضاع في قطاع غزة.
من جانبها، حذرت وزارة الخارجيّة المصرية من “مخاطر التصعيد” بين المقاومة الفلسطينية وقوات الإحتلال “الذي من شأنه أن يؤثر سلبًا على مستقبل جهود التهدئة”، داعية إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب تعريض المدنيين للمزيد من المخاطر.