حذرت منظمة “أوكسفام” الدولية (خيرية تعنى بالحد من الفقر حول العالم) من أن الجوع الشديد آخذ في الارتفاع في اليمن، بعد مرور عام على انتهاء اتفاق السلام المؤقت.
وأكد تقرير صادر عن المنظمة أن أكثر من ثلثي سكان اليمن يواجهون الجوع الشديد، معتبرة معدلات سوء التغذية بين الأطفال اليمنيين من بين الأعلى في العالم، داعياً للتراجع عن تخفيض المساعدات الإنسانية في البلاد. وطالبت “أوكسفام” جميع أطراف الصراع في البلاد لتحقيق سلام مستدام وشامل، حاثة جميع الأطراف الدولية إلى تجديد جهودهم لتحقيق سلام مستدام وشامل وإعادة بناء البلاد.
وشددت على ضرورة أن يكون دفع الرواتب، وإعادة فتح الطرق الحيوية، وخطة إعادة بناء الاقتصاد، أمراً أساسياً في أي اتفاق، مؤكدة أن اليمن شهدت منذ 2015م واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، جراء الحرب التي أدت إلى انهيار الاقتصاد.
وحسب تقرير أوكساف، فإن أكثر من ٢١ مليون شخص يمني يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية، وسط توجه أممي لخفض المساعدات الإنسانية في البلاد بحجة نقص التمويل، مشيرة إلى أن الاقتصاد اليمني – في الشمال والجنوب على السواء – في حالة يرثى لها.
وتوقعت المنظمة أن يرتفع عدد الأشخاص الذين يواجهون مستويات الجوع في الأزمات أو حالات الطوارئ بنسبة 20% ليحتاج 2.2 مليون طفل دون سن الخامسة إلى العلاج من سوء التغذية الحاد، مشيرة إلى ان انخفاض قيمة العملة، ضاعف أسعار المواد الغذائية ولم يعد العديد من اليمنيين العاديين قادرين على شراء ما يكفي من الطعام.
وقال مدير المناصرة والحملات والإعلام في منظمة أوكسفام في اليمن عبد الواسع محمد: “لقد عانى الشعب اليمني من الحرب على مدى ثماني سنوات، وكانت نسائنا وأطفالنا هم الأكثر معاناة. 8.5 مليون طفل بحاجة إلى المساعدة الإنسانية. ويواجهون التهديد اليومي المتمثل في نقص الغذاء والأمراض والنزوح والنقص الحاد في الوصول إلى الخدمات الاجتماعية الأساسية”.
وكان برنامج الغذاء العالمي في اليمن، أعلن في الـ19 من أغسطس الماضي، تقليص المساعدات الغذائية التي يقدمها في جميع أنحاء البلاد اعتباراً من نهاية سبتمبر المنصرم، في حين كان قد أعلن قبل ذلك في 27 يوليو الماضي، تعليق عدد من برامجه وتدخلاته في البلاد، معللاً ذلك بـ “النقص الحاد في التمويل”، مما أثر على 2.4 مليون شخص.