علقت السلطات التابعة للاحتلال السعودي، الأسبوع الفائت، رحالات شركة الخطوط الجوية اليمنية الناقلة للمسافرين إلى مطار صنعاء الدولي، ما يعني إغلاق المنفذ الوحيد لملايين اليمنيين، في خطوة من شأنها عرقلة جهود السلام الجارية بوساطة عمانية.
هذه الخطوة اعتبرتها صنعاء محاولة سعودية لتنصل من استحقاقات السلام ولعب بالأوراق في خضم المفاوضات الجارية بوساطة عمانية، فالرياض مسؤولة عن تصرفات من تشغلهم، وهي التي قالت يوما “إنها لم تعد بحاجة إلى عملاء في اليمن، بل تريد موظفين يقبضون مرتباتهم في نهاية الشهر”.
مجلس الشورى في العاصمة صنعاء أكد أن “استمرار تحالف العدوان في التلاعب بالملف الإنساني عبر أدواته الرخيصة تهدف إلى التنصل من الالتزام بما تم التفاوض والاتفاق عليه المتعلق بتوسيع الرحلات إلى القاهرة والهند، كما يعد مؤشرا خطيرا وإساءة لجهود بناء الثقة وإحلال السلام”.
تؤكد صنعاء مرارا جديتها في “السلام المشرف” الذي يكفل لليمنيين حقوقهم وكرامتهم بإيقاف العدوان ورفع الحصار وصرف مرتبات القطاع العام من ثروات البلاد السيادية، في حين تصر الرياض وأخواتها على مواصلة مساعيها لإطالة أمد الحرب وفرض الحصار واستمرار الحصار وحرمان اليمنيين من أبسط حقوقهم.
حين تبدي صنعاء جديتها وحرصها على السلام لا يعني ذلك الرضوخ لضغوط وابتزاز المحتلين، خصوصا أن اليمن اليوم ليس يمن الأمس، اليمن اليوم قادر على فرض معادلاته وقادر على كسر العدوان والحصار بالنار إن فشلت المفاوضات، وما شاهده العالم في العرض العسكري في ذكرى ثورة 21 من سبتمبر “ليس للعرض فقط” وصنعاء “لن تتردد في تسديد أقوى الضربات دفاعا عن اليمن الحر والمستقل”، وأن الجيش اليمني سيستكمل تحرير البلاد ويطرد القوات الأجنبية وينهي العدوان والحصار” وفقا لتأكيد ناطق القوات المسلحة اليمنية.
وقد توعد وزير الدفاع محمد العاطفي تحالف العدوان بفرض “معادلات عسكرية رادعة” تجبره على الخضوع لكافة المطالب المشروعة والعادلة للشعب اليمني، مؤكدا “أنه لا سلام دون إنهاء العدوان ورفع الحصار ورحيل القوات الأجنبية عن اليمن”، وأن على الغزاة والمحتلين إدراك أننا لن نقبل بتواجدهم في أراضينا وجزرنا وبحارنا وإلا فسيكونون على موعد مع براكين الغضب اليمني.
“بحرا وبرا وجوا” هكذا رسم العرض العسكري الأخير في صنعاء معادلة الردع لتحالف العدوان الأمريكي البريطاني السعودي الإماراتي، في حين أن المعادلات المرتقبة ستكون أشد من مرحلة “الوجع الكبير” كهجمات بقيق وخريص بل ستكون تأثيراتها أبعد ومفاعيلها أقوى لتتجاوز الإقليم والعالم، والسعودية إن كانت تريد تجربة المعادلات الرادعة والصواريخ والطائرات والزوارق والألغام البحرية بالإضافة إلى القوة البرية فلها ما أرادت، وإن كانت تريد السلام الحقيقي عليها استغلال فرصة السلام وإثبات حسن النوايا لا العكس.