شهدت حضرموت، اليوم الخميس، انقلاب جديد قد يعقد مساعي السعودية ابتلاع المحافظة النفطية، شرقي اليمن. وظهر محافظ المؤتمر بحضرموت، مبخوت بن ماضي، بجوار رئيس فريق الانتقالي الرئاسي والمكلف بإسقاط حضرموت، يحي غالب الشعيبي لأول مرة منذ وصول الأخير إلى المكلا.
وظهر بن ماضي مرتديا ملابسا مماثلة لتلك التي يرتديها قيادات الانتقالي المشاركين بالصورة في تأكيد على التوافق بين الطرفين اللذان خاضا خلال الايام الماضية مفاوضات ضمن ترتيبات الانتقالي، الموالي للإمارات.
وتزامن ظهور بن ماضي بمعية فريق الانتقالي الذي يقوده ابرز خصوم السعودية مع اصدار قادة الفصائل الأمنية في المكلا توجيهات بمنع اية فعالية للقوى اليمنية وابرزها الإصلاح على الرغم من سماحهم للانتقالي بإقامة فعاليات بينها استعراض عسكري.
ونشرت إدارة البحث الجنائي في المكلا صورة وثيقة تم توزيعها على ملاك الفنادق والصالات تحظر اية فعالية بدون اذن مسبق منها. وجاء توجيه الوثيقة عقب أيام قليلة على بيان لحزب الإصلاح يكشف منعه من إقامة فعالية بذكرى تأسيسه. وكانت المكلا شهدت تطورات ميدانية ابرزها مهاجمة انصار الانتقالي لمركبات ترفع اعلام اليمن، وسط دعم من الفصائل الأمنية، في حين كثفت فصائل الانتقالي انتشارها وابرزها اللواء الأول حرس رئاسي الذي يتبع فرج البحسني رسميا.
وتأتي هذه التطورات عقب أيام قليلة فقط على عودة بن ماضي من السعودية بعد انباء عن اقالته في حين فشلت الرياض بإعلان مجلس حضرموت الوطني البديل لادارة ملف المحافظة امنيا وعسكريا.
ولم يتضح ما اذا كان انقلاب ابن الوزير محاولة لاحتواء تصعيد الانتقالي الأخير والذي بدأ من الشحر بتظاهرات مناهضة له ام بناء على اتفاق رعته الامارات بين قطبيها جنوب اليمن، لكن تزامنه مع خلافات مع حزب الاصلاح على مجلس حضرموت يحمل ايضا رسالة للحزب.
احتدام المعارك عند بوابة عدن الشرقية
هذا وتصاعدت وتيرة المعارك في محافظة ابين، البوابة الشرقية لعدن. وأفادت مصادر قبلية في مودية بان معارك ضارية تشهدها المديرية التي تعد معقل وزير الداخلية السابق في حكومة المرتزقة وابرز خصوم الانتقالي، احمد الميسري.
وكانت فصائل الانتقالي أعلنت سقوط عددا من القتلى والجرحى في صفوف المشاركين من خارج المحافظة بالعملية التي يقودها مدير امن ابين المحسوب على الميسري، أبو مشعل الكازمي. وتدور المعارك في وادي رافض على تخوم مودية. وتعد المعارك الأولى منذ مقتل قائد الحزام الأمني في ابين، عبداللطيف السيد، بتفجير لا تزال ملابساته غامضة حتى اليوم.
وتحولت ابين التي لا تزال منقسمة بين قوى تتبع لهادي وتشكو التهميش والاقصاء وابرزها امن ابين ومحورها وقواتها الخاصة بين فصائل جديدة كالدعم والاسناد الذي يقوده مختار النوبي والقادم من خارج المحافظة حيث يحاول منذ اشهر التموضع هناك، لمستنقع استنزاف قبلي ومناطقي تحت غطاء “محاربة الإرهاب”.
ويتزامن اشتداد المعارك في ابين وتحديدا مديرياتها الوسطى مع عودة الميسري إلى صدارة المشهد ببيان توعد فيه بقلب الطاولة وذلك على إيقاع بيانات مماثلة صدرت عن قيادات عسكرية وامنية وقبلية رفيعة في ابين ولوحت بطرد الانتقالي المتهم بإدارة حرب مناطقية ضد محافظة الرؤساء جنوبا.
استعراض عسكري متبادل
تصاعدت حدة التوتر، بين المؤتمر والانتقالي في محافظة شبوة الثرية بالطاقة جنوب شرق اليمن. ونظم المواليان للإمارات استعراضات عسكرية على تخوم عتق.
وبينما اقام صغير بن عزيز، قائد جناح مؤتمر صالح بمأرب استعراض لما يعرف بـ”محور عتق” في منطقة عارين القريبة من مركز المحافظة، اقامت فصائل الانتقالي في اللواء الثاني دفاع شبوة والذي يقوده وجدي باعوم، القيادي الموالي للانتقالي، استعراض مماثل تحت علم الجنوب.
بن عزيز الذي استعرض أسلحة ومعدات عسكرية بينها قوات النجدة والامن الخاصة حاول تبرير الاستعراض بذكرى ثورة 26 سبتمبر، في حين لم يحدد الانتقالي طبيعة استعراضه الذي شاركت فيه وحدات مدفعية واسلحة ثقيلة ونظم في معسكر اللواء على تخوم عتق أيضا.
وبعيدا عن توقيت الاستعراضات تأتي هذه الخطوات في ظل مخاض جديد تشهده شبوة، حيث يحاول المجلس الانتقالي اجبار محافظ المؤتمر فيها عوض ابن الوزير على الانخراط في مشروع جديد يعده ويستعد لإصدار قرارات “مصيرية” بشأنه وهو ما يرفضه الأخير وبرز برفعه علم اليمن خلال لقاء جمعه بوفد الانتقالي الرئاسي في وقت سابق.