قائد الثورة يهنئ الشعب اليمني والأمة الإسلامية بالمولد ويعلن المرحلة الأولى للتغيير الجذري ويحذر التحالف

1271

تمنى قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، في كلمته اليوم بمناسبة ذكرى المولد المبارك لرسول الله صلى الله عليه وآله، التهئنة للشهب اليمني والأمة العربية والإسلامية بهذه الذكرى العظيمة. وأشار إلى أن مولد النبي محمد عليه الصلاة والسلام جاء في وقت كان العالم فيه مظلمًا ومليئًا بالجهل، وأن رسول الله قدم نموذجًا مميزًا للإسلام الذي أزاح الستار عن ظلمات الجاهلية.

واستعرض السيد القائد تحديات ومؤامرات التي واجهها النبي محمد وأظهر الفروق الكبيرة بين رسالته الإسلامية وتأثيرات الجاهلية الظالمة. وأعرب عن استيائه من أولئك الذين يدّعون الحرية ويحملون عقيدة العبودية لغير الله، مؤكدًا أن رسالة الله تحرر الإنسان من أشكال العبودية لغيره.

الرؤية القرآنية لبناء المجتمع

وأكد قائد الثورة، أن الرسالة الإلهية تسعى لبناء مجتمع لا يعبد فيه أحد غير الله، وأن القرآن الكريم يحث على الرحمة والعدل والخير والجهاد والتصدي للظالمين، محاربًا سلوكيات الجاهلية التي تضمنت استعباد الإنسان لأخيه الإنسان واستهانة بالكرامة الإنسانية.

وأشار الحوثي إلى أن القرآن الكريم أعاد الاعتبار والكرامة للمرأة، التي كانت تحتقر وتظلم في فترة الجاهلية، وأن التعليمات الإلهية أعادت لها دورها في المجتمع ومسؤوليتها الفطرية، ودورها في المهام المشتركة بين المؤمنين والمؤمنات. مؤكداً أن التعليمات الإلهية تهدف إلى بناء مجتمع يتسم بالمحبة والرحمة والتعاون والتضامن.

وأكد أن القرآن الكريم في الإشادة بتأثيره الإيجابي على المجتمع ودوره في تحقيق التوجيهات الإلهية وبناء مجتمع يسوده العدل والرحمة والتعاون. ويدعو إلى العودة إلى تعاليم القرآن والسير على خطى النبي محمد تأثير القرآن في تحقيق الكرامة الإنسانية.

وشدد السيد القائد على أهمية القرآن الكريم في تحقيق الكرامة الإنسانية. يعتبر الحوثي الأطروحات الباطلة الظلامية الجاهلية سببًا لتفريغ الإنسان من شعوره بكرامته وتحريكه بالغرائز دون ضوابط، مما يؤدي إلى الفوضى والابتعاد عن تعاليم الله. وبالمقابل، فإن القرآن الكريم يمنح الإنسان الإرشاد والتوجيه السليم لتحقيق كرامته الإنسانية والعيش وفقًا لمبادئ الله.

التحذير من تجزئة العلاقة بين الأمة والقرآن

وعبر السيد الحوثي عن قلقه إزاء تجزئة العلاقة بين الأمة الإسلامية والقرآن الكريم، ويتهم الحكام والسلاطين وعلماء السوء بالمساهمة في هذه التجزئة. ويؤكد أن هذه المشكلة تسببت في فشل الأمة وعجزها عن تحقيق تقدمها وازدهارها، ويدعو إلى إعادة النظر في هذه العلاقة والعودة إلى تعاليم القرآن وسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

القرآن كمصدر للتوجيه والهداية

وشدد السيد القائد على أن القرآن الكريم يحتوي على الأسس والتعليمات البينة والحكمة والهداية الواسعة التي تنظم إدارة شؤون المجتمع. يرى أن القرآن يقدم مبادئ إلهية وقيم وضوابط شرعية تساهم في بناء مجتمع مستقر وعادل ومتحضر ومتعاون. ويعتبر تحقيق تعاليم الله وبناء الحياة وفقًا لهذه التعاليم مهمة مقدسة يجب على المجتمع العمل على تحقيقها.

النجاح التاريخي للقرآن وتأثيره على المجتمع

يشير الحوثي إلى النجاح العظيم الذي حققه القرآن الكريم في الماضي، حيث رفع مكانة العرب وحوّلهم إلى أمة موحدة وقوية عالميًا. يُعزى هذا النجاح إلى تأثير القرآن الذي قاد النبي محمد في إخراج الناس من الظلمات والمفاسد وإرشادهم إلى العبادة الحقة.

ترويج الشذوذ الجنسي

وأشار قائد الثورة إلى وجود مؤامرة تستهدف القيم الفطرية وتشجيع الشذوذ الجنسي من قبل اللوبي اليهودي الصهيوني ودول غربية مثل الولايات المتحدة وإسرائيل. وأن هذه التحركات تهدف إلى تفكيك المجتمع البشري وتجريف كرامة الإنسان.

وأكد أن اللوبي اليهودي وأتباعه يعملون على ترويج العلاقات مع الحيوانات، مثل الكلاب والقطط، ويعطون لهذه العلاقات أهمية أكبر من العلاقات الأسرية. وان اللوبي اليهودي بدفع البشر للتصرف بطريقة تشبه الحيوانات مثل الكلاب والقردة، ويرى في ذلك انتهاكًا لكرامة الإنسان.

ولفت السيد القائد الى أن الترويج للشذوذ الجنسي من قبل الأمم المتحدة والولايات المتحدة وإسرائيل والدول الأوروبية، محاولة للسيطرة على الإنسان وتجريف كرامته الإنسانية. وأن هذه التحركات محاولة لتفكيك المجتمع البشري وإفراغ الإنسان من إنسانيته.

التغيير الجذري

وأكد قائد الثورة، أن المرحلة الأولى للتغيير الجذري هي بإعادة تشكيل الحكومة، لحكومة كفاءات تجسد الشراكة الوطنية يتم فيها تصحيح السياسات وأساليب العمل بما يخدم الشعب. والعمل على تصحيح وضع القضاء ومعالجة الاختلالات ورفده بالكوادر المؤهلة من علماء الشرع الإسلامي والجامعيين المتخصصين.

وأشار الى الى أن مسار التغيير الجذري وإصلاح مؤسسات الدولة يعتمد على الهوية الإيمانية لشعبنا العزيز، ويستنير بنور الله واتباعه للرسول الاكرم. موضحاً أن التمسك بالشراكة الوطنية والمفهوم الإسلامي للشورى ووحدة الشعب اليمني والمفهوم العام للمسؤولية الذي تتكامل فيه الأدوار.

ولفت الى ان أساس النجاح بعد معونة الله هو تعاون شعبنا وتفهمه وحذره من مساعي الأعداء لإعاقة المشاريع البناءة، مشيرا الى استمرار المواكبة بقوله: سنبقى في مواكبة مستمرة لمتابعة عملية التغيير الجذري حتى إنجاز المرحلة الأولى، وقد حرصنا على تقديم ما يصحح به الوضع وبنصح صادق وحرص حكيم على شعبنا الذي نسعى لخدمته.

عرقلة بناء الدولة

وأكد السيد الحوثي أن أحد أهداف العدوان الذي تعرضت له اليمن هو منع أي تصحيح يعزز الهوية الإيمانية للبلاد ويحقق الاستقلال والحرية. واتهم العدوان بالسعي لجعل البلاد مستعبدة للوصاية الخارجية ومذعنة للمبادرة الخليجية.

أشار السيد الحوثي إلى أن الأعداء يسعون لتمزيق النسيج الاجتماعي للشعب اليمني تحت مظلة الانقسامات العنصرية والمذهبية والمناطقية والسياسية، ويحاولون تقسيم البلاد.

تحذير للتحالف

ونصح قائد الثورة تحالف العدوان بوقف العدوان ورفع الحصار، والتوقف عن حرمان شعب اليمن من ثرواته النفطية والغازية التي تعد ضرورية للرواتب والرعاية الصحية والتعليم والخدمات الأخرى.

وأضاف أنه يجب على تحالف العدوان إنهاء الاحتلال وإنجاز ملفات الحرب، وإلا فإن استمرار سياساتهم العدائية ستكون لها عواقب وخيمة على التحالف وشعب اليمن الذي يمتلك عناصر القوة.

التمسك بالقضية الفلسطينية

وفي الختام أكد قائد الثورة ثبات شعب اليمن في وقوفه ضد أي تطبيع مع الكيان الصهيوني، ودعمه للشعب الفلسطيني والمقاومة. وأعرب عن تمسك الشعب اليمني بقضايا الأمة ورفضه لأي محاولات للتطبيع مع العدو الصهيوني.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا