خلال الساعات الماضية خرج برنامج الغذاء العالمي ببيان أكّد فيه إنه يواجه نقصاً حاداً في التمويل مما قد يؤدي إلى تخفيضات كبيرة في المساعدات الغذائية في اليمن وسط اتّهامات له بالتوافق “مع السياسة الأمريكية الحالية باستخدام التجويع كوسيلة من وسائل الحرب والضغط على السلطات في صنعاء لتمرير اتفاقيات معينة ولتقديم التنازلات”.
وزعم البرنامج أنه حصل البرنامج على تمويلات بنسبة 15% لفترة الأشهر الستة (من أكتوبر 2023 إلى مارس 2024)، وسط ارتفاع الاستهلاك الغذائي غير الكافي بمقدار 3 نقاط مئوية إلى 49% خلال يونيو ويوليو الماضيين” حدّ قول بيانه.
يأتي ذلك بعد أن أكد المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية بصنعاء أن “خطوات برنامج الغذاء العالمي في تقليص المساعدات على اليمن يأتي في سياق الضغوط الأمريكية على صنعاء واستخدام سياسة التجويع كورقة سياسية بعد أن عجز التحالف على تحقيق نصر عسكري”.
وأوضح الناطق الرسمي باسم المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية “طلعت الشرجبي” أنه “باعتراف الأمم المتحدة لازال هناك 21 مليون يمني محتاجين للمساعدات الإنسانية، 18 مليون منهم يحتاجون لمساعدات إنسانية عاجلة، خصوصاً في ظل استمرار الحرب والحصار باعتبارها حق من حقوق هؤلاء المتضررين وأي تقليص في هذه المساعدات سيفاقم المعاناة وسيحول الفئة التي لازالت في الحالة المتوسطة إلى حالة شديدة الاحتياج”.
وعن أسباب إصرار برنامج الغذاء العالمي للضغط على صنعاء بالتوقيع على تقليص المساعدات الإنسانية قال الشرجبي: “برنامج الغذاء العالمي مضغوط ولم يتخذ القرارات في حالة من الوعي، حيث كانت هناك وعود أممية أنه خلال فترة التصعيد ستشهد اليمن زيادة في عمليات المساعدة الإنسانية وزيادة في حجم الوصول إلى أكبر قدر من المستهدفين، وهناك بيانات أممية وإحاطات لازالت تتحدث عن سوء التغذية في اليمن وعن الجوع وعن زيادة الفجوة الإنسانية”.
وأشار إلى أن “خطوة البرنامج لاتتسق مع تصريحات الأمم المتحدة ومساعيها لخلق بيئة مناسبة لتمديد الهدنة، والبرنامج يدرك أن هذا القرار ليس صائباً لذلك يحاول أن يبحث له عن شرعية وهذه الشرعية لاتأتي إلا من السلطة القائمة ويريد إشراك السلطة في هذا القرار ليزيد القرار صوابية ويصور للعالم بأن السلطة في صنعاء هي من اتخذت هذا القرار، وهذ الخطوة غير عقلانية وغير منطقية، لذلك قوبلت بالرفض”.
وحول أهداف برنامج الغذاء العالمي من إتخاذ هذا القرار قال الشرجبي: “خطوات البرنامج تتفق مع السياسة الأمريكية الحالية باستخدام التجويع كوسيلة من وسائل الحرب والضغط على السلطات في صنعاء لتمرير اتفاقيات معينة ولتقديم التنازلات، خصوصاً وأننا شاهدنا انكسار للتحالف في المعركة العسكرية، فهو بدأ يستخدم هذه الورقة كوسيلة من وسائل الضغط، وهذا التوجه هو توجه أمريكي بامتياز “.