أثار العرض العسكري الذي نظَّمته القوات المسلحة في العيد التاسع لثورة 21 سبتمبر المجيدة، اهتمامَ الكثير من وسائل الإعلام الدولية والمراقبين حول العالم نظرًا لضخامته والمفاجآت التي تضمّنها والرسائل التي وجّهها وتوقيته الحسّاس الذي يأتي بالتزامن مع جولة تفاوض تعتبر بمثابة فرصة أخيرة لدول العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي؛ مِن أجل تجنب التصعيد.
حيث اشاد باحث ومفكر عربي بالعرض العسكري للقوات المسلحة اليمنية بميدان السبعين بالعاصمة صنعاء بمناسبة العيد التاسع لثورة 21سبتمبر المجيدة. وقال الباحث والمفكر ورئيس منتدى السلام الدولي حسين المالكي.. كنت قد عزفت عن الكتابة عن مظلومية الشعب اليمني لظروف أمنية خاصة، إلا أن الإستعراض العسكري الأخير شدني إليهم أكثر من أي وقت مضى.
واضاف المالكي في تدوينه له على منصة “اكس “.. الحصار والحرب: هما السبب الرئيس لتنامي قوة صنعاء التي أضحت ظاهرة للعيان فلولا الحرب والحصار لما شهدنا عرضاً عسكرياً مهيباً ملفتاً، لقد تمرسوا على القتال منذ وقت مبكر يبرزون في الميدان أشد وأنكى من ذي قبل.
وتلك الأيام قد شهدت بالجدارة والإقتدار العسكري والسياسي والإقتصادي وآخرها الإستعراض العسكري الذي لفت إنتباه جميع أحرار العالم!! تهانينا للسيد عبدالملك الحوثي القائد اليمني الشجاع صانع التحولات والمعجزات بمناسبة ذكرى الانتفاضة الشعبية التي حدثت في ٢١ سبتمر ٢٠١٤ م وللشعب اليمني العظيم المقاوم الصابر وهي كذلك لتلك القوات الباسلة الصابرة المجاهدة سائلاً الله تعالى أن ينصرهم بنصره.
وربطت العديد من وسائل الإعلام الأجنبية، كوكالة “رويترز”، العرض العسكري بالمستجدات التفاوضية، خُصُوصاً أن العرض جاء بعد عودة الوفد الوطني مع الوسطاء العمانيين من الرياض؛ وهو ما يؤكّـد على وضوح الرسائل السياسية التي وجّهها العرض لدول العدوان والتي تفيد بأنه لا مكان للمساومة وأن كافة الخيارات متاحة في حال عدم تنفيذ مطالب الشعب اليمني.
وركزت الوكالة أَيْـضاً على تصريحات وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، وناطق القوات المسلحة العميد يحيى سريع، خلال العرض، والتي حذرت القوات الأجنبية في عواقب استمرار التواجد في المناطق المحتلّة، وأكّـدت على الجاهزية لفرض معادلة ردع تجبر العدوّ على تنفيذ مطالب الشعب اليمنيين؛ وهو ما يشير أَيْـضاً إلى وصول الرسائل التي حملتها هذه التصريحاتُ بخصوص استحالة القبول باستمرار الاحتلال تحت أي عنوان، وَأَيْـضاً رفض المماطلة ومحاولة تقييد خيارات صنعاء.
وركز العديد من الباحثين والخبراء الأجانب على نوعية الأسلحة التي تضمنها العرض العسكري، وخُصُوصاً صاروخ “طوفان” البالستي الذي حظي باهتمام كبير؛ نظرًا لمداه البعيد الذي يمكن أن يصل إلى الأراضي الفلسطينية المحتلّة، بحسب الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، فابيان هينز.
ولم يغب العرض العسكري عن اهتمامِ الكيان الصهيوني، حَيثُ لم تجد العديدُ من وسائل الإعلام العبرية بُدًّا من تسليط الضوء عليه؛ الأمر الذي يؤكّـد أَيْـضاً أن “تل أبيب” وقفت بشكل مباشر أمام إمْكَانيات القوة التي سبق أن عبرت بوضوح عن قلقها من تعاظمها. ويؤكـد الاهتمام الواسع الذي حظي به العرض العسكري، أن صنعاء نجحت في إيصال رسائلها إلى العالم، بما في ذلك الأطراف والقوى التي تراهن على كسر إرادَة اليمنيين وتقييد خيارات صنعاء العسكرية.