كشفت مصادر عن مفاوضات تجري بين العاصمة صنعاء والإمارات، وحوار داخلية احخر بين صنعاء والإنتقالي الجنوبي حددت شروطها صنعاء.
وكشف عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي، الموالي للإمارات جنوب اليمن، السبت، مفاوضات مع “صنعاء”. ونقلت وكالة “اسوشيتدبرس” الأمريكي عن الزبيدي قوله إن الهدف الاستراتيجي من المفاوضات مع “صنعاء” عودة ما وصفها بـ”الدولة الجنوبية بسيادتها الكاملة”.
وكان الزبيدي الذي اتهم السعودية بتهميش القوى الموالية لها جنوب اليمن بمن فيهم الانتقالي، سلطة الأمر الواقع جنوبا، يتحدث على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. ولم يتضح بعد ما إذا كان الزبيدي يحاول عرض اتفاق مع صنعاء أم ضمن مناوراته ضد السعودية.
لكن حديثه يعزز التقارير التي تحدثت سابقا عن فتح الإمارات قنوات اتصال مع صنعاء عقب استبعادها من المفاوضات التي تقودها سلطنة عمان مع السعودية. وتسعى الإماراتي لبحث مصير القوى الموالية لها ونفوذها جنوب اليمن في ظل مساعي سعودية لانهائها.
يذكر أن قيادات بارزة في صنعاء كانت تحدثت خلال الفترات الماضية عن ضرورة حل القضية الجنوبية وأبدت فتح حوار مع القوى الجنوبية.
صنعاء تضع شرط للحوار مع الانتقالي
هذا ووضعت صنعاء، شرط مقابل الانخراط بمفاوضات يمنية –يمنية. يتزامن ذلك مع إبداء قوى المرتزقة الموالية لتحالف العدوان رغبتها بالحوار معها.
وقال نائب وزير الخارجية في حكومة الإنقاذ، حسين العزي، في خطاب وجهه لمن وصفهم بـ”الخصوم المحليين” أن المشكلة مع هؤلاء تنحصر في التحاقهم بالخارج ضد بلدهم وتورطهم بالفساد والإرهاب، مشيرا إلى أن مغادرة هذا السلك الذي وصفه بـ”المشين” سينهي المشكلة الرئيسية ويخلق أجواء داعمة لحوار يمني – يمني ينهي أي مشاكل أخرى.
وتأتي تغريدات العزي عشية عرض عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الموالي للإمارات جنوب اليمن، حوار مع من وصفهم بـ”الحوثيين” وذلك في أعقاب اعترافه بتعرضهم للتهميش من قبل السعودية التي قاتلوا في صفوفها على مدى السنوات الماضية. والانتقالي واحد من عدة قوى يمنية أخرى باتت تطرق أبواب صنعاء بحثا عن مستقبل لها مع تصاعد وتيرة مؤشرات نجاح “الحوثيين” بحسم المعركة سياسيا مع اقترابهم من توقيع اتفاق مع السعودية يتضمن ملف الحدود مقابل انسحاب التحالف من بقية المناطق اليمنية المحتلة جنوب البلاد.
طبيعة ردّة الفعل حال فشل المفاوضات
تزامناً مع أصداء العرض العسكري الضخم الذي شهدته العاصمة اليمنية صنعاء، خرج قيادي بارز في حركة أنصار الله والمجلس السياسي الأعلى بتعليق كشف طبيعة ردّة الفعل في حال فشل المفاوضات مع السعودية. وقال القيادي “محمد البخيتي” إنه “إذا فشلت المفاوضات في التوصل لحل سلمي يفضي لرفع الحصار وسحب كل القوات الاجنبية فإننا جاهزين للحل العسكري لتحرير كل شبر من ارض اليمن، والكرة في ملعب (دول التحالف).
هذا وكان قد أكد متحدث قوات صنعاء العميد “يحيى سريع” أنه لا سلام دون إنهاء الحرب ورفع الحصار ورحيل القوات الأجنبية من اليمن وتحقيق مطالب الشعب. وأوضح سريع في تغريده له على منصة “اكس” أنه “سيتم مضاعف مستوى الجاهزة القتالية خلال الأسابيع والأشهر المقبلة ضمن الاستجابة العملية والمسؤولة للتعامل الحازم والرادع مع أي تطورات”.
وفي تعليقه الذي أعقب العرض العسكري الذي أقامته صنعاء في ميدان السبعين الخميس قال سريع إن “شعبنا يؤمن بأن السلام لم ولن يتحقق إلا بفرض معادلات عسكرية رادعة تجبر العدو على الخضوع لكافة المطالب المشروعة والعادلة”. كما وشدد سريع على أن قوات صنعاء جاهزة “لخوض المعارك دفاعا عن الوطن والشعب في حال لم يلتزم التحالف بمتطلبات السلام المشرف الذي يحقق تطلعات شعبنا المشروعة والمحقة والعادلة”.
هذا وشهدت ميدان السبعين في العاصمة اليمنية صنعاء، الخميس، عرضًا عسكريًا مهيبا وصِف بأنه الأضخم منذ عام 2014م وتزامن مع احتفالات صنعاء بذكرى سبتمبر. وشاركت في العرض مختلف وحدات القوات المسلحة بصنعاء وبحضور رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط وأعضاء المجلس، ومفتي الديار اليمنية وعدد من القيادات الأمنية والعسكرية.
وشهد العرض العسكري كشف قوات صنعاء عن ترسانة من الأسلحة المتطورة والاستراتيجية والجديدة التي دخلت الخدمة مؤخرًا. كما شهد أيضاً تقديم أوبريت فني عرضت خلاله عدة رقصات أهازيج شعبية، عكست مدى صمود اليمن ووحدته ومواجهته حرب التحالف.