توجه قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي بالتهاني والتبريكات لشعبنا العزيز وفي المقدمة لكل الذين اسهموا في تحقيق الإنجاز التاريخي في الحادي والعشرين من سبتمبر. وقال في كلمة له اليوم بمناسبة العيد التاسع لثورة 21 من سبتمبر ان ثورة 21 سبتمبر هي من أهم الإنجازات التي وفق الله شعبنا لتحقيقها، فهي ثورة حررت شعبنا من الوصاية.
وأضاف السيد القائد قبل 21 سبتمبر التقت رغبة الطامعين بالسيطرة على البلد مع التوجه الخاطئ لبعض الأشخاص والأحزاب للحصول على المناصب بالارتهان للخارج. مؤكدا انه وقبل الثورة فرض الأمريكيون سياسات عدائية تتجه بالبلد نحو الانهيار التام في كل المجالات، فاستغلوا الخلافات السياسية لتحويل الحالة إلى تنافس في خدمته وتمكينه.
وأشار قائد الثورة الى ان البلد شهد قبل الثورة انهيارًا أمنيًا تامًا فتحولت صنعاء إلى مسرح مفتوح للمجرمين والاغتيالات والتفجيرات وتمكين التكفيريين من الانتشار في معظم المحافظات وكان الاقتصاد قبل الثورة منهارًا دون حرب ولا حصار وفي وقت كانت فيه الموارد السيادية من نفط وغاز في كل أرجاء الوطن تحت تصرف السلطة.
ونوه الى انه و قبل الثورة كان هناك حملة إعلامية تسيء للقبيلة اليمنية وتثير الأحقاد والنعرات العنصرية والمناطقية والمذهبية بشكل مكثف لتمزيق النسيج الاجتماعي. وقال الانحدار الذي شهدته قطاعات التعليم والصحة قبل الثورة اتجه بأبناء اليمن نحو الإحباط واليأس وانعدام الأمل. ولم يكن هناك أي توجه للنظام السابق من أجل بناء البلد وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وتحولت مهمة الجيش للاقتتال الداخلي وتدمير قدراته التي لها علاقة بالتصدي للعدوان الخارجي.
وأوضح قائد الثورة انه ومن المؤسف جدًا أن الأمريكيين كانوا يدفعون بالقادة والمسؤولين في النظام السابق لتنفيذ سياساته التدميرية، وأرادوا لليمنيين أن يكونوا هم بأنفسهم من يخربون وطنهم. وقال شعبنا بهويته الإيمانية وحريته المتجذرة كان للأمريكيين بالمرصاد، فثار ثورته المباركة لوضع حد للكارثة التي كانت تسود البلاد قبل الحادي والعشرين من سبتمبر.
مؤكدا ان شعبنا كان حريصاً على السلم والشراكة في ثورته، لكن قوى الشر استمرت في مؤامراتها ضد شعبنا العزيز، وقال “بعد فشل خططهم في احتواء الثورة قام الأمريكيون والبريطانيون وبتحريض إسرائيلي بتوريط قوى إقليمية على رأسها النظام السعودي والإماراتي بشن عدوان غادر على شعبنا.
العدوان والحصار
وقال قائد الثورة “العدوان الإجرامي قتل عشرات الآلاف من أبناء شعبنا وارتكب جرائم الإبادة الجماعية واستهدف كل شيء بما يكشف عن طبيعته وأهدافه الحقيقية. واضاف ان الحصار الخانق حول الحصول على الغذاء والدواء إلى معضلة وبتكاليف مرهقة ما زاد معاناة شعبنا العزيز مع العدوان والحصار قام التحالف باحتلال أجزاء واسعة من بلدنا وواصل سياسته العدائية في تمزيق النسيج الوطني وتجييش التكفيريين والمرتزقة ضد شعبهم وقبائلهم.
واشار قائد الثورة الى ان العدو شن حربا تضليلية واقتصادية وإفسادية لتحويل الأنظار عن أفعاله الشنيعة وعن الأولويات الإنسانية والوطنية في التصدي لعدوانه ومؤامراته على بلدنا، وشعبنا لم يخنع واتجه أحراره إلى بناء القدرات العسكرية وتصنيع قوة الردع التي تضرب المنشآت الحساسة في عمق المعتدين وبلدنا امتلك بتوفيق الله ومعونته التقنية الصاروخية، وصنعت القوة الصاروخية في تطور تصاعدي أنواع الصواريخ بمختلف المديات والأنواع فقسم الطيران المسير صنع طائرات بمديات ومسافات متنوعة، والقوة البحرية الباسلة صنعت أنواعا مختلف من الأسلحة البحرية وكذلك في القوات الجوية والدفاع الجوي.
واكد قائد الثورة الى انه مع الحصار الشديد كان التوجه نحو التصنيع لكل أنواع السلاح والمتطلبات العسكرية من المسدس إلى الصاروخ، وهذه نتيجة معاكسة لأهداف تحالف العدوان. وظهرت قدرة الجانب العسكري في العمليات القتالية والضربات المدمرة والإصابات الدقيقة وتم عرض نماذج منها في العروض العسكرية ومنها ما عرض اليوم.
الأمن والإقتصاد
وفي الجانب الأمني قال قائد الثورة تكللت الجهود بالنجاح الباهر في إعادة بناء الأجهزة الأمنية التي نجحت في التصدي لمؤامرات الأعداء.
وفي المجال الاقتصادي قال قائد الثورة مؤامرات الأعداء في المجال الاقتصادي كانت دنيئة جدا، فمع الحصار الشديد وتدمير المصانع والسيطرة على حقول الغاز قاموا باستهداف العملة الوطنية والإخوة المعنيون في الجهات الرسمية واللجنة الاقتصادية بذلوا جهدا كبيرا في التصدي لمؤامرات الأعداء ووفقهم الله في إفشال مخططات العدو لضرب العملة.
وأشار قائد الثورة الى انه كان من الطبيعي أن تكون الأولوية الأولى والكبرى التصدي للعدوان، فهي أولوية كبرى بكل الاعتبارات وستبقى كذلك حتى إنهاء العدوان والحصار والاحتلال ومع أولوية مواجهة العدوان فلن نتجاهل الأولوية الأخرى في تصحيح الوضع في مؤسسات الدولة كهدف أساسي لثورتنا وكمطلب شعبي نعمل على تلبيته.
ورغم ما يبذله الأحرار المخلصون فإن كثيرا من إشكالات الماضي مع وجود بعض المدسوسين والمقصرين ومنعدمي الكفاءة كان له تأثير سلبي في أداء مؤسسات الدولة وحجم العدوان والحصار والمؤامرات العدائية يأخذ حيزًا أكبر في الوضع المزري لمؤسسات الدولة، وهو السبب الرئيسي في توقف الراتب الذي كان مصدره الأساسي عوائد النفط والغاز.
موعد التغييرات الحكومية
وكشف قائد الثورة موعد التغييرات الحكومية المرتقبة، وأفاد بان التغييرات ستعلن رسميا في ذكرى المولد النبوي، مشيرا إلى أنها تهدف لإيجاد رؤية جامعة في اطار القواسم المشتركة والشراكة الوطنية وتحقيق الاستقلال والحرية للبلد.
واعتبر المرحلة الجديدة في المؤسسات الحكومية تهدف لتحويل البلد إلى منتج بدلا عن الاعتماد على الاستيراد، مؤكدا بان التغيير الجذري في المؤسسات الحكومية تهدف لمرحلة جديدة تؤدي فيها تلك المؤسسات دورها الكامل في خدمة الشعب. وأكد بان الاختلالات في المؤسسات الحكومية يتطلب تغيير جذري يعيد للشعب الامل والانتعاش.
دعوة لخروج مليوني يوم المولد النبوي
وفي ختام الكلمة، دعا قائد الثورة جماهير الشعب اليمني الى الخروج المليوني والعظيم والغير مسبوق يوم المولد النبوي الشريف. متوجهاً بالشكر والاشادة والتقدير على التفاعل الكبير مع مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف الذي يعبر عن هويته الايمانية.