تستمر العمليات العسكرية بنسق تصاعدي في العاصمة السودانية الخرطوم بين الجيش والدعم السريع، حيث دخلت المعارك شهرها السادس منذ اندلاعها في الـ15 من أبريل الماضي.
وشوهدت تعزيزات عسكرية تتبع للدعم السريع إلى جانب حركة سيارات قتالية محملة بالأسلحة والجنود في طريقها نحو منطقة شرق النيل شرقي الخرطوم. إلى ذلك تجددت المواجهات منذ الساعات الأولى للصباح بين الطرفين عند مركز العاصمة حول محيط منطقة مقرن النيلين الذي تصاعدت منه سحب الدخان جراء الاقتتال حول هذه المناطق.
أما في محور مدينة أم درمان غربي العاصمة فإن الجيش نفذ صباح اليوم عدة هجمات من مدفعيته الثقيلة الواقعة أقصى شمالي المدينة عند قاعدة كرري العملياتية عن طريق إطلاق قذائف مدفعية قريبة وبعيدة المدى استهدف خلالها مواقع تمركزات الدعم السريع في مدينة الخرطوم بحري. كما أفاد شهود عيان باشتباكات بين الطرفين في مناطق أم درمان القديمة.
سيناريوهات تقسيم السودان
بدوره، حذر حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، من سيناريوهات تقسيم السودان، كاشفا عن اتجاه لإعادة صياغة التفاوض بين الجيش وقوات الدعم السريع كحكومتين.
وقال مناوي في منشور عبر منصة X: “نستشعر خطر التشظي يوما بعد يوم، إذ يتبين من خلال مؤشرات دولية تنشط في ملف السودان، أن هناك اتجاها لإعادة صياغة التفاوض، ذلك بأن يتفاوض (الجيش والدعم السريع) كحكومات وليس كقادة جيوش”.
وأضاف: “ليس بعيدا عن ذلك حكومة ثالثة في جنوب كردفان بقيادة الحلو، والكرة لا تزال في ملعب السودانيين”.
يذكر أن الاشتباكات في السودان اندلعت في 15 أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية التي يقودها عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع تحت قيادة محمد حمدان دقلو في مدن عدة لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها.
وحصد النزاع نحو 7500 قتيل وفق أحدث أرقام لمنظمة “أكليد” غير الحكومية التي ترجح أن تكون الحصيلة الفعلية أعلى من ذلك. واضطر أكثر من 7 ملايين شخص من سكان البلاد المقدّر عددهم بنحو 48 مليون نسمة، إلى ترك منازلهم والنزوح داخل السودان أو العبور إلى دول الجوار، وفق المنظمة الدولية للهجرة.