الرئيسية أخبار وتقارير المشهد الصحافي تشاءم اليمنيون من المبعوث الأمريكي.. تواصل التحركات الأمريكية المشبوهة في محيط اليمن

تشاءم اليمنيون من المبعوث الأمريكي.. تواصل التحركات الأمريكية المشبوهة في محيط اليمن

فيما يواصلُ المبعوثُ الأمريكيُّ تيم ليندر كينغ جولتَه المكوكيةَ في الخليج، قدمَ الممثلُ الأمميُّ هانس غراند برغ إحاطتَه المعروفةَ أمام مجلسِ الأمن، فهل هناك نيةٌ للدفعِ بالأمورِ نحو خطواتٍ إيجابيةٍ تمهدُ للسلام، أم واشنطن تواصلُ إملاءاتِها على الرياض للدفع ِنحو مزيدٍ من التصعيد؟

لا شيءَ تغيّرَ في سياسةِ إدارةِ بايدن تجاهَ اليمن، ولا جديدَ في زياراتِ مبعوثِه الخاصِّ إلى اليمن.. إذ يرتفعُ منسوبُ تشاؤمِ اليمنيينَ كلَّما طارَ ليندر كينغ إلى المنطقةِ وإنْ أبدى عكسَ ذلك. ضمنَ جولتِه المكوكيّةِ الجديدة، يتنقلُ تيم ليندر كينغ بين عواصمِ الخليج من الرياضِ إلى مسقط، للقاءِ قياداتِ المرتزِقة والمسؤولينَ السعوديينَ و العمانيينَ لمحاولةِ فرضِ أولوياتِ واشنطن.

“نزعُ فتيلِ الأزمة”، أسطوانةٌ مشروحةٌ يردّدُها الدبلوماسيونَ الأمريكيون، وعلى النقيضِ من ذلك تشعلُ القواتُ الأمريكيةُ فتائلَ التوترِ بحشدِ قواتِها وقطعِها البحريةِ الى المنطقة، في خطوةٍ تعكسُ إصرارَ واشنطن على استمرار ِالعدوانِ والحصارِ والاحتلالِ وحرمانِ اليمنيينَ من الثروة ِالوطنية وسبقَ أن سمعوا التحذيرَ إنِ استمرَّ هذا النهجُ العدائيُّ

لا تختلفُ المقارباتُ الأمريكيةُ عن مقارباتِ الأممِ المتحدة، فبالتزامنِ مع جولةِ ليندر كينغ، كان الممثلُ الأمميُّ هانس غراند برغ، يُدلي بإحاطتِه المكررة إلى مجلسِ الأمن، تسويقاً لاستمرارِ الوضع ِالقائم، ودعوةٍ لوقفِ ما وصفه بخطابِ التصعيدِ في اليمن، من دونِ الحديثِ عن ضرورة الدفع نحو خطواتٍ إيجابيةٍ عمليةٍ ملموسةٍ في الملفاتِ الإنسانية، والاقتصاديةِ وفي مقدِّمِها رفعُ الحصارِ ودفعُ المرتباتِ من عائداتِ النفطِ والغاز، فضلا عن سحبِ القواتِ واحترامِ السيادةِ ومعالجةِ ملفاتِ الحرب، ذلك مدخلُ السلام، وما سواها مداخلُ للحرب.

تواصل التحركات الأمريكية المشبوهة

في منطقةٍ مليئةٍ بالتوتراتِ والاضطراباتِ تؤسسُ الولايات ُالمتحدةُ لتواجدٍ عسكريٍّ دائمٍ في الشرقِ الأوسط وَفقَ ما صرّحَ به قائدُ الأسطولِ الأمريكي الخامس في اعقابِ الوصولِ عن ثلاثةِ آلافِ جنديٍّ أمريكيٍّ للأسطول. غَداةَ الإعلان ِعن وصولِ ثلاثةِ الافِ جنديٍّ أمريكيٍّ وحاملتيَ طائراتٍ إلى البحرِ الأحمرِ والخليج، ضمن خطةٍ لتعزيزِ القواتِ الأمريكيةِ في الشرقِ الأوسطِ، قال المتحدثُ باسمِ الاسطولِ الخامسِ تيموثي هويكنز إنَّ هذه القوّةَ مقدِّمةٌ لتواجدٍ عسكريٍّ دائمٍ في المنطقة.

المسؤولُ الأمريكيُّ أوضحَ والإيضاحُ هنا له دلالاتُه الخاصةُ لارتباطِه بهيئةِ البثِّ الإسرائيلية، أنّ “الهدفَ الأساسيَّ للقواتِ الإضافيةِ هو إعطاءُ المزيدِ من الخِياراتِ والمرونةِ لمتخذي القرارِ في واشنطن والقادة ِفي الميدان”، لمواجهةِ أيِّ مشكلةٍ على حدِّ قولِه. وأشارَ هوكينز إلى أنه “في الأيامِ القليلةِ المقبلة، ستجري القواتُ تدريباتٍ، من بين ِأمورٍ أخرى مع شركاء، وكذلك عملياتٍ ميدانيةً – لتوفيرِ الأمن ِوالاستقرارِ الإقليميِّ”، حسب تعبيره.

لا تُخفي الولاياتُ المتحدةُ أنَّ مِن ضمنِ مهامِّ قواتِها الجديدة ِما تسميهِ ردعَ إيرانَ ومواجهةَ التهديدات، في الخليجِ ومضيقِ هرمز، وصولا إلى بابِ المندِب كذلك طهران لا يخفى عليها حقيقةُ التواجدِ الأمريكيِّ وأجندتِه.

المتحدثُ باسمِ الحرسِ الثوريِّ الإيرانيِّ، رمضان شريف حذّرَ القواتِ الأمريكيةَ من توقيفِ أيِّ سفنٍ إيرانيةٍ أو احتجازِها، وأكدَ أن ذلك سيقابَلُ بالمِثل.

وفي تصريحاتٍ سابقةٍ أعادَ رمضان التأكيدَ أنَّ البحريةَ الأمريكيةَ تدافعُ عن تهريبِها الوَقودَ مذكرًا بحادثتَي السادس ِوالسابعِ من شهر ِيوليو الماضي، عندما حاولَ الأمريكيونَ منعَ بحريةِ الحرس ِمن احتجاز ِسفينتَين متورطتَين في تهريبِ نفطٍ وغازٍ إيرانيٍّ في الخليجِ بسلسلةٍ من الإجراءاتِ غيرِ المهنيةِ والمحفوفةِ المخاطر.

كثيرةٌ هي الأسبابُ التي دفعت أمريكا لتعزيزِ حضورِها العسكريِّ على طرقِ التجارةِ والملاحةِ الدوليةِ لكنَّ الأهمَّ إلى جانبِ دعم ِأمن ِالكِيانِ الصهيونيِّ، واستمرار ِأعمالِ القرصنة، هو الشعورُ بحالةٍ من العجزِ والضعفِ في كلِّ المواجهاتِ مع حرسِ الثورة الاسلامي الإيرانيِّ والامرُ الآخرُ مرتبطٌ بمساعي واشنطن لاستعادةِ ثقةِ وكلائِها في الإقليمِ وكبحِ اندفاعتِهم لتصفيرِ مشاكلِهم مع الدولِ المعاديةِ لأمريكا وبناءِ تحالفاتٍ مع الصين أو روسيا.

السيطرةُ على منابع ِالنفطِ والثروةِ في اليمنِ والتحكمُ بمضيقِ باب ِالمندب الاستراتيجيِّ جزءٌ من المخططِ الأمريكيِّ وتحالفِها البحريِّ المشبوهِ الذي تشكلت ملامحُه في أعقاب الإعلانِ عن مشروع ِالتطبيع، بقيادةِ أمريكا ومشاركةِ كِيانِ العدوِّ ودولٍ في الخليج.

في العادة القواتُ الأمريكيةُ تندفعُ إلى منطقةِ الشرقِ الأوسط وَفقًا لما تقتضيهِ المصلحة، كما هي الحاجةُ اليومَ لتعبيدِ الطريق أمام مشروع ِالتطبيع. والسؤالُ الذي يفرضُ نفسَه في هذه المرحلةِ ما الذي ينتظرُ المنطقةَ في ظلِّ العسكرةِ الأمريكية، وما هو مستقبلُ التهدئةِ في اليمن، وعَلاقةُ إيرانَ بوكلاءِ أمريكا.

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version