رأى المسؤول السابق، في وكالة الاستخبارات الأميركية “سي.آي.إي”، بول بيللر أنّ الاتفاقية الأمنية التي وقّعتها الولايات المتحدة مع البحرين هي جزء من المساعي الأميركية الهادفة إلى تسهيل عملية التطبيع بين المملكة السعودية والكيان الصهيوني.
وتحدث بيللر، في مقالة نُشرت على موقع “ريسبونسبل ستيت جرافيك”، عن الاتفاقية الأمنية الأميركية – البحرينية، لافتًا إلى استمرار النظام البحريني في ممارسة القمع بحق شعبه. كما لفت إلى أنّ معتقلي الرأي في البحرين نفذوا، خلال العام الحالي، إضرابًا عن الطعام استمر أشهرًا، وذلك للاحتجاج على الظروف الصعبة في المعتقل، مشدّدًا على أن النظام البحريني يبقى من أكبر المنتهكين لحقوق الإنسان.
وأضاف الكاتب أنّ: “سلبيات الاتفاقية الأمنية تتمحور حول مجالين اثنين، أحدهما هو تعزيز العلاقات مع نظام قمعي”، إذ قال إنّ ذلك يحمل معه التداعيات على صعيد سمعة الولايات المتحدة أمام الشعب البحريني والشيعة عمومًا، فضلًا عن علاقات الولايات المتحدة مع هذه الجهات، كذلك تحدث عمّا يُكتب عن استياء المنتقدين للنظام البحريني من الاتفاق”.
وأما المجال الثاني فقال الكاتب: “إنّ الاتفاقية تتعارض والتوجه نحو خفض التوتر في منطقة الخليج”، وأشار إلى أنّ الدول الأخرى في مجلس التعاون الخليجي تتحرك باتجاه خفض التوتر مع إيران، مسميًا في هذا السياق الكويت وسلطنة عُمان وقطر، وحتى الإمارات والسعودية. ولفت الكاتب إلى ما قاله وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، خلال حفل التوقيع على الاتفاقية الأمنية مع البحرين، حين أعرب الأخير عن تطلّعه كي تشكّل إطارًا لدول أخرى ترغب في “تعزيز الأمن الإقليمي” والتعاون الاقتصادي والابتكار التكنولوجي.
وتابع الكاتب أنّ واشنطن تركز أساسًا على السعودية في هذا السياق، لافتًا إلى أنّ الأخيرة حدّدت الاتفاقية الأمنية ثمنًا مقابل تطبيع العلاقات مع كيان “إسرائيل”. وخلص إلى أنّ الإدارة الأميركية تأمل في أن تشكّل الاتفاقية مع البحرين نموذجًا للاتفاقية التي ترضي السعودية وتتخطى في الوقت نفسه المعارضة في الكونغرس.
إلّا أنّ الكاتب قال: “إن الإدارة الأميركية لمّا توضح بعد كيف أن رفع مستوى العلاقات بين السعودية وإسرائيل سيخدم مصالح واشنطن أو السلم والاستقرار في الشرق الأوسط”، مضيفًا أن رفع مستوى العلاقات :” لن يحقق أيًا من هذه الأهداف؛ بل سيؤدي إلى إطالة أمد النزاع وحتى إلى تصعيد حدّة المواجهة وانعدام الاستقرار في المنطقة”. وأوضح الكاتب أن :” كيان إسرائيل تسعى، من خلال التطبيع، إلى تكثيف حدّة المواجهة مع إيران وشيطنة الأخيرة؛ حيث يمكن تحميلها مسؤولية مشكلات المنطقة كلّها وإبعاد الأنظار عن أي مشكلات ترتبط بالسلوك “الصهيوني”، مشدّدًا على أنّ ذلك يعني تصعيد التوتر في منطقة الخليج.
ورأى الكاتب أنّ “إسرائيل” تسعى إلى إثبات أنّها تستطيع إقامة علاقات طبيعية مع دول إقليمية؛ بينما تواصل احتلالها للمناطق التي “يقطنها الفلسطينيون”. وعليه؛ أكد أن رفع مستوى العلاقات مع السعودية لا علاقة له باتفاقية “سلام”، بل إنّه يتمحور حول عدم إقامة ” كيان إسرائيل” السلام مع الفلسطينيين.
وفي الختام، خلص الكاتب إلى أن مشروع الإدارة الأميركية “بشراء” رفع مستوى العلاقات بين العرب و”إسرائيل” هو غير مسوّغ، وبأنّ ذلك ينطبق أيضًا على الاتفاقية مع البحرين التي هي جزء من هذا المشروع.