وجّهت الإمارات، اليوم الاثنين، صفعة جديدة للسعودية في اليمن. ومنحت أبوظبي رئيس المجلس الانتقالي، الموالي لها جنوب اليمن، ضوء أخضر بالانشقاق عن وفد رشاد العليمي الذي يمثل اليمن باجتماعات مرتقبة للجمعية العمومية للأمم المتحدة بدعم سعودي رغم وعود سابقة بالحفاظ على وحدة الوفد.
وأعلن عيدروس الزبيدي من الولايات المتحدة انقلابه على العليمي بتغريدة على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي أكد فيه بأنه يسعى لتوصيل ما وصفه بصوت “الشعب الجنوبي” للعالم في إشارة إلى قراره الانسحاب من وفد العليمي الممثل لليمن.
وتزامنت تغريدة الزبيدي مع تداول وسائل إعلامه مقاطع فيديو لاستقبال من قبل أنصاره في نيويورك ورفع علم الجنوب على موكبه. ويتوقع أن يعقد الزبيدي لقاءات مع وفود وممثلي دول على هامش الاجتماعات الأممية وبعيدا عن الانتقالي، وفق ما ذكرته وسائل إعلامه.
وجاء إعلان الزبيدي الجديد عقب ساعات على تغريدة لمستشار محمد بن زايد، عبدالخالق عبدالله، أكد فيها دعم بلاده لاستقلال وتحرر جنوب اليمن.
وكانت السعودية نجحت خلال الأيام الماضية بالضغط على الإمارات لإلحاق الزبيدي بوفد العليمي بينما كانت ابوظبي ترتب زيارة للزبيدي على راس وفد جنوبي وكممثل لما تعرف بـ”دولة الجنوب”. وأجبرت الولايات المتحدة خلال زيارة مبعوثها إلى أبوظبي مؤخرا الإمارات على اخضاع الزبيدي، لكن الانقلاب الجديد يشير إلى أن أبوظبي كانت تحاول تهريب الزبيدي خصوصا بعد رفض واشنطن منحه تأشيرة دخول بعيدا عن وفد العليمي.
والتحرك الإماراتي الجديد جاء على الرغم من إشارات سابقة من أبوظبي بدعم جهود الرياض وهي من حيث التوقيت مؤشر على محاولة ابوظبي استغلال الفجوات لقلب الطاولة على الرياض. وتحريك ورقة الانتقالي من قبل الامارات في هذا التوقيت لا يحيد المجلس عن الاتفاق المرتقب بل ينكث بوعود سعودية حول اتفاق دول الخليج على دعوة لعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار اليمن.
حجب صفحة الزبيدي
الغيت تغريدات لرئيس المجلس الانتقالي، الموالي للإمارات جنوب اليمن، الاثنين، من صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي المعروف بـ”إكس”. وأظهرت الصفحة الموثوقة شعار بعدم كتابة عيدروس الزبيدي لأي منشورات.
ولم يعرف بعد أسباب حذف منشورات الزبيدي وما اذا كانت بقرار من الموقع أم من القائمين على الصفحة أم من قبل استخبارات خارجية. وكانت الصفحة شهدت صباحا حراك كبير عقب نشر عيدروس الزبيدي صورة له خلال نزوله من الطائرة في الولايات المتحدة رفقة رشاد العليمي، رئيس المجلس الرئاسي، وأرفقها بتغريدة حاول فيها تصوير نفسه كممثل ورئيس عن الجنوب.
وتعرضت تغريدة الزبيدي لانتقادات واسعة من قبل مغردين جنوبيين وصفوها بمحاولة ضحك على الناس في حين اتهمته قيادات جنوبية كانت حتى وقت قريب مؤيدة له بالتفريط بالقضية الجنوبية وتوريطها بقراره السفر رفقة العليمي. وأثارت تغريدة الزبيدي أيضا استياء سعودي.
عودة صفحة الزبيدي بعد التعديل
عاودت صفحة رئيس الانتقالي، الموالي للإمارات جنوب اليمن، للعمل بعد توقف لساعات. وشهدت الصفحة تعديل لخبر زيارة الزبيدي لأمريكا رفقة العليمي والمنشور باللغة الإنجليزية.
وفي ترجمة الخبر يتحدث الزبيدي عن سعادته بزيارة أمريكا للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ويكشف خلاله بان الهدف إعادة تصدير الازمة في اليمن والتي وصفها ببلاده إلى صدارة الاهتمام الإقليمي والدولي وصناع القرار في واشنطن.
والخبر باللغة الإنجليزية يختلف تمام على ما حاول الزبيدي تسويقه بخبر اخر بالعربية اسهب فيه بالحديث عن قضية الجنوب وشعب الجنوب والتي لم يتطرق لها بالخبر الإنجليزي. كما تضمن التعديل حذف صورة خلال استقباله وحيدا في مطار كيندي بنيويورك.
ولم يتضح بعد دوافع تعديل الخبر وما اذا كان نتيجة ضغوط أمريكية ام استباقا للقاء مرتقب مع وزير الخارجية الامريكية الذي استدعاه بمعية العليمي عقب تلميحه بالانشقاق.
دخول أمريكي طارئ
بدورها، دخلت الولايات المتحدة، على خط الازمة ين رشاد العليمي ونائبه الموالي للإمارات، عيدروس الزبيدي.. وأستدعى وزير الخارجية العليمي والزبيدي لمكتبه.
وأفادت مصادر إعلامية بان لقاء مرتقب يتراسه الوزير انتوني بلينكن خلال الساعات المقبلة. وجاء لقاء بلينكن وسط ازمة بين العليمي ووفده تهدد بفشل مساعي أمريكية – سعودية لتسويق ”شرعية الفنادق” العليمي دوليا.
وكان عيدروس الزبيدي اعلن انشقاقه عن العليمي لدى وصوله مطار كيندي بنيويورك. وكتب الزبيدي تغريدة على صفحته الرسمية يتحدث فيها عن تمثيل للجنوب ومساعيه لنقل صوت الشعب الجنوبي للعالم في خطوة تتعارض مع اتفاق قاده المبعوث الأمريكي إلى اليمن سابقا وقضا بمرافقة الزبيدي للعليمي.