نفذت قيادات مرتزقة تابعة للفصائل الإماراتية، عملية تهريب جديدة للأموال إلى الخارج، من مدينة المكلا. وتأتي عملية سحب الأموال وتهريبها بالتزامن مع مخاوف هذه القيادات الموالية لتحالف العدوان “من اتفاق مرتقب بين صنعاء والرياض، قد ينهي دور أدواتهم في اليمن”.
وأوضحت مصادر مطلعة أن قيادات في المجلس الانتقالي الجنوبي، سحب أموال طائلة من العملات الأجنبية من البنوك والمصارف في مدينة المكلا، وقامن بتحويلها إلى حسابات بنكية في الإمارات ومصر. وعملية التهريب هذه لا تعتبر الأولى، حيث سبق وأن نقلت قيادات عسكرية وسياسة مرتزقة موالية لتحالف العدوان أموال ضخمة من بنوك عدن ومأرب، إلى الخارج، طوال الفترة القليلة الماضية.
سر مفاوضات الرياض
بدوره، قال عضو وفد صنعاء المفاوض حميد عاصم إن “الأحداث السياسية والعسكرية والأمنية على مستوى العالم هي المحرك والدافع للتحركات السعودية الأخيرة”، مشيرً إلى أن “السعودية لديها دوافع اقتصادية واستثمارية وتعلم بأنه إذا لم تمش في طريق السلام فإن المصير المجهول سيكون هو السمة الغالبة لها”.
وقال عاصم في تصريح صحفي “أنا متفائل بحذر، وحذري ناتج عن أن السعوديين لم يفوا بأي عهد من العهود دائماً، ولكن الأحداث السياسية والعسكرية والأمنية على مستوى العالم هي محرك والدافع للتحركات السعودية، وأيضاً السعودية لديها دوافع اقتصادية واستثمارية وتعلم بأنه إذا لم تمشِ في طريق السلام فإن المصير المجهول سيكون هو السمة الغالبة لها”.
وحول مدى قبول السعودية بتنفيذ الاستحقاقات الإنسانية، قال عاصم “نحن لا نتكلم عن شروط نحن نطالب بمطالب حقوقية لا تستدعي الحوار، سواءً في ملف المرتبات أو الحصار أو غيرها، فالسعودية هي من نهبت أموالنا، وبالتالي فإن مطالبنا حقوقية لا تستدعي المفاوضة حولها بل نتفاوض حول آلية تنفيذها فقط، أما الشروط والقضايا الأخرى سواءً كانت عسكرية أو أمنية ستأتي بعدها”.
وعن تلميحات الخارجية السعودية الأخيرة بأن المملكة تقوم بدور الوسيط في اليمن، قال عضو الوفد الوطني “لو كانت السعودية وسيطاً لما أتت إلى صنعاء مع الوسيط العماني ولما ذهبنا إلى الرياض نحن والعمانيين، وصحيفة عكاظ أكدت أن الحوار هو بين الأطراف المتحاربة”.
جولة إيجابية
بدوره، أكد وفد صنعاء المفاوض، أن “محادثات السلام التي تجرى مع السعودية هي آخر الجولات التي تعقد بالرياض”، مؤكدة أنها “تسير في أجواء إيجابية”.
وقال عضو المكتب السياسي لـ”أنصار الله”، حزام الأسد، في تصريحات لوكالة “سبوتنيك“، إن “محادثات السلام مع السعودية تسير بوساطة عمانية وبعيدة تماما عن أي دور للأمم المتحدة”، مؤكدا أن الأخيرة “للأسف ظل دورها سلبيا ومؤججا للحرب طوال الثمان سنوات من العدوان والحصار على اليمن”.
تمثيل حضرموت
بدورها، كشفت السعودية، استبداله القضية الجنوبية بأخرى اكثر أهمية بالنسبة لها على طاولة المفاوضات. واكد عبدالله ال هتيله، مساعد رئيس تحرير صحيفة عكاظ الرسمية، بأن بلاده تسعى لتمثيل محافظة حضرموت الثرية بالنفط وذي الموقع الاستراتيجي شرقي اليمن.
وكتب هتيله في صفحته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي حضرموت التي لن تغيب عن اية تسويات قادمة. وتأتي تغريدة ال هتيله عشية انهاء بلاده ملف القضية الجنوبية بإجبار رئيس الانتقالي، المنادي بالانفصال، على مشاركة وفد الجمهورية اليمنية باجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة.
كما ان وجود وفود حضرموت في الرياض في هذا التوقيت يشير إلى قرار السعودية ابرام اتفاق بشان المحافظة النفطية. وحضرموت التي تشكل ثلث مساحة اليمن من ابرز المحافظات التي تسعى السعودية للسيطرة عليها او المساومة بها مستقبلا وسبق لها وان خاضت صراع مع حليفتها الصغيرة الامارات للسيطرة عليها.
يذكر ان وسائل اعلام الانتقالي كانت كشفت في وقت سابق عن اعتراض المجلس على توجيهات سعودية بالتفاوض حول عائدات نفط المحافظة معتبرا الرفض كان سببا في تشكيل مجلس حضرموت الوطني والذي يمثل بمثابة حامل للقضية الحضرمية سياسيا واقتصاديا وامنيا.
تعليق لتأشيرة أعضاء الرئاسي
هذا وعلقت السعودية، زيارة قيادات فصائل المرتزقة الموالية لها جنوبي اليمن. يتزامن ذلك مع انطلاق جولة جديدة من المفاوضات مع صنعاء برعاية عمانية. وكشفت حكومة المرتزقة رفض السعودية زيارة العديد من أعضاء المجلس الرئاسي للرياض على رأسهم رشاد العليمي رئيس المجلس، وعيدروس الزبيدي، رئيس الانتقالي.
وأفادت مصادر في الخارجية بأن المرتزق العليمي قبيل مغادرته عدن طلب زيارة الرياض وكذا عيدروس الزبيدي، مشيرة إلى أن السعودية طلبت من القياديان التوجه إلى الولايات المتحدة بذريعة المشاركة في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة. وأرجعت المصادر السبب إلى مخاوف السعودية من تأثير أي زيارة لمسؤول في الرئاسي على سير المفاوضات الجارية مع صنعاء بوساطة عمانية.
وكانت حكومة المرتزقة أكدت في وقت استبعادها من المفاوضات في حين أشار الخبير السعودي سليمان العقيلي إلى أن بلاده تسعى من خلال المفاوضات الخروج من مستنقع الحرب بعد أن أثبت ما وصفه بالصراع استحالة حسمه بالقوة في إشارة إلى هزيمة بلاده.