بدأت السعودية، اليوم الخميس، اجلاء فصائل المرتزقة الموالية لها من على الحدود اليمنية. يتزامن ذلك مع ترتيبات لجولة مفاوضات جديدة مع صنعاء. وتداولت وسائل اعلام جنوبية صور للمئات من المجندين الجنوبيين وقد تم تسريحهم وطردهم من الحدود السعودية بدون مرتبات حتى. وتظهر الصور العشرات من المجندين في لواءي القوات الخاصة واليمن السعيد خلال عملية اجلائهم إلى داخل الحدود اليمنية.
ومع أن السعودية سبق وأن قلصت الفصائل المنتشرة على الحدود، واغلبهم مرتزقة محليين وسودانيين، الا ان توقيت استكمال اجلاء تلك الفصائل التي كانت تتمركز في مناطق حدودية مع محافظة صعده عد بمثابة محاولة سعودية لتعزيز الثقة مع صنعاء خصوصا وانها تتزامن مع ترتيبات لزيارة وفد صنعاء للرياض للمشاركة في جولة جديدة من المفاوضات التي تتوسط فيها سلطنة عمان.
استدعاء ” الرئاسي” للتوقيع على نتائج المفاوضات
على ذات السياق، استدعت السعودية، أعضاء المجلس الرئاسي، سلطة المرتزقة الموالية لها جنوب اليمن إلى الرياض. وأفادت مصادر في مكتب رئيس المجلس، رشاد العليمي، بأن 3 من أعضاء المجلس هم عبدالله العليمي ورشاد العليمي وعيدروس الزبيدي تلقوا الدعوة رسميا بالوصول فورا إلى الرياض. والثلاثة يمثلون أهم قوى في السلطة هم الإصلاح والمؤتمر والانتقالي.
وأشارت المصادر إلى أن السعودية ترتب لاجتماع على مستوى أعضاء الرئاسي الثمانية خلال الأيام المقبلة في الرياض وذلك للتوقيع على نتائج المفاوضات مع “صنعاء”.وجاء استدعاء أعضاء الرئاسي عشية تلويح تلك القوى بالتمرد على السعودية مع دعوة رئيس الهيئة العليا للإصلاح محمد اليدومي لتحالف جديد يضم تلك القوى.
وفد صنعاء الى الرياض
هذا وسيرافق الوفد العماني، وفد صنعاء المفاوض الى الرياض لوضع اللمسات الأخيرة لجولة المفاوضات الجديدة، وقال الرئيس مهدي المشاط، إن الوفد الوطني في المفاوضات السياسية برئاسة محمد عبد السلام سيتوجه برفقة الوفد العماني إلى الرياض لاستكمال المشاورات مع الجانب السعودي. وأوضح خلال لقاءه “الوفد العماني الزائر لصنعاء”، أن زيارة الوفد للرياض جاءت استجابة للوساطة العمانية، مجددا شكره للأخيرة لجهودها في إحلال السلام في اليمن.
وأكد الرئيس المشاط أن ”السلام كان وما يزال خيارنا الأول والذي يجب العمل عليه من قبل الجميع”، مشيرا إلى أن وفد صنعاء “سيستكمل في الرياض المشاورات التي تمت في صنعاء ومسقط وكان آخرها في شهر رمضان المبارك”، وفق “وكالة سبأ” التي تبث من صنعاء.
قضايا مناقشة المفاوضات
بدورها كشفت صنعاء، ابرز 5 قضايا سيتم مناقشتها في الجولة الجديدة من المفاوضات والتي تستضيفها العاصمة السعودية بوساطة عمانية. واكد علي القحوم، عضو المكتب السياسي لانصار الله بان الجولة الجديدة ستركز على مناقشة صرف المرتبات إضافة إلى فتح الموانئ والمطارات واستكمال اطلاق الاسرى إلى جانب إعادة الاعمار وخروج القوات الأجنبية. وكان القحوم يعلق على ترتيبات عمانية لزيارة وفد صنعاء إلى العاصمة الرياض.
وكان الوفد العماني وصل في وقت سابق اليوم إلى صنعاء في طريقه إلى العاصمة السعودية برفقة الوفد اليمني. وجاء التحرك العماني عقب زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى مسقط في محاولة لتحريك ملف اليمن في ظل مؤشرات التصعيد وتهديد صنعاء بعدم الصمت مطولا.
تسليم كشوفات المرتبات
من جانبه، قال الوكيل المساعد لقطاع الموازنة العامة بوزارة المالية “عبد الجليل الدار” إنه “ليس هناك عوائق لاستئناف صرف مرتبات القطاع العام إذا ما تم توظيف إيرادات النفط والغاز لهذا الغرض”. وأضاف في تصريحات إعلامية، إن “آليات استئناف دفع المرتبات كثيرة وليست المشكلة في الآليات إنما التوجهات المعادية تفرض استمرار انقطاعها”. وأوضح أن وزارة المالية سلّمت “كشوفات الموظفين وفقا للعام 2014 حتى تقطع الطريق أمام استمرار قطع القوى الأخرى للمرتبات تحت أي ذرائع”.
بدوره قال وكيل البنك المركزي للعمليات المصرفية المحلية “علي الشملحي” إن اليمن ليس بحاجة أي دولة لدفع المرتبات” مؤكّداً أن “على قوى التحالف مجتمعة رفع يدها عن الثروة السيادية لتوظف لصالح اليمنيين بشكل عام”. وشدد الشماحي على أنه “لا بد من إعادة صادرات النفط والغاز وتسليمها للدولة واستخدامها للمرتبات والنفقات التشغيلية والتنموية” مشيراً إلى أن “رباعية التحالف تحول دون توظيف إيرادات الثروة السيادية لدفع المرتبات”.
وتأتي زيارة وفد صنعاء عقب وصول ولي العهد السعودي إلى العاصمة مسقط بعد تلميح صنعاء برفض الدعوة التي تحدثت تقارير عنها قبل أسابيع. وزيارة وفد صنعاء للرياض تأتي في اعقاب زيارة مماثلة نفذها السفير السعودي لدى اليمن، محمد ال جابر، على راس وفد رفيع للعاصمة صنعاء.
واعادت التحركات الأخيرة عالية المستوى التفاؤل للشارع اليمني بإمكانية انتهاء الحرب والحصار التي تقودها السعودية بمشاركة نحو 17 دولة منذ العام 2015.