المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    اليمنية تؤكد استمرار رحلاتها عبر مطار صنعاء بدءًا من الغد (جدول الرحلات)

    أعلنت الخطوط الجوية اليمنية أنها ستستمر في تشغيل رحلاتها...

    لا علاقة له بإيران.. “الاحتلال الإسرائيلي” يتحدث عن استقلالية “اليمن” و”الحرس الثوري” يؤكد

    كشف الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، تقيم قاداته للهجمات اليمنية.. يأتي...

    مع انتشار الزلازل في العالم.. مخاوف من كارثة كبرى تصيب اليمن بسبب تدمير العدوان لأجهزة رصد الزلازل

    لليمن تاريخ طويل من النشاط الزلزالي والبركاني المرتبط بموقعه في جنوب غرب شبه الجزيرة العربية وشرق إفريقيا. وقربه من المنطقة الزلزالية النشطة في البحر الأحمر وخليج عدن.

    وفي خضم موجات الزلازل والهزات الأرضية التي تضرب منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، يبدو اليمن معزولاً وغير قادر على رصد البيانات الزلزالية. بعد فقدانه لمركز رصد الزلازل منذ العام 2015 نتيجة العدوان وتدمير المركز الوحيد في ذمار.

    يقع اليمن مُطلاً على خط دائم للزلازل، وهو يشهد هزات زلزالية شبه يومية، لكنها بحسب خبراء هيئة المساحة الجيولوجية في عدن، “تظل هذه الهزات دون مستوى الإحساس بها، ولا يشعر بها السكان”.

    تشير التقارير أن موقع اليمن بالمنطقة يطل على صفيحتين من الصفائح السبع لتصدع قشرة الأرض، الأولى في البحر الأحمر، والثانية في حليج عدن بالبحر العربي، ما يجعله مهدداً بالزلازل في حال حدوث تصاعد لنشاط الغازات في عمق البحرين الأحمر والعربي.

    ونظراً لكون البلاد تشهد توسعاً عمرانياً بشكل عشوائي في المدن والريف؛ فانه عند وقوع كارثة زلزال، من المحتمل أن تكون حجم الأضرار والخسائر كبيرة.

    تدمير مركز رصد الزلازل والبراكين

    في العام 2006، أنشئ اليمن مركزاً وطنياً لرصد ودراسة الزلازل، وتم بناؤه في جبل هران بمحافظة ذمار وسط اليمن. وفي 2009 تم تعديل اسمه إلى مركز رصد ودراسة الزلازل والبراكين. وهو يعد من بين أقدم مراكز رصد الزلازل بالمنطقة.

    كان هذا المركز، يقوم برصد وحفظ البيانات الزلزالية عبر شبكات رقمية للرصد الزلزالي والإبلاغ، ولديه 18 محطة رصد رقمية بالمحافظات. ويعمل بنظام متكامل لإدارة ومراقبة وتتبع أنشطة الزلازل والبراكين بالبلاد، فضلاً عن تقييمه للمخاطر في المناطق اليمنية، ووضع الخطط والإجراءات الوقائية.

    مع بداية العدوان في مارس/ آذار 2015، تعرض مبنى مركز رصد الزلازل والبراكين في ذمار، للتدمير الكلي في 21 مايو/ أيار 2015 جراء غارات طيران العدوان، مما تسبب في فقدان كافة البيانات الزلزالية.

    وفقاً لموظفي المركز، فإن التدمير الذي لحق بالمركز أفقد اليمن القدرة على رصد وتسجيل الهزات الزلزالية، جراء توقف شبكات الرصد الزلزالي عن العمل.

    وقد أعاق ذلك إمكانية الحصول على الكود الزلزالي منذ 2015، نتيجة الانقطاع التام للبيانات الزلزالية. وعدم تمكن المركز من تسجيل الهزات الأرضية الخفيفة في البلاد.

    ونتيجة لذلك، أصبحت جهود كوادر المركز تقتصر على مراقبة النشاط الزلزالي اعتماداً على متابعة بيانات المحطات الدولية فقط. والتي كان المركز مرتبط بها بعلاقة تعاون في مجالات الرصد والدراسات الزلزالية.

    الأنشطة الزلزالية في اليمن

    تقع اليمن في الجزء الجنوبي الغربي من الصفيحة العربية التي تتحرك باتجاه الشمال الشرقي بحركة دورانية عكس عقارب الساعة، والمحاطة بأحد الأحزمة الزلزالية النشطة الناتجة عن الحركات التكتونية لكل من البحر الأحمر وخليج عدن. إذ يمثلان مسرحاً للعمليات التكتونية والأنشطة الزلزالية نتيجة الإجهادات التي تسببها تيارات الحمل في باطن الأرض.

    ونتيجة لذلك، يحدث توسع وانتشار في قاع البحر الأحمر وخليج عدن، ونتيجة لهذه العملية تتراكم الضغوط على صخور القشرة الأرضية في المنطقة حتى تصل إلى قيم لا تستطيع صخور القشرة مقاومتها، وبالتالي تتحرر على شكل طاقة زلزالية في مناطق الضعف بمقادير مختلفة في كل من اليابسة والماء.

    تشير سجلات التاريخ الزلزالي في الیمن، والذي بدأ توثيقه بزلزال صحراء سبأ في مدينة مأرب في العام 742 ميلادية، إلى أن اليمن شمالاً وجنوباً شهدت حوالي 26 من الاحداث الزلزالية القديمة الكبرى، والتي أدت لوقوع أعداد كبيرة من الضحايا والدمار.

    ويلاحظ أن النشاط الزلزالي في الیمن لا يحدث بشكل عشوائي، وإنما يكون مرتبط بمناطق التصدع الرئيسية عند حدود الصفائح أو الصدوع الثانوية داخل تلك الصفائح التكتونية أو مناطق الحقول البركانية النشطة.

    يعد زلزال ذمار الذي شهدته البلاد في العام 1982، من أكبر الحوادث الزلزالية في جنوب شبة الجزيرة العربية، والذي خلف أكثر من 2500 قتیل، وأضرار ضخمة شملت تدمير أكثر من 12 ألف مسكن، وعدد كبير من المرافق والخدمات.

    في العام 2021، أشارت دراسة حديثة لباحثين يمنيين، انه تم العثور على أعلى خطر زلزالي متوقع في مدينة ذمار. وهو ما اظهرته نتائج وتقييم المخاطر الزلزالية الاحتمالية في اليمن.

    كما يعد زلزال صعدة في سنة 1941، من أقوى الزلازل التي ضربت الیمن، حيث خلف هذا الزلزال حوالي 1200 قتیل، ودمر حوالي 1700 منزل. وقد استمر تردد الهزات قرابة ثلاثة أشهر. أيضاً، يعتبر زلزال “العدین” في العام 1991، أحد الكوارث التي الحقت أضرار كبيرة في الأرواح والممتلكات، فبحسب تقرير وطني بلغ عدد الوفيات 12 شخص.

    أنواع الزلازل في اليمن

    وفقاً لتقرير حكومي، تتأثر الأراضي اليمنية بنوعين اثنين من الزلازل: [5] الأول: الزلازل التكتونية لكونها تقع في منطقة شديدة التعقيد التكتوني بين أنظمة صدوع البحر الأحمر وخليج عدن وعلى حافة الصفيحة العربية (الدرع العربي) والمتأثرة بحركات تكتونية عبر الأنظمة الموازية والمتعامدة لكل من البحر الأحمر وخليج عدن.

    أما النوع الثاني من الزلازل التي تتأثر بها اليمن هو: الزلازل البركانية، نظراً لتواجد الانتشار الصخري البركاني والمتمثلة بصخور بركانيات حقب العصر الثلاثي (الترياسي) المغطاة لمناطق كبیرة، وكذلك بركانيات الحقب الرباعي (العصر الحديث).

    اليوم، يفتقر اليمن إلى مركز وطني لرصد نشاط الزلازل والبراكين الذي يعصف بدول المنطقة منذ الأسبوعين الماضيين، ويبدو اليمن أعزل في مواجهة الكوارث او أية هزات أرضية، بعد فقدانه لمصدر رصد البيانات الزلزالية المحلية، في ظل أزمة إنسانية كبرى تعصف بالبلاد، وظروف مستمرة من عدم اليقين.

    spot_imgspot_img