التواجد العسكري الأمريكي في البحر الأحمر لا يعرّض الأمن الإقليمي للخطر فحسب بل يتسبب في حالة من عدم الاستقرار في المنطقة بصورة عامة.
يتمتع البحر الأحمر بأهمية استراتيجية على مستوى الأمن الدولي والعربي والأفريقي باعتباره حلقة وصل بين العديد من البحار والمحيطات فضلاً عن دوره المهم في التجارة الدولية بين قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا، إذ تعبره سنوياً ما يقارب من عشرين ألف سفينة تجارية.
ونتيجة لذلك تبذل القوى الاستعمارية جهوداً مضنية للسيطرة على هذا الممر المائي المهم خصوصاً من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وبما يعزز من أنشطتها وأطماعها الاستعمارية، التي هي ليست وليدة اليوم بل منذ وقت طويل.
مؤخراً أرسلت أمريكا العديد من السفن والبوارج الحربية معززة بقوات من المارينز إلى البحر الأحمر بمسميات كاذبة، بينما يأتي هذا التواجد العسكري الأمريكي في البحر الأحمر لضمان المصالح الأمريكية في المنطقة وحماية السيطرة على الثروات العربية ونهبها وتغذية الصراعات وزرع الفتن بين دول المنطقة.
كما أن التواجد الأمريكي يأتي في إطار التنافس الدولي على البحر الأحمر خاصة في ظل المتغيرات الدولية التي حصلت مؤخراً ومن أبرزها وجود قطب جديد بزعامة روسيا والصين بالإضافة إلى ذلك فإن هذا التواجد يأتي تنفيذاً للالتزام الأمريكي بأمن العدو الصهيوني.
إن التواجد الأمريكي في البحر الأحمر لا يراعي مصالح الدول المطلة عليه، وبما أن لليمن مساحة كبيرة من المياه الإقليمية في البحر الأحمر، فإن الاقتراب من منها سيكون بمثابة البداية لحرب أو لمعركة هي الأطول في التاريخ كما قال نائب وزير الخارجية حسين العزي.
لقد تعاظمت قوة الردع اليمنية سواء القوة الصاروخية أو المسيرات المتطورة خلال الفترة الماضية وأصبحت قوات ردع لا يُستهان بها ونجحت في دك مصافٍ نفطية ومطارات في السعودية والإمارات وأهداف حيوية أخرى تم قصفها، في إطار حق اليمن المشروع للدفاع عن مصالحه ومياهه الإقليمية.
تعمل أمريكا منذ زمن بعيد كشرطي دولي وعلى هذا الأساس تعاملت مع مختلف دول العالم خاصة التي تحتوي أراضيها على العديد من الثروات المعدنية، وتنفذ سياستها المعروفة “ما لم تستطع أخذه بالمفاوضات تأخذه بالقوة”، هذه الدولة جرّعت العديد من شعوب الأرض المر بغزواتها مستعينة بقوة عسكرية ضاربة تم إعدادها للغزو والاحتلال ونهب خيرات الشعوب وثرواتها.
اليوم ماذا يعمل المارينز الأمريكي وسفنه الحربية في البحر الأحمر قبالة مضيق باب المندب؟، لقد جاءوا للتلويح بالقوة لضمان تدفق نفط الخليج إلى أمريكا وحماية الكيان الغاصب المحتل لأرض فلسطين الذي تم زرعه من قبل الاستعمار ككيان متقدم يحمي المصالح الغربية في المنطقة.
لم تعد المبررات الأمريكية التي توردها دائماً تنطلي على أحد، أو مقنعة حتى لحلفائها، فقد تعرّت الاستراتيجية الأمريكية في هذا الشأن وأصبحت مرفوضة وهذا ما يفسر اندفاع دول العالم للترحيب بالقطب الدولي الجديد قيد التشكيل روسيا والصين.