يستمر بيع الوهم وشراء الوقت من خلال التحَرّكات الأممية في الساحة اليمنية المغلفة بغطاء أمريكي ودعم سعوديّ إماراتي بدول العدوان عن فصول الحرب الاقتصادية وتداعياتها الإنسانية التي صنعت أزمة هي الأسوأ في العالم؛ وهذا ما يحدّده المبعوث الأمريكي ويردّده في مقابلاته الصحفية ولقاءاته السياسية، ليعيد بذلك البيت الأبيض إلى صدارة المشهد كمخطّط لاستمرار العدوان والحصار.
نيران الحرب إذَا استعرت لن تتجاوز خرائط القتال وساحات الاشتباك المتوقعة في الداخل، وتلك أوهام أمريكية ستبددها الصواريخ والطائرات المُسيّرة كما فعلت ذلك من قبل، والفرصة آتية لتدارك خطأ الحسابات والتقديرات، فالقدرات العسكرية للقوات المسلحة تعاظمت، وتجربتها العملية تزايدت بفضل الله مع مرور الأشهر والأعوام.
الحراك الأخير للممثل الأممي مفصول عن الأولويات الإنسانية، ومرتبط باستراتيجية تقطيع الوقت، وقد باتت الحركة الأممية مضبوطة بالمحدّدات الأمريكية السعوديّة، ولا علاقة لها بمصلحة اليمن، وهم بذلك إنما يدفعون باتّجاه التصعيد، فليس مقبولاً أن تجمد الحلول ويجمد معها اليمن، وليس مسموحاً أن تحضر الأقوال بدلاً عن الأفعال، وللعدو أن يدرك بأن الفرصة المتاحة للتحَرّك نحو المعالجات وليس للتلاعب والمراوغات، وعليه أن يسارع في حسم خياراته، أما صنعاء فقد حسمت خيارها، ولا بديل عن معالجات عادلة وشاملة، وهي تتحضر اليوم للمناسبة التاريخية، ذكرى المولد النبوي، بالتزامن مع فعاليات تحضيرية للاحتفال الأكبر عربياً وإسلامياً.
رفع القيود بالكامل عن مطار صنعاء، هو ما سيفرض انفراجة في معاناة المرضى والمسافرين، معاناة ينجم عنها المزيد من الوفيات، فالمطار كان الوسيلة الأسرع للأدوية المنقذة للحياة، ولا حدود للأزمة الناجمة عن إغلاقه، إنها سياسة الموت التي ينتهجها التحالف، والعقاب يطال كُـلّ اليمنيين ولا يستثني حتى الأشدّ فقراً، وقد ضغطت الولايات المتحدة لتقليص المساعدات الإنسانية؛ بهَدفِ التضييق على الشعب اليمني ومفاقمة المعاناة المعيشية.
إن برنامجَ الغذاء العالمي طلب من صنعاء التوقيع على قراره بتقليص المساعدات، ولكن الطلب قوبل بالرفض، فالتوقيع يحمل أجندة تقليص المساعدات، وبهكذا ممارسات؛ إذن العدو يسعى لتعويض خسائره طوال ثماني سنوات، وما عجزت عن آلة العدوان لن تطاله حرب التجويع.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
رحاب القحم