حذر عدد من الخبراء السياسيين من خفايا مؤامرة جديدة يخطط لها النظام في الإمارات لجر تونس لمربع التطبيع العلني مع كيان العدو الصهيوني وسط رفض شعبي كبير وتصميم على إغلاق الباب أمام كل ابتزاز ممكن أن يمارسه عيال زايد من أجل تحقيق غايتهم الخيانية.
ففي سياق خطواتها التآمرية تحدثت الأوساط السياسية أن أبوظبي شرعت مجددا في استخدام نفوذها في تونس للتأثير على كبار المسئولين في محاولة لتركيع الموقف الرسمي التونسي للمضي قدما في التطبيع مع كيان العدو الصهيوني.
وبدا جليا أن هذه التحذيرات جاءت بعد الزيارة التي قام بها وزير الدولة الإماراتي شخبوط بن نهيان في التاسع من الشهر الجاري، لتونس والتقى فيها مع رئيسها قيس سعيد، وزعم على مواصلة مساندة تونس في عدّة ميادين وتوفير الدعم الضروري لتجاوز التحدّيات التي تواجهها.
وفي السياق، أكدت هذه الأوساط أن الزيارة التي قام بها الوزير الإماراتي لا يمكن أن تخفي أهداف النظام الإماراتي من هذه الزيارة التي تختبئ خلف قناع إخراج تونس من ازماته الاقتصادية وهى في الحقيقة لا تعدو كونها “خدعة” تحمل في طياتها غطاء من أجل شراء تطبيع تونس خصوصا أن الإمارات كانت جزءا من مؤامرة إنجاز اتفاق التطبيع السوداني مع الكيان الصهيوني .
وبحسب موقع المراقب التونسي عن مصادر وثيقة فإن الوزير الإماراتي عرض على الرئيس التونسي قيس سعيد صفقة تستهدف في المقام الأول ابتزازه في ظل الأزمة الاقتصادية في البلاد.
وأشارت المصادر إلى أن أبوظبي عرضت دعما بالملايين على قيس سعيد مقابل الانخراط أكثر في التبعية للإمارات والمضي قدما في التطبيع مع كيان العدو الصهيوني عبر خطة متدرجة.
واعتبرت المصادر أن هذه الزيارة التي اتهمها البعض بأنها محاولة ابتزاز للدولة التونسية تقوم على تعزيز النفوذ الإماراتي نظير تقديم مساعدات مالية واقتصادية، بجانب ما يثار بشأن ضغوط أبناء زايد على نظام سعيد لتعميق التقارب مع كيان العدو الصهيوني.
ويتهم السياسيون أبناء زايد باستخدام العديد من أوراق الضغط والتضييق على التونسيين خلال السنوات الماضية، البداية حين منعت الإمارات في سبتمبر 2015 منح تأشيرات للتونسيين، أو حتى تجديد تأشيرات الإقامة لمن حصلوا عليها سابقًا، كما أوقفت الاستثمارات الخاصة بها في تونس مع ولاية الرئيس التونسي السبسي، كأحد أنواع الضغط على هذا النظام الذي تتحفظ عليه أبو ظبي.
ويأتي هذا في الوقت الذي نبهت فيه أوساط سياسية جزائرية الى دور الإمارات الخطير في الضغط على تونس للالتحاق بقافلة التطبيع.
وقد جاء هذا في تصريحات رئيس حركة البناء الوطني الجزائرية الذي هاجم الدور الإماراتي واتهمها بلعب دور “الدولة الوظيفية” التي تستغل الخلافات الداخلية والأزمات الاقتصادية للدول للعب دور سياسي.
وقال بن قرينة في تصريح لموقع “سبق برس”: إن هذا الكيان الوظيفي ليس له إلا وظيفة التبشير بالصهاينة في كل الساحات، وابتزاز العديد من الدول العربية بشرائها نتيجة الضائقة المالية.
ونبه بن قرينة إلى أن “هذا الكيان الوظيفي الخليجي سوف يسعى لإيجاد الطائفية السياسية داخل الساحة التونسية من أجل محاولة شراء بعض الذمم والحصول على أي تطبيع ثقافي فني وتجاري”
.وكان بن قرينة قد أدلى بتصريحات لافتة سابقا، توقع فيها، حدوث تطبيع بين تونس والكيان الصهيوني، محذرا من أن هذه الخطوة ستضع الجزائر “في حالة لا أمن ولا استقرار”، قبل أن يهاجم الإمارات ويقول إنها أحد أسباب الأزمات في المنطقة.
وكان معارضون تونسيون قد اتهموا مؤخرا الرئيس قيس سعيد بالتمهيد للتطبيع مع كيان العدو الصهيوني، وذلك بعد إصداره مرسوما يقضي بالموافقة على “بروتوكول مدريد للإدارة المتكاملة للمناطق السياحية في المتوسط”، والذي يضم حوالي 20 بلدا، بينها كيان العدو الصهيوني في ديسمبر الماضي.
ويرفض التونسيون بشكل كامل التطبيع مع كيان العدو الصهيوني، ويؤكدون وقوفهم مع الشعب الفلسطيني في مواجهة العدو الصهيوني.