اعترفت السعودية، اليوم السبت، بإفشال الولايات المتحدة للوساطة التي تقودها سلطنة عمان مع صنعاء. واكد الدكتور نمر السيحمي، الباحث المقرب من الاستخبارات السعودية، فشل الجولة الأخيرة من المفاوضات التي قادتها سلطنة عمان، مشيرا إلى أنها كانت تعرف منذ البداية فشل الخطوة العمانية.
والمح السيحمي إلى دور امريكي بتخريب التقارب بين الرياض وصنعاء مشيرا إلى أن اعلان الولايات المتحدة تعزيز قواتها في البحر الأحمر وقبلها وصول السفير الأمريكي على متن طائرة خاصة إلى عدن كان لهدف ابلاغ “حكومة المرتزقة” بخارطة العمليات العسكرية لمواجهة ”صنعاء”.
وتزامنت تصريحات السيحمي مع تطورات جديدة في الملف اليمني ابرزها قرار بلاده ترحيل قيادات سلطة المرتزقة الموالية لها جنوب اليمن من أراضيها. ولم يتضح بعد ما اذا كانت هذه التحركات ضمن حملة تهدف لإخراج السعودية من مستنقع المواجهة القادمة ام مجرد مناورة للحصول على تنازلات جديدة، لكن توقيتها يشير فعليا إلى فقدان السعودية يداها على ملف اليمن مع دخول امريكي قوي برز بالتحركات العسكرية والدبلوماسية الأخيرة والتي كان اخرها تحذير المبعوث الأمريكي إلى اليمن من خسارة ما وصفها بالفرصة الأخيرة.
إلغاء سعودي مساعي الإمارات السيطرة على الإتصالات
ألغت السعودية، اتفاقية كانت الإمارات أبرمتها مع حكومة المرتزقة تتضمن استحواذ أبوظبي على أهم قطاع حيوي في اليمن. وأفادت مصادر حكومية تابعة للمرتزقة بان السفير السعودي لدى اليمن، محمد ال جابر، كلف سلطان البركاني رئيس البرلمان الموالي لبلاده في اليمن بإلغاء الاتفاقية التي تنص على منح شركة ان أكس الإماراتية حق احتكار قطاع الاتصالات في عدن.
وأعلن البركاني في منشور على صفحته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي إصدار هيئة رئاسة المجلس خلال اجتماع لها في الخارج مذكرة تلغي فيها الاتفاقية التي تتضمن بيع شركة عدن نت الحكومية للاتصالات باعتباره مخالفة. والاجتماع يعد الأول منذ إقرار الاتفاقية قبل أشهر.
وتزامن تحريك السعودية لملف الاتصالات في عدن عبر برلمان البركاني الذي غيب عن المشهد خلال الفترة الماضية مع ترتيبات لاستئناف عقد اجتماعاته في عدن يشير إلى إبرام الرياض صفقة مع البركاني وتيار الإصلاح في البرلمان لإجهاض خطوة الإمارات الأخيرة مقابل السماح له باستئناف اعماله بعد أن كانت ابوظبي نجحت باستبداله بما تعرف بهيئة المصالحة والتشاور.