أطبقت السعودية، اليوم الاثنين، الحصار على عدن، المعقل الأبرز للمجلس الانتقالي، الموالي للإمارات جنوب اليمن. يأتي ذلك بعد يوم فقط على اعتراضه على استبعاده من المفاوضات التي تقودها سلطنة عمان مع صنعاء.
وغرقت عدن خلال الساعات الماضية بأزمة كهرباء جديدة، حيث خرجت نحو 80% من الطاقة بالمدينة وفق ما نقلته قناة الحدث السعودية. وكانت ساعات انقطاع التيار الكهربائي ارتفعت خلال الساعات الماضية بشكل مفاجئ إلى نحو 9 ساعات إطفاء لكل ساعة ونصف تشغيل.
في السياق، كشفت وسائل اعلام موالية للانتقالي توجيه السفير السعودي لدى اليمن، محمد ال جابر، بمنع دخول باخرة وقود جديدة لاعتاق المدينة التي تعاني محطاتها من نفاذ الوقود. وأوضحت المصادر بان سفينة كانت قد اقتربت من ميناء عدن قبل توقيفها في عرض البحر بذريعة رفض تحويل المخصصات المالية لمالكها.
هذه التطورات في ملف الكهرباء الذي بات يشكل هاجس لدى سكان عدن بفعل استغلاله القذر بالصراعات خصوصا في فصل الصيف حيث تصل درجات الحرارة مستويات قياسية، تأتي بعد ساعات على بيان لهيئة رئاسة الانتقالي رفضت فيه مساعي تشكيل لجنة مفاوضات النفط من حضرموت فقط وأكدت تمسكها بمشاركتها في اللجنة. وهددت الرئاسة بإفشال أي اتفاق بين الرياض وصنعاء بذريعة ان ثروات الجنوب لأهلها.
من جانبه اعتبر القيادي في الانتقالي احمد بن طهيف انهيار الكهرباء بشكل مفاجئ انعكاس طبيعي لما وصفها بسياسة العقاب الجماعي التي تمارس ضد الجنوب، مشيرا إلى أنه في كل مرة يتخذ فيه الانتقالي موقف يأتي الرد بوقف الخدمات وابرزها الكهرباء.
وتغريدة بن طهيف جزء من انتقادات جديدة للسعودية من قبل ناشطين جنوبيين يجمعون على استمرارها بانتهاج سياسة العقاب الجماعي لتركيع المجلس.
احتجاجات مسائية تضرام النار في إطارات السيارات
على ذات السياق، تصاعدت الاحتجاجات الشعبية في عدن، مساء الإثنين، احتجاجا على انعدام الخدمات ومنها خدمة الكهرباء، فيما أقدم المحتجون على قطع عدد من شوارع المدينة وأضرموا النيران في إطارات السيارات. وأوضحت مصادر محلية أن المواطنين خرجوا في تظاهرة مسائية غاضبة للتنديد باستمرار تدهور الخدمات الأساسية في ظل وعود وهمية من قبل حكومة المرتزقة الموالية لتحالف العدوان وفشلها في وضع حد للانهيار المستمر.
وقال الصحفي الجنوبي صالح الحنشي: “منازل كل قيادات الانتقالي وأقاربهم لا تنقطع عنها الكهرباء على مدار الساعة، بينما باقي المواطنين ينتظرون ساعة تشغيل للكهرباء بعد انقطاع عشر ساعات”، مضيفا: “قيادة الانتقالي تدعي بأنها قيادة لهذا الشعب، بينما هي في الأساس قيادة لأقاربهم وعائلاتهم. وختم قائلا: المشكلة انكم فقدتم حتى مجرد الاحساس بمعاناة الناس ، واكتفيتم بشلة المتمصلحين التي تلمعكم”.