يرى مراقبون في الشأن الدولي أن العصر الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط والعالم يتراجع بشكل ملحوظ. في مقال للكاتب سايمون تيسدال في صحيفة (الغارديان) البريطانية، يقول: إن الرئيس الأمريكي جو بايدن يحلم بثلاثية سياسية تحميه في الانتخابات القادمة، وهي صفقة سعودية-إسرائيلية، ودولة فلسطينية، وتفاهم مع إيران.
لكن تيسدال يرى أن هذه الثلاثية لن تتحقق، وأن عصر الولايات المتحدة ولى كما ولّت من قبله الامبراطورية البريطانية. ويشير إلى أن الزعماء في الشرق الأوسط يثبتون حريتهم واستقلالهم، ويتغازلون مع حلفاء جدد، مستفيدين من نفوذهم المالي والنفطي والرياضي. ويضيف تيسدال أن إيران ومحور المقاومة، عاقدين العزم على طرد أمريكا من المنطقة، وترك مهمة أمنها لدولها.
أما تطبيع السعودية مع الكيان الاسرائيلي، ورغم كل ما قيل عنه في واشنطن وتل ابيب، إلا أنه ليس هناك أي مؤشرات على الارض يمكن أن تؤكد ما يثار في هذا الشأن. ويرى تيسدال أن الأوضاع التي تشهدها اليوم منطقة الشرق الأوسط والعالم، تشير إلى تراجع نفوذ أمريكا في العالم، وأن عصر القوة المهيمنة في العالم اقترب من نهايته.
ويتفق مراقبون مع تيسدال في أن النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط يتراجع، وأن القوى الإقليمية بدأت تستعيد استقلالها وتوازنها. ويشيرون إلى أن هذا التراجع يعود إلى عدة عوامل، منها فشل الولايات المتحدة في تحقيق أهدافها في المنطقة، مثل حل القضية الفلسطينية، ووقف البرنامج النووي الإيراني، وهزيمة تنظيم داعش.
كما يشير المراقبون إلى أن القوى الإقليمية، مثل إيران وتركيا وروسيا، بدأت تلعب دوراً فاعلاً في المنطقة، الأمر الذي يحد من نفوذ الولايات المتحدة. ويتوقع المراقبون أن يستمر تراجع النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط في السنوات المقبلة، ما سيؤدي إلى إعادة تشكيل الخريطة الجيوسياسية للمنطقة.