“خاص”
تحذير وتَمَسكَن
السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله وينصره- وبخطاب الذكرى السنوية لاستشهاد الامام زيد بن علي عليهما السلام لعام 1445 هجرية قال: “لايمكن أن نسكت ولن نسكت تجاه الاستمرار في حرمان شعبنا من ثروته واحتلال بلدنا فإن موقفنا سيكون حازم وصارم ولايمكن أن يعيش السعودي في أمن ورفاهية وتحريك للاستثمارات في نيوم وغيرها” وبالأمس الجمعة 18 أغسطس2023م محمد بن سلمان السعودي وأمام “أمير عبد اللهيان” وزير الخارجية الإيراني قال بن سعود: “دولة مسلمة.. وهذا يؤلمنا ولكن انشاء الله تعالى احداث التاريخ دروس وعبّر نتعلم ونستفيد منها ونبني عليها المستقبل”.
والتاريخ يقول عكس ذلك بأن السعودي الوهابي يتَمَسكَن ليتَمَكّن وبكل خبث ومكر وخداع ينقض العهود مثل اليهود وبكل صفاقة وبعد “9” سنوات قتل ودمار وحصار ونهب للخيرات وحرمان اهل اليمن من خدمات الكهرباء والمياه وحق الرواتب وبكل برودة دم يقول محمد بن سلمان: دولة مسلمة وشيء مؤلم ودروس وعبّر مجازر حجاج تنومه وطلاب حافلة ضحيان وجبل فج عطان وأمام حضرة التمدد الفارسي في القصر السعودي مدينة جدة وهو القائل من سنوات بأنه سينقل المعركة الى قلب طهران وسيحرحر اليمن من المليشيات الفارسية الإيرانية.
خطة الاجتثاث المُبكر
بعد استفحال وباء التكفير الوهابي اليهودي السعودي في نجد ضد قبيلة “العجمان” وتكفير وقتل وأسر العديد من أبناء قبيلة العجمان في معركة “القذلة” عام 1177 هجرية الموافق لسنة 1763م استنجدت قبيلة العجمان بأبناء عمهم من قبيلة “يام” الهمدانية اليمانية القحطانية الكبري التي تتواجد على امتداد جغرافيا اليمن ونجران ونجد والاحساء حيث اتفق أبناء قبيلة “يام” ممثلة بحاكم الاحساء وبلاد هجر الشيخ “عريعر بن وجيه بن غرير آل حميد الخالدي”، والسيد “حسن هبة الله النجراني” حاكم نجران على خطة اجتثاث رجس الوهابية السعودية إمارة التكفير “الدرعية” في نجد المحتلة من محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب -ماتسمى بالدولة السعودية الأولى- وكانت الخطة تقضي بان يزحف السيد “حسن” من نجران، ويزحف الشيخ “عريعر” من الاحساء ونقطة الالتقاء في “العارض” ومن ثم الزحف معاً نحو “الدرعية” وكر الوهابية.
ولكن كان ما كان من اختلاف مكان اللقاء وزمان الموعد، وكانت معركة “حاير سبيع” وهزيمة الوهابية السعودية والصلح وانسحاب السيد “حسن” وأهل نجران من نجد في أواخر عام 1764م، بينما وصل الشيخ” عريعر” الى ضواحي” الدرعية” مطلع عام 1765م، وحينها ناشد الشيخ “عريعر” السيد “حسن” بالعودة واجتثاث يهود الدرعية وذكره بمكر وخداع اليهود ولكن السيد “حسن” لاينكث بعهد وصلح واتفاق وقع عليه وحاصر الشيخ “عريعر” الدرعية منفرداً ولمدة 20 يوماً وانسحب. لأن يهود الدرعية كانوا الأقوى بالعتاد والذخائر والتدريب والعدد.
ولاحقاً تمكن محمد بن عبد الوهاب من قتل الشيخ “عريعر” بالسم ونشر فتن الخلافات البينية داخل أسرة آل “عريعر” وبين قبائل العجمان في نجد وبني خالد في الاحساء، وبعد هذا الاختراق والدعم من يهود الانجليز والغرب تمددت الوهابية السعودية في شبة الجزيرة العربية حتى اليوم شهر “صفر” 1445 هجرية “أغسطس” 2023م.
معركة “حاير سبيع”
في شهر ربيع الآخر سنة 1178 هجرية الموافق لعام 1764م حدثت معركة “حاير سبيع” وتسمى “وقعة النجرانيين”، وحاير سبيع هي مكان يقع بين الخرج والرياض وطرفا المعركة هما قطعان التكفير الوهابي السعودي والطرف الآخر هم قبائل يام اليمنية العجمان ونجران وهمدان بقيادة السيد
“حسن هبة الله النجراني” والذي تمكن من السيطرة على معسكرات الإرهاب الوهابي في منطقة “حاير سبيع”، والبدء بالتحضير لسحق الوهابية في وكرها “الدرعية”، والتكفيري محمد بن عبد الوهاب يصدر أوامره الى عبد العزيز بن محمد بن سعود للتحرك بكل قواته وملاقاه أهل اليمن وقبيلة العجمان في “حاير سبيع”.
تكفير أهل اليمن
الإرهابي بن عبدالوهاب يعرض خطة المواجهة على عبد العزيز بن محمد بن سعود كالتالي: “أنا ذاهب الى هؤلاء القوم حتى لا يظنوا بنا ضعفا او خورا فيطمعون بنا وتفر من حولنا القبائل ولكن اياك ان تناوشهم القتال لان القوم القادمين من اليمن مستهينين بأمرنا وبقواتنا وهيبتنا التي ملأت نفوس الناس لاشك انهم مصممون على سحقنا وابادتنا وان دخل هؤلاء الى الدرعية فسيقضى على هيبتنا ويجب ان نفاوضهم بعيدا عن الدرعية ولنسلمهم اسراهم ومايريدون منا ونشيع بعد ذلك للناس اننا انتصرنا عليهم ودحرناهم لان الله معنا وهم كفرة شيعة”. (المصدر كتاب تاريخ آل سعود للشهيد الحجازي ناصر السعيد صفحة 330).
ووصل الإرهاب الوهابي السعودي إلى “حاير سبيع” وبجيش قوامه “4000” أربعة ألف تكفيري مدجج ببنادق وذخائر واسلحة انجليزية حديثة، لمواجهة اهل اليمن وبجيش تعداده “1500” ألف وخمسمائة مجاهد يمني ولتدور المعركة الغير متكافئة بالعدد والعتاد.
البأس اليماني
عندما انتصف نهار يوم المعركة وأمام كثرة بنادق وذخائر الإرهاب اليهودي الوهابي السعودي خاطب السيد “حسن هبة الله النجراني” قومه بخطاب جاء فيه: “ياقوم: لقد مضى نصف النهار ولم نصل الى نتيجة مع هؤلاء الأعداء والقتال معهم بالبنادق والذخيرة لن يجدي نظراً لكثرة عددهم وعتادهم ونظراً لقلة عددنا.. فردوا لسيوفكم وخناجركم واهجموا هجمة صادقة ظافرة تنتصرون”. (نفس المرجع السابق صفحة 330).
يواصل الشهيد الحجازي ناصر السعيد سرد وقائع المعركة ويقول: “…وبدأ التلاحم بالسلاح الأبيض واشتد وطيس المعركة وتطايرت رؤوس السعوديين في الهواء وكانت هزيمتهم، وقتل منهم أكثر من”1000” ألف صريع وأسر “240” واغتنام أسلحة ولاذ بقية السعوديين بالفرار إلى “الدرعية”.
ابن بشر الوهابي
المؤرخ الوهابي السعودي “عثمان بن بشر النجدي” وفي كتابه “عنوان المجد في تاريخ نجد” تحدث عن معركة “حاير سبيع” حيث قال: “لما دخل عبد العزيز بن سعود ومن معه على الشيخ محمد بن عبد الوهاب بعد هزيمته لم يبادرهم الشيخ إلا بآيات من القرآن الكريم”.
يواصل ناصر السعيد بالسرد، وفي صفحة 331 من كتابه يقول: “هكذا يتصرف الطغاة بالقرآن الكريم زاعمين أن العجمان وأبناء يام وأبناء الشعب كفرة”، وبعد ذلك يتسائل ناصر السعيد ويقول: “ماهي مواصفات الايمان اذاً؟، هل مواصفات الايمان محصورة بالطغاة وسلالة بني قينقاع اليهودية بوجه خاص؟!”.
مكر.. لا دهاء
المؤرخ الروسي “فاسيليف وفي مؤلفه كتاب “تاريخ العربية السعودية صفحة102” يقول: “في أواخر عام 1764م قام زعيم القبائل في منطقة نجران “الحسن بن هبة الله” بحملة على “الدرعية”، ودحر قوات عبد العزيز عن آخرها حيث كبدها حوالي”500″ خمسمائة قتيل و”200” مائتين أسير، وأبدى محمد بن عبد الوهاب دهاءاً دبلوماسياً؟! كبيراً، فسارع إلى عقد الصلح على أساس دفع تعويضات الحرب وتبادل الاسرى وانسحب النجرانيون دون ان ينتظروا وصول “عريعر” من الاحساء. وأوضح فاسيليف ان الشيخ “عريعر” وصل متأخراً، حيث قال: وصلت قوات “عريعر” المسلحة بالمدافع الى ضواحي “الدرعية” في بداية عام 1765م إلا ان حصار “الدرعية” أخفق”.
هدم قلعة اليهود
بعد معركة “حاير سبيع” وهزيمة التكفير الوهابي واصل أبناء العجمان ويام واهل نجران الزحف نحو “الدرعية” وبهتاف “هدم قلعة اليهود على رؤوس اليهود”، ووصلوا الى مكان يسمى “قصر معروف” على بعد أميال من “الدرعية”، وشيخ الضلال والتكفير والحيل والتَمَسكَن محمد بن عبد الوهاب وبسياسة المكر والخبث قام بتوسيط الشيخ “فيصل بن شهيل آل سويط الهاشمي” شيخ قبيلة الظفير لدى “حسن هبة الله” من أهل البيت الكرام.
ويرسل معه الهدايا والخيول والذهب واسرى أبناء قبيلة العجمان في معركة “القذلة عام 1763م” طالباً الصلح والعفو، وهنا ينقسم معسكر أبناء قبيلة “يام” الكبرى فالسيد “حسن هبة الله” يقول “العفو عند المقدرة من شيم العرب ومن اخلاق الإسلام والمسلمين”، وكذلك الوسطاء وسط معارضة ورفض من عدد من أبناء قبيلة يام العجمان والنجرانيين واصرارهم على الزحف نحو” الدرعية “وهدم” قلعة اليهود على رؤوس اليهود”. (من كتاب تاريخ آل سعود لناصر السعيد صفحة 332).
الصفح عن التكفيري جريمة لا تغتفر
الوسيط فيصل آل سويط وبعد أن قدم الهدايا وسلم الاسرى، طلب من السيد” حسن هبة الله” إيقاف الزحف نحو “الدرعية”، وتعهد له بتنفيذ كل طلبات قبيلة “العجمان ويام ونجران”.
وقال ابن سويط: “انني اطلب الصفح عن ابن السعود وابن عبد الوهاب وهؤلاء هم أسرى العجمان في معركة “قذلة” وما هذه الهدايا إلا اعتراف لكم بالجميل على آل سعود ومحمد بن عبد الوهاب لأنكم تركتموهم في أماكنهم أحياء بعد مقدرتكم على إنهاء وجودهم”. (نفس المرجع السابق صفحة 332).
بطلان الوهابية
…وكاد أبناء قبيلة “يام” اليمنية ان يقضوا على وكر الإرهاب الوهابي السعودي مبكراً، لولا أن رفع شيخ الضلال والفتن والحيل رايه الصلح خبثاً وخداع ومكرا وبالعزف على أوتار طيبة أهل البيت الكرام ونخوة “الهاشمي بن سويط” وشيم العرب الاقحاح قبائل اليمن بالعفو عند المقدرة.
وكان اتفاق الصلح الذي نص على التالي: “ان يقف أهالي نجران عند حدهم ويمتنعوا من دخول “الدرعية” وان يسلموا ما بأيديهم من الاسرى السعوديين وبالمقابل يتعهد كلاً من محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود بدفع “10000” عشرة ألف جنية ذهب كتعويض لأهالي نجران عن رحلتهم هذه، وان لا يتعدى محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب حدود “الدرعية” وأن لا يرفعا هذه الدعوة الوهابية الباطلة مرة أخرى وقد شهد محمد بن عبد الوهاب ببطلان دعوته أمام أهالي نجران”. (المرجع كتاب تاريخ ال سعود لناصر السعيد صفحة 29).
يقول ناصر السعيد: “…وهكذا جرى الاتفاق حرفياً بين أبناء يام ومحمد بن عبد الوهاب معترفاً في آخر جملة من الاتفاقية ببطلان دعوته”، ….يتابع ناصر السعيد ويقول: “وما ان وصلت جموع قبائل العجمان وبني خالد من الاحساء بقيادة الشيخ “عريعر الخالدي” حتى فوجئوا بهذا الصلح الغير مرضي، ولتفشل اول محاولة لاجتثاث الوهابية السعودية والتي رمزت إلى قوة الاتحاد بين جنوب الجزيرة العربية وشرقها الاحساء”.
نقض العهود
الوهابية السعودية وبعد التَمَسكَن والتَمَكّن نقضت صلح عام 1178 هجرية 1764م، ولم تلزم حدودها في “الدرعية” نجد منبت قرن الشيطان، ولم تلتزم ببطلان دعوتها الوهابية التكفيرية، وتحالفوا مع يهود نجران والعراق وتحت قيادة ضباط المخابرات البريطانية من اصل يهودي، واحتلوا الاحساء في سنة 1208 هجرية الموافق لعام 1793م، وغزوا واحتلوا كربلاء سنة 1216 هجرية الموافق لعام 1801م، واحتلوا الحجاز مكة المكرمة في 17 محرم سنة 1218 هجرية الموافق ل 8 مايو من عام 1803م.
وتم احتلال أجزاء من الشام والعراق وسلطنة عُمان واليمن زبيد وحضرموت، وهي التي عرفت بالدولة السعودية الأولى، امارة التكفير المتوحش “الدرعية”، والتي قضى عليها القائد المصري العربي “إبراهيم محمد علي باشا” في سنة 1226 هجرية الموافق لعام 1811م، بعدما عطلت الوهابية السعودية الركن الخامس للإسلام الحج الأكبر عرفة لمدة خمس سنوات متتالية.
وبعدها أعاد اليهود الانجليز زرع الدولة السعودية الثانية والدولة السعودية الثالثة من جديد كخنجر مسموم في جسد الوطن العربي والأمة الإسلامية.
مَا أَشْبَهَ اللَّيْلَةَ بِالبَارِحَةِ
بعد هجمات القوات المسلحة اليمنية بالصواريخ والطيران المسيّر في عمق أراضي العدو السعودي واستهداف أضرع البقرة الحلوب للغرب الناهب لخيرات الامة الإسلامية خاصة بضربة “بقيق وخريص” في 14 سبتمبر 2019، وما تلاها من ضربات متتالية ومؤلمة، نزل العدو السعودي من على الشجرة وبعنوان الهُدن والسلام وتخلى عما اسماه بإعادة شرعية الدنبوع هادي للسلطة، وتدويره الى بيت الطاعة السعودي، ثم استنساخ 8 دنابيع جدد في 7 أبريل 2022 والظاهر حل سياسي شامل، والباطن يهودي ماكر خبيث بالانتقال الى الخطة “ب” لتقسيم المحافظات المحتلة ويراد سلخ المحافظات النفطية عن اليمن على وقع تناحر بين الأدوات بسياسة “فرق تسد”.
وبالمقابل مفاوضات مع صنعاء اليمن لتقطيع الوقت والانتهاء الى باب مسدود برفض صرف رواتب أهل اليمن من خيراتهم، ويراد خلخلة الوضع الداخلي ومن الداخل والخارج معاً وتكرار مفاعيل ماضي مابعد معركة “حاير سبيع”.
والتكرار في زمن علم الهدى السيد القائد “لا يكون ولن يكون”، و “لايمكن أن نسكت ولن نسكت تجاه الاستمرار في حرمان شعبنا من ثروته واحتلال بلدنا فإن موقفنا سيكون حازم وصارم ولا يمكن أن يعيش السعودي في أمن ورفاهية وتحريك للاستثمارات في نيوم وغيرها”.
وسرعان ما استقبلت العاصمة اليمنية صنعاء الوسيط العماني لتنشيط الوساطة من جديد، وليظهر يوم أمس ولي العهد محمد بن سلمان وباحاديث الاستفادة من دروس وعبّر وتاريخ محمد بن سعود ومحمد بن عبدالوهاب تاريخ التَمَكّن بعد التَمَسكَن تاريخ نقض العهود والمعاهدات كصفة ملازمة لليهود المفسدين في الأرض، تاريخ تنازلات سراب وأوهام وتنازلات اليهود وبني سعود ما هي إلا طعام “لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ”، فاليهودي يهودي والسعودي سعودي توأمان لقيطان لا تاريخ ولا اصل ولا فصل لهما ولا عهد ولا مواثيق لهما، واجتثاث اللقيطان “تل أبيب والرياض” هو الحل الناجع لكل مآسي وآلام ومعاناة الأمة الإسلامية والإنسانية جمعاء. نقطة على السطر انتهى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المشهد اليمني الأول
المحرر السياسي
3 صفر 1445 هجرية
19 أغسطس 2023م