مقالات مشابهة

اقتربت الساعة.. السعودية ترفض حبل الإنقاذ في الدقائق الأخيرة من خفض التصعيد

انقلبت السعودية بشكل تام على التفاهمات الأولية التي كان تم الاتفاق عليها مع صنعاء، رغم قرب انقضاء الدقائق الأخيرة من الوقت الإضافي لمرحلة خفض التصعيد.

السعودية عبر إعلامها الذي لا يمكن أن يعبر عن وجهة نظر غير رسمية، اعتبرت أن الرحلات الأسبوعية الثلاث التي يسيرها مطار صنعاء نحو وجهة واحدة لا يسمح بغيرها، وخفض القيود عن ميناء الحديدة، يعد تنازلات كافية، بينما بقية المطالب التي طرحتها صنعاء بما في ذلك صرف رواتب الموظفين من عائدات النفط، هي مطالب ابتزاز.

وأعادت صحيفة الشرق الأوسط تقديم السعودية كوسيط، واعتبرت أن التهديدات ستقوض هذه الوساطة التي تقودها الرياض برفقة مسقط.

هذا التغير الواضح في الموقف السعودية لهجة الانقلاب على التفاهمات، يعكس الرؤية الأمريكية الرافضة للسلام في اليمن والتي سبق أن كشفتها وثيقة البنتاغون السرية، وتصريحات المبعوث الأمريكي ثيموتي ليندركينغ المتكررة برفض صرف رواتب الموظفين واعتبارها قضية “معقدة” ومطالب “مستحيلة ومتطرفة.

لقد هرع الدبلوماسيون الأمريكيون في أبريل الماضي إلى الرياض عقب وصول وفد سعودي إلى صنعاء، وأعلنوا دعمهم لاستمرار الحرب وفقا لمجلة ذا انترسبت، كما أن صرف مرتبات الموظفين كانت قضية شائكة ليس فقط للسعودية وإنما للولايات المتحدة كما تؤكد المجلة.

وجاء هذا الخطاب السعودي بالتزامن مع زيارة ليندركينغ إلى الرياض والتي كانت عقب تحذيرات قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي للرياض من استمرار المماطلة وتأكيده أن صنعاء لن تسكت على هذا الوضع. وكما يبدو فإن ليندركينغ نقل تطمينات للسعودية حتى لا تذهب نحو التسليم باستحقاقات اليمنيين، وهو ما بدا في تصريحاته الإعلامية بالحديث عن تهديدات الحوثي.

ويرفض ليندركينغ الحوار بين صنعاء والرياض لا سيما في قضية المرتبات، مقدما رؤية أن تكون هذه القضايا ضمن حوار يمني يمني، بعد أن تكون السعودية قد حيدت نفسها من تبعات الحرب، وبينما تتفاقم معاناة المواطنين، تطرح رؤية ليندركينغ مقايضة للملف الإنساني بالملف العسكري.

ومما يؤكد رضوخ الرياض لضغوط واشنطن ما نقلته صحيفة الشرق الأوسط عن الدكتور هشام الغنام المشرف العام على مركز البحوث الأمنية في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، أن المشكلة الفعلية تكمن في رفض صنعاء الدخول في حوار مع الحكومة الموالية للتحالف، وأن السعودية في ذلك تدعم جهود لينديركينغ، وتتفق معه على أن عائدات النفط يجب أن تعود لليمنيين عبر صيغة متفق عليها بينهم.. فهل ستكون السعودية قادرة على تحمل تبعات عودة التصعيد، ليس هناك احتمال، وتلك مسؤوليتها كما قال قائد الثورة.