بدأت القوات الأمريكية، أمس السبت، إعادة تموضع جديد في باب المندب، قبالة الساحل الغربي لليمن. وأفادت مصادر باستخبارات طارق صالح بأن القوات الامريكية أبلغت بانتشارها قرب جزيرة ميون، مشيرة إلى نشر مجموعات على متن زوارق صغيرة تقوم حاليا بدوريات على طول المنطقة.
وجاءت إعادة التموضع الأمريكي الجديد عشية تداول ناشطين معلومات عن تعرّض سفينة تقلّ نحو 40 جنديًا من مشاة البحرية للاستهداف. هذه التطورات تأتي عقب أيام على إعلان الأسطول الأمريكي الخامس والذي يتخذ من البحرين مقرًا له نشر مزيد من التعزيزات في البحر الأحمر وبما قوامه 3 ألف جندي معززين بسفينتين برمائية وهجومية.
وفي السياق ذاته، كشفت مصادر دبلوماسية رفيعة كواليس القرار الأمريكي بتعزيز انتشاره في البحر الأحمر الذي يعّد أهم ممر بحري للنفط السعودي إلى الأسواق الأسيوية وتحديدًا الصين. وأفادت المصادر بأن الخطوة الامريكية تهدف لتقييد أي ردّة فعل سعودية على الاتفاق الأخير بين واشنطن وطهران والذي قضى بتبادل السجناء والإفراج عن قرابة 10 مليارات دولار من أموال إيران المجمدة.
وأوضحت المصادر بأن الأمريكيين كانوا يتوقعون خطوة سعودية باتجاه تمكين الصين في باب المندب فقرروا الانتشار في البحر الأحمر كرسالة للرياض من مغّبة أي تمرّد على البيت الأبيض. وكان الخبير السعودي، سليمان العقيلي، أكد في تغريدة سابقة بأن الانتشار الأمريكي يحمل رسالة للخليجيين أكثر منه إلى إيران، ملّمِحًا إلى التوّسُع الأخير للعلاقات بين السعودية والصين والذي أفضى إلى تقارب مع إيران.
وتشهد العلاقات الامريكية – السعودية أزمة منذ صعود بايدن إلى سدّة الحكم في الولايات المتحدة واعتماده سياسات مهينة تجاه الاسرة الحاكمة في السعودية أبرزها الوعيد بعزل ولي العهد محمد بن سلمان وملاحقة قيادات أخرى بجرائم حقوق الانسان ومقتل الصحفي المعارض جمال خاشقجي.
صنعاء: القوات البحرية تمتلك الامكانيات الكافية للتعامل مع التواجد الأمريكي
على ذات السساق، أكد مجلس الوزراء اليمني، أن القوات البحرية جاهزة للتعامل مع التواجد الأمريكي في السواحل والمياه الإقليمية للجمهورية اليمنية، معتبرا ذلك التواجد “يمس بالسيادة اليمنية وينافي القوانين والأعراف الدولية”.
واعتبر مجلس الوزراء “تواجد القوات الأمريكية في السواحل والمياه الإقليمية للجمهورية اليمنية وبعض القواعد العسكرية، عملا عدائيا سيكون له آثاره الكارثية على المنطقة والعالم”، مشيرا إلى أن”هذا التواجد هو تحصيل حاصل لعدوان وحصار الولايات المتحدة الأمريكية على الشعب اليمن منذ مارس 2015م وحتى اللحظة”.
وقال إن “الذرائع التي يروج لها الأمريكان حول تواجدهم في هذه المنطقة الاستراتيجية محض كذب وتدليس على الرأي العام العالمي”، مجددا التأكيد أن صنعاء تمتلك “الامكانيات الكافية لتأمين الملاحة البحرية عبر باب المندب وكذا في سواحله وجزره ومياهه الإقليمية والتعامل الحاسم في مواجهة الإرهاب والإرهابيين”.
وحذر اليمنيون في مسيرة ذكرى الإمام زيد القوات الأمريكية والقوات الأجنبية الموجودة في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن والبحر العربي قائلين: لا تلعبوا بالنار، وإياكم والاقتراب من مياهنا الإقليمية، أو الاستمرار في احتلالكم لجزرنا؛ لأننا سنجعلكم تدفعون الثمن غاليًا، بإذن الله المهيمن العزيز الجبار المتكبر”.