تسلمت السعودية، اليوم الأربعاء، مدينة عدن، المعقل الأبرز للانتقالي الموالي للإمارات رسميا. ووصل وفد عسكري سعودي رفيع المستوى في وقت سابق اليوم إلى المدينة، حيث التقى بعيدروس الزبيدي، رئيس الانتقالي. وخلال اللقاء تعهد الزبيدي بعدم الخروج عن مسار التحالف.
في السياق، كشفت مصادر في الانتقالي كواليس نقاشات الزبيدي والوفد السعودي مشيرة إلى أنها تركزت حول مهام تفكيك فصائل الانتقالي وبدء إخراجها من مدينة عدن. وأشارت المصادر إلى أن الوفد السعودي تسلم من الزبيدي قائمة بأسماء الفصائل المتمردة والتي ترفض التجاوب مع ما تعرف بـ”لجنة الهيكلة للقوات الجنوبية ” متوقعة توجيه السعودية تحذيرات او ضربات لتلك المعسكرات.
وجاء تسليم عدن بعد يوم على إعلان السعودية وديعة لمركزي عدن بخصم 70%. ومن ضمن شروط الوديعة، وفق تقارير إعلامية، تسليم عدن وإخراج فصائل الانتقالي إضافة إلى توريد العائدات إلى البنك المركزي.
بدء عودة سلطات الرئاسي إلى عدن
على ذات السياق، بدأت قيادات في سلطة الرئاسي، العودة إلى عدن، المعقل الأبرز للانتقالي جنوبي اليمن. يأتي ذلك بعد أسابيع على طردها من المدينة وسط تصعيد الانتقالي للمطالبة بإقالتها.
ووصل في وقت سابق وزير الدفاع في حكومة المرتزقة قادما من تركيا. وعودة محسن الداعري ضمن ترتيبات واسعة لعودة حكومة معين والمحافظين إلى المدينة التي شهدت خلال الأسابيع الماضية موجة غضب بفعل انهيار الخدمات والعملة.
وأظهرت وثيقة رسمية توجيهات لرشاد العليمي، رئيس المجلس الرئاسي الموالي للتحالف جنوب اليمن، تقضي بسرعة عودة أعضاء الحكومة والمحافظين إلى عدن خلال مده تنتهي في السادس من الشهر الجاري. وتقضي التوجيهات أيضا بمنع المحافظين الصرف من الإيرادات في رسالة غير مباشرة لمحافظ الانتقالي في عدن والذي ظل يرفض توريد العائدات للبنك المركزي
وتمهد هذه التحركات لعودة المرتزق العليمي إلى عدن، وفق مصادر حكومية تابعة للمرتزقة. كما تأتي في وقت تسلمت فيه القوات السعودية ملف تأمين المدينة رسميا وسط ترتيبات لإخراج ما تبقى من فصائل الانتقالي هناك.
وتعد الترتيبات الحالية ضربة موجعة للانتقالي الذي صعد مؤخرا من سقف مطالبه مشترطا اقالة حكومة معين كأقل تقدير. وتزامن هذه الترتيبات مع إعلان الوديعة السعودية مؤشر على رضوخ الانتقالي للضغوط والتي كادت تعصف بمستقبله مع انهيار الوضع كليا في عدن جراء استراتيجية العقاب الجماعي التي تمارسها السعودية ضده.