في ظل دعم أمريكا وكيان الإحتلال الإسرائيلي وأدواتهما (السعودية والإمارات) بهدف تنفيذ أجنداتهم جميعا.. وأيضا بهدف تمزيق النسيج الإجتماعي وتحويل محافظة تعز إلى بؤرة صراعات، ومن محافظة مسالمة إلى “قندهار” أخرى وإلى محافظة تعبث بداخلها الفوضى.. في ظل كل ذلك تعيش مديريات محافظة تعز والساحل الغربي الواقعة تحت سيطرة دول العدوان السعودي – الإماراتي إنتشارا للجرائم والفوضى الأمنية وتصاعدا لحدة جرائم الإغتيالات والتصفيات – بحسب تقارير حقوقية وإعلامية.
وتُقيد معظم تلك الجرائم ضد مجهولين وسط غياب أي دور للجهات الأمنية او الحقوقية في وقف نزيف الدماء وضبط الجناة، وسط تأكيدات ضلوع مليشيات “الإخوان” و”طارق عفاش” وراء هذه الجرائم والأخير تعد مليشياته من المتهمين الرئيسيين في تنفيذ جرائم الإغتيالات الأخيرة، المتزايدة في “المخا” و “الخوخة” و “باب المندب”، وعدد من مديريات محافظة تعز الواقعة تحت سيطرة تحالف العدوان.
وفي إطار الجرائم التي يرتكبها “طارق عفاش” وشقيقه “عمار عفاش” ومليشياتهما.. كشفت إحدى المنظمات العاملة في مجال حقوق الإنسان عن وجود سجون سرية تابعة للفصائل الإماراتية في المديريات الساحلية يديرها “عمار محمد عبدالله صالح عفاش” ابن أخ الرئيس الأسبق “علي عبدالله صالح عفاش” و شقيق “طارق محمد عبدالله صالح عفاش”.
وقالت منظمة “سام” للحقوق والحريات، إن الفصائل الإماراتية المليشاوية تمتلك عددا من السجون السرية التي وصفتها بالغير قانونية في المديريات الساحلية بينها “400” سجن وزنزانة تقع داخل ما يسمى معسكر “أبو موسى الاشعري” في منطقة “منتفة” بمديرية “الخوخة”. وأضافت أن هذه السجون تخضع بشكل مباشر ل”عمار عفاش”. كما ذكرت المنظمة أن المعتقلين يتعرضون للتعذيب الجسدي في هذه “الزنازين” ويتم منع أي زيارات لهم كما يجري تعذيبهم قي كل زنزانة.
وكانت تقارير صحافية عدة قد ذكرت أن المئات من أبناء تهامة وتعز قد تم اعتقالهم والزج بهم في سجون سرية لممارسة أبشع أنواع التعذيب والانتهاكات ضدهم، في سجون تحت إدارة وتوجيه وإشراف مباشر من “عمار عفاش” الذي عاد لممارسة مهامه ومساندة شقيقه “طارق عفاش” عضو ما يسمى بمجلس القيادة الرئاسي الذي يشرعن لجرائمهم.
وبحسب شهود عيان: “لا يمكن زيارة أي سجين إلا بتنسيق مع محافظ الحديدة المعين من دول العدوان، أو أحد المقربين من “طارق وعمار” حتي يسمح بالزيارة لأقارب المعتقلين بالشهر مرة واحدة، وان معظم المعتقلين لم يعلن عن هوياتهم، فيما قال شهود خرجوا من تلك السجون: ان السجن يتكون من عدد من الغرف “عنابر”، كل غرفة بها أكثر من ٢٠ معتقلا، وأن المعتقلين يتعرضون للتعذيب، منها ربط اليدين لأيام حتى يعترفون بالتهم التي ينسبونها لهم، ولا يحظون بأي رعاية صحية.
وضمن جرائم الإختطاف والإعتقال المعلنة ما كشف عنه ما يسمى بالمستشار الإعلامي السابق لسفارة حكومة المرتزق معين الموالية للرياض والتابعة لها، الصحافي “أنيس منصور” الذي تحدث عن إطلاق سراح شقيقه “صبري” بعد 3 شهور من الإعتقال التعسفي في السجون الإماراتية بمديرية الخوخة..وغرد “أنيس منصور” على منصة “تويتر” قائلاً: “هذا اخي صبري منصور أطلق سراحه بوساطة قبلية وسياسية وإعلامية من سجون الضغاطة حق طارق عفاش في الخوخة”. ولفت “أنيس منصور” إلى أن شقيقه اعتقل منذ 3 اشهر دون اي تهمه سوى انه شقيقه.
وبحسب تقارير محلية وخارجية مؤكدة: تتزايد جرائم مليشيات “طارق عفاش” وشقيقه “عمار” في الساحل الغربي وفي مديريات تعز الواقعة تحت سيطرة دول العدوان، ومؤخرا أقدمت مليشيات ما يسمى بالعمالقة المدعومة اماراتيا على ارتكاب جريمة بشعة بحق مختل عقليا بعد اختطافه وتعذيبه حتى فارق الحياة.
وقالت مصادر محلية أن المختل عقليا “عبد الرحمن عبد الكريم امين ثابت” من أبناء مديرية مقبنة ضل طريقة ووصل إلى قرب مواقع تمركز مليشيات العمالقة المدعومة اماراتيا بمديرية مقبنة غربي مدينة تعز فقامت باختطافه، وأضافت المصادر أنه تم تعذيب المختل عقليا من قبل مليشيات العمالقة تعذيبا وحشيا حتى فارق الحياة وقاموا بنقل جثته ورمي به في إحدى مستشفيات مدينة الخوخة الساحلية الخاضعة لسيطرة مليشيات “طارق عفاش”.
وتأتي هذه الجريمة التي وصفت بالبشعة في سياق جرائم مماثلة ومتنوعة بحق الأبرياء من المواطنين من أبناء محافظة تعز ترتكبها المليشيات الموالية لتحالف العدوان في مناطق تمركزها في مديرية مقبنة والمناطق الساحلية بمحافظة تعز. وكنماذج من جرائم الإعتقال ما كشفته مصادر محلية عن استمرار مليشيات “طارق عفاش” المدعوم اماراتيا، باعتقال مواطن منذ 9 أشهر دون إحالته إلى القضاء.
وقالت المصادر إن مليشيات “طارق عفاش” في مديرية المخا ، تمارس بحق المواطن “صديق علي قائد المجشع”، صنوفاً من التعذيب على خلفية مواقفه المناهضة لعائلة “صالح عفاش” في ثورة فبراير 2011م كما أفاد في رسالة كتبها بدمه. مشيرة إلى رفض “طارق” لقاء 20 شيخاً وشخصية اجتماعية من مديريتي المخا وموزع تطالبه بالإفراج عن “صديق المجشع” أو إحالته إلى القضاء.
وعقب نزع صور “طارق عفاش” من مهرجان تعز الثقافي الذي أقيم الشهر الماضي في ميدان الشهداء بمدينة تعز.. توعد إعلاميون ومقربون تابعون ل”طارق عفاش” بالرد على ذلك والإنتقام من جماعة الإخوان الذين اتهموهم بالوقوف وراء نزع الصور وإثارة الفوضى، ولم يمض على حادثة نزع الصور بضعة أيام حتى تم إغتيال القيادي الإخواني الشيخ “علي الحيسي” في مدينة المخا وقال قياديون في جماعة الإخوان أن “طارق عفاش” هو المتهم الأول باغتيال “علي الحيسي” وتوعدوا بالرد، فيما – كالمعتاد – لم يتم كشف النقاب أو إلقاء القبض عن منفذي جريمة اغتيال “الحيسي” كما هو حال جرائم الإغتيالات السابقة التي لم يتم كشف النقاب عن منفذيها.
وبحسب حقوقيين: تستمر جرائم الإغتيالات والإختطافات والسجن والتغذيب التي ينفذها “طارق عفاش” بمساندة شقيقه “عمار عفاش” رئيس الأمن القومي في عهد عمهما “علي عبدالله صالح عفاش”، ومؤخرا اتهمت قيادات إخوانية وصول تلك الجرائم الى مستوى اغتيال مسؤولين أممين.
حيث اتهم قيادي إخواني خلايا عمار عفاش بتنفيذ جريمة إغتيال مسؤول أممي بتعز. وقال القيادي الجنوبي “عادل الحسني” أن الإمارات وخلايا عمار عفاش يقفون خلف جريمة إغتيال رئيس فريق برنامج الغذاء العالمي” مؤيد حميدي ” بتعز. وأشار “الحسني” في تغريدة على ” تويتر ” أن هناك خلايا إغتيالات تتبع “عمار عفاش” تتواجد في محافظة تعز لزعزعة الأمن والاستقرار.
وأضاف: “إن مهمة خلايا من وصفه بالخائن “عمار عفاش” هي مقدمة لاجتياح مليشيات من وصفه أيظا بالخائن “طارق عفاش” إلى تعز بذريعة مكافحة الإرهاب. وأوضح الحسني أن خلايا الإغتيالات في تعز يديرها “طحنون بن زايد” و “عمار عفاش”.
وفي صورة أخرى من صور الجرائم التي ترتكبها مليشيات “طارق عفاش” بحق الأبرياء هو ما كشفته تقارير شرطة السير الموالية لدول تحالف العدوان ذاتها والتي ذكرت في إحصائيتها السنوية إن عدد المواطنين الذين تم دهسهم في حوادث مرورية من قبل أطقم مسلحة تتبع “طارق عفاش” خلال النصف الأول من العام الجاري 2023م بلغ عددهم 28 مواطنا ضحية لحوادث الدهس لتلك الأطقم منهم 12 حالة وفاة معظمهم من الأطفال والنساء ورغم تسجيل ارقام لوحات بعض تلك السيارات “الأطقم” وكذا رغم شهادات سكان محليين بارتكاب مسلحين ينتمون لما يسمى المقاومة التي يقودها “طارق”.. رغم ذلك الا انه لم يتم ضبط اي من الجناة المرتكبين لتلك الحوادث – بحسب الإحصائيات- وهو الأمر الذي يعتبره مراقبون بأنه يزيد من أعداد جرائم مليشيات “طارق عفاش” في المخا والمناطق التي يسيطر عليها تحالف دول العدوان.
وبحسب ناشطين: ثمة جرائم تضاف إلى جرائم الفصائل المليشاوية المسلحة التابعة ل”طارق عفاش” في مناطق الساحل الغربي ومحافظة تعز تتم بحق المواطنين الأبرياء في الساحل التهامي. حيث بث ناشطون فيديوهات تحكي مشاهد للدمار الهائل الذي تعرض له الفقراء من أصحاب البسطات والصناديق والباعة المتجولين وكأنه طوفان من الإعصار حلت بهم اقتلعت ممتلكاتهم من جذورها فحولتها إلى أكوام من ركام شتى.
ويرى مراقبون أن الجرائم المتنوعة ل”طارق عفاش” وشقيقه “عمار” بحق المدنيين والأبرياء من أبناء تعز والساحل الغربي باتت في تزايد وتتعدد أصنافها وأشكالها بدعم إماراتي، وصمت سعودي، بهدف تدمير محافظة تعز وتهامة وخلق الفوضى بين أبناء تلك المناطق حتى يتسنى لتحالف دول العدوان تنفيذ أجنداته الاستعمارية ومخططاته الخبيثة على اعتبار ان تعز والساحل الغربي هما بوابة المحافظات الجنوبية وأن استقرار تعز والساحل الغربي “تهامة” سيلغي مبرر بقاء دول تحالف العدوان، التي تعطي ل”طارق عفاش” وشقيقه “عمار” وكل أسرة “عفاش” مبررات لارتكاب جرائمهم وتمنحهم الضوء الأخضر للإنتقام من أبناء تعز و”تهامة” وكل من عارض حكم “عفاش” بالسابق.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رفيق علي الحمودي