هؤلاء هم اليمنيون مُنذ بزوغ نور الإسلام يفنون حياتهم في مناصرة الله ودينه الحنيف وقرآنه الكريم ونبيه العربي الأمي الآمين محمد “عليه الصلاة والسلام” وآل بيته الكرام “عليهم السلام” وأصحابه الابرار ومقدساته الشريفة في بقاع الأرض.
عصر أمس الجمعة العاشر من شهر محرم “يوم عاشوراء”، الموافق 28 يونيو 2023، خرج ملايين اليمنيون، في أكثر من مائة مسيرة جماهيرية كبرى تحت شعار “هيهات منا الذلة”، تنديداً بالإساءة للقرآن الكريم وأحياءً ل “يوم عاشوراء” وذكرى استشهاد سيد الشهداء حفيد وسبط رسول الله (ص) الامام الحسين (عليه السلام) على يد طاغية بني أمية، يزيد بن معاوية في معركة غير متكافئة، وهو اليوم الذي نجا الله نبيه موسى (عليه السلام) من ظلم وبطش الطاغية فرعون.
وأكدت حشود المسيرات الجماهيرية الكبرى في امانه العاصمة والمحافظات اليمنية، أن إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام هو تجسيد ولائهم في المضي على منهجه في نصرة الحق والمستضعفين والتحلي بشجاعته في مقارعه الطغاة والظالمين.
وأشارت بيانات المسيرات اليمانية الحسينية، إلى إن إحياء الذكرى تعبر عن حُبّ وولاء أبناء اليمن لسيد الشهداء الذي قال فيه رسول الله (ص): “حسينٌ مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينًا، حسينٌ سبطٌ من الأسباط”، وتأكيدا لمواقفهم المبدئية لمقارعة الظلم والظالمين في كل زمان ومكان، ودانت بشدة الإساءات المتكررة للقرآن الكريم في دول الغرب بتوجيهات صهيونية.
دروس الحسين
وأشار قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي الى أن الإمام الحسين عليه السلام قدم في معركة كربلاء أعظم الدروس للأمة على امتداد تاريخها إلى يوم الدين في مواجهه الطغيان الأموي.
وقال السيد الحوثي في كلمة القاها بذكرى “عاشوراء” أمس الجمعة، وفقا لموقع وكالة الانباء اليمنية (سبأ):” أن إحياء هذا الذكرى والحديث عن نهضة سبط رسول الله (ص) واستشهاده وواقعة كربلاء يدل على الأثر الكبير والعميق والممتد لنهضته ولشهادته”.
وأضاف: ” إن إحياء هذه الذكرى يدل أيضا على صدمة الفاجعة الكبرى التي ظلت تهز الضمائر الحية لأبناء الأمة الإسلامية عبر الأجيال لما تحمله من دروس وعبر نحن في أمس الحاجة لها لمواجهه التحديات الراهنة”.. داعيا المسلمين لاتخاذ موقف حازم تجاه من يحرقون للقرآن الكريم.
ويحيي اليمنيون ذكرى عاشوراء، استذكارا لمأساة الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته على أيدي طغاة بني أمية ومجرميهم وتأكيد مضيهم ضد طغاة العصر وقوى الاستكبار العالمي.
مثلي لا يبايع يزيد
مات معاوية بن أبي سفيان في النصف من شهر رجب سنة 59 أو 60 من الهجرة، واستولى ابنه يزيد على مسند الخلافة، وادّعى أنه خليفة رسول الله (ص).
فاستنكف المسلمون أن يدخلوا تحت طاعة رجل لا يؤمن بالله ولا بالرسول، ويحمل عقيدة الإلحاد والزندقة، كما صرّح بذلك يوم قال: لَعِبَتْ هاشمُ بالملك فلا خَبَر جاء ولا وحي نزلْ.
ثم أن يزيد كَتب كتاباً إلى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان والي المدينة يُخبره بموت معاوية، ويأمره بأخذ البيعة من أهل المدينة عامّة ومن الحسين بن علي عليه السلام خاصّة.
فأرسل الوليد إلى الإمام الحسين عليه السلام وقرأ عليه كتاب يزيد. فقال الحسين: أيها الوليد إنّك تعلم انا أهلُ بيتٍ بنا فَتَح الله وبنا يَختم، ومِثْلي لا يبايع يزيد ،شارب الخمور وراكب الفجور وقاتل النفس المحرمه.
قصة استشهاده
بعد ان رأى الامام الحسين (عليه السلام)، انحراف الخلافة لدى بني امية عن قواعد تعاليم الاسلام، تجلت اهداف ثورته الحسينية “ثورة الطف” فلم يكن أمامه سوى الخروج مخاطبا اهل بيته وانصاره قائلاً: “أيها الناس إني سمعت جدي رسول الله (ص) يقول: “من رأى منكُم سُلطاناً جائِراً مُستحلاً لحُرم الله، ناكثاً بعَهدِه، وفي رواية بيعته، مُخالِفاً لسنّةِ رسولِ الله، يَعملُ في عبادِه بالإثمِ والعدوانِ، فلم يُغِرْ، وفي رواية فلم يُغيّر ما عليهِ بقولٍ ولا بفعلٍ، كان حَقّاً على الله أن يُدخِله مَدخلَه”.
وقال أيضاً: “ألا ترون أن الحق لا يُعمل به، وأن الباطل لا يُتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله محقًا، فإني لا أرى الموت إلا سعادة، ولا الحياة مع الظالمين إلا بَرَما”.
ويوم العاشر من محرم “يوم عاشوراء” تقدمت جحافل قوة عسكرية أمويه ضخمة من الكوفه في العراق تقدر بعشرات الالاف مقاتل باتجاه كربلاء لمواجه ثورة الحُسين عليه السلام لرفض مبايعة طاغية بني امية يزيد بن معاوية ومعه أكثر من سبعين فارساً من آل بيت وأصحابه.وأستشهد عليه السلام في العاشر من شهر محرم يوم عاشوراء واهل بيته واصحابه في السنة 61 للهجره، في معركة غير متكافئة عدديا وأخلاقيا وعسكريا.
عن عاشوراء وثوره الامام الحسين
– ثورة الإمام الحسين عليه السلام، ثورة انسانية كبرى، حدثت في عصر معين، لكن إشعاعاتها وقيمها ومثلها ومحتواها الإنساني الكبير يشع على كل أمم الأرض ما دام الظلم والاضطهاد قائمين في هذا العالم.
– عاشوراء ليست ذكرى عابرة بل هي مستقبلٌ مشرقٌ، وأي شعب يستلهم قوته من روح التصدي والتحدي وبسالة المقاومة والمناصرة وشجاعة الجهاد والفداء لهو شعبٌ مكتوبٌ على جبينه الانتصار، وما نراه اليوم في اليمن من صمود واستبسال في وجه يزيدية العصر خيرُ شاهد.
– الحسين عليه السلام كجسد استشهد قبل 1384 سنة، لكن كقضية ومبدأ ورسالة موجودٌ مخلّد، وثورته هي ثورة الإنسان الباحث عن النور والحرية والعدالة.
– الحسين ابن علي عليه السلام ليس شخصاً بل هـو مـشـروع وليس فرداً بل هو منـهـج الأمام الحسين عليه السلام ليس لدين معين او مذهب الحسين ثورة ضد الظلم والفساد.
– استشهد الحُسين ليعيش المبدأ اليوم ويصبح الحُسين أُمة عاشوراء كملحمة انسانية ودرس لكل من يسعى للحرية والعدالة وعدم الرضوخ للباطل.
– لا يمكن ان يختزل تاريخ الحسين ابن علي عليهما السلام، بكلمات او شعائر.. الحسين بحر من بحار الدنيا واعمدتها الراسخة حتى القيامة.
– لم يكن خروج الحسين ولا قتاله ولا شهادته طلبا للحكم ولم تكن مقاومته ونضاله وإصراره طلبا لنفوذ وسلطان كان العطاء الاستشهادي للحسين نموذجا للارتكاز على الحق والاستناد إلى العدل ونموذجا للامة للوقوف ضد الظلم.
– يقام عزاؤه في كل بقاع الأرض إلى يومنا هذا فأي ملك وحاكم أعظم منك يا حسين.. فالموت في عز خير من الحياة في ذل.
– عاشوراء يوم انتصار الدم على السيف.
– كانت معركة استشهاده الغير متكافئة، معركة وجود وإصلاح دين بأكمله.
ـ حينما قدم الرسول (ص) الى المدينة ، وجد يهود المدينة يصومون يوم عاشوراء ، وهو العاشر من شهر محرم ؛ فسألهم عن ذلك ، فقالوا ـ على ما في الصحيحين ـ وغيرهما : “هذا يوم عظيم ، أنجى الله فيه موسى وقومه ، وغرق فرعون وقومه”.
فقال (ص) :” فأنا أولى بموسى ، وأحق بصيامه منكم ، فصامه رسول الله (ص) ، وأمر بصيامه”.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صادق سريع