رفضت الإمارات، الثلاثاء، مساعي سعودية لفصل محافظة حضرموت، الثرية بالنفط شرقي اليمن. ونشر ضاحي خلفان، نائب مدير أمن شرطة دبي وأبرز منظري السياسية الخارجية لأبوظبي، ما وصفت بروية إماراتية جديدة لتلافي تداعيات الصراع على الهلال النفطي لليمن.
وابدى خلفان الذي تدعم بلاده المليشيات الانفصالية جنوب اليمن بقيادة الانتقالي، استعداد بلاده للاتفاق على خطة جديدة لتقسيم اليمن وبما يبقيه موحدا. وأشار خلفان إلى أن اليمن لن يعيش إلا بما وصفها رئتين شمالية وجنوبية متعاونتين في إشارة إلى دولة من اقليمين.
وجاءت تغريده خلفان عشية استدعاء السعودية لمكونات حضرمية موالية لها إلى الرياض ضمن ترتيبات لتسريع إعلان حضرموت “اقليما”.
ويعكس العرض الإماراتي الجديد مخاوف أبو ظبي من خسارة نفوذها في محافظات تشكل الهلال النفطي لليمن وتتمتع بموقع استراتيجي على بحري العرب وخليج عدن والمحيط الهندي لاسيما وان الإقليم المرتقب والذي تسعى السعودية لإبقائه تحت وصايتها يشمل أيضا محافظات كالمهرة وشبوة وحتى سقطرى التي استثمرت فيها الإمارات كثيرا وتسعى لتحويلها كإمارة ثامنة.
وكانت حضرموت شهدت خلال الفترة الماضية صراع كبير بالوكالة بين الرياض وأبوظبي توج بحسمه من قبل السعودية مع إعلان مجلس حضرموت الوطني كممثل خاص للمحافظة النفطية ما قطع الطريق على الانتقالي الموالي لابوظبي والذي كان يطمح للحصول على موطئ قدم.
بريطانيا تتسلم ملف انفصال حضرموت
بدورها تسلمت بريطانيا، اليوم الأربعاء، ملف انفصال حضرموت، الثرية بالنفط شرقي اليمن، رسميا ما يوسع حدة الصراع الدولي على المحافظة وعقد القائم بأعمال السفير البريطاني لدى اليمن تشارلز هاربر وقائد الفريق السياسي بالسفارة البريطانية بيتر دالبي لقاء بممثلي المجلس الوطني الحضرمي فقط بعد يوم على وصول الفريق إلى الرياض بناء على استدعاء سعودي. وتطرق اللقاء، وفق بيان الهيئة التأسيسية للمجلس، الجهود المبذولة لتحقيق السلام الشامل.
ويعد اللقاء الثاني لقيادات المجلس بدبلوماسيين غربيين منذ تشكليه من قبل السعودية قبل اشهر، حيث سبق للسعودية وان نظمت لقاء لقيادات المجلس بسفراء الاتحاد الأوروبي ضمن استراتيجية شرعنة المكون الجديد الذي تدفع الرياض بقوة لتمثيله حضرموت.
وخلافا للقاء بالأوروبيين يأتي لقاء الدبلوماسيين البريطانيين وممثلي حضرموت عشية ترتيبات لإعلان إقليم حضرموت وهو ما يشير إلى محاولة السعودية إدارة الملف عبر بريطانيا التي تحمل القلم اليمني في مجلس الامن خشية ردة فعل دولية وإقليمية على مساعي تفتيت اليمن.
كما من شان تسلم بريطانيا التي أعلنت دعم المجلس الحضرمي عقب تشكيله قطع الطريق على المجلس الانتقالي الموالي للإمارات والذي كان يعول على بريطانيا لتحقيق مساعيه ضم حضرموت إلى سلطته في عدن بحكم العلاقات التي كانت تربط قيادات جنوبية بالاحتلال البريطاني سابقا.