يواصلُ السفير الأمريكي لدى المرتزِقة تحَرّكاته العدوانية الرامية لتصعيد إجراءات الحرب الاقتصادية على الشعب اليمني، مؤكّـداً بشكل مُستمرّ على موقف بلاده المعرقل لجهود السلام الفعلي؛ الأمر الذي يشكل دليلًا ثابتًا على إصرار الولايات المتحدة الأمريكية على مواصلة العدوان والحصار؛ وهو ما يدفع مجدّدًا خيار “انتزاع الحقوق” بالقوة إلى واجهة المشهد كحل وحيد.
في لقاء جديد جمعه هذا الأسبوع مع المرتزِق رشاد العليمي، رئيس ما يسمى “المجلس الرئاسي” الذي شكلته السعوديّة، جدد السفير الأمريكي، ستيفن فاجن، حديثه عَمَّا أسماه بـ”جهود التغلب على التحديات الاقتصادية”؛ وهو ما يمثل مؤشِّراً على استمرار المساعي الأمريكية لتصعيد إجراءات الحرب الاقتصادية ضد الشعب اليمني، حَيثُ تعمد الولايات المتحدة دائماً لاستخدام هذا العنوان كغطاء لتمرير خطوات عدوانية تضاعف معاناة المواطنين، خلفَ واجهة حكومة المرتزِقة، كما حدث عند سحب حقوق السحب الخَاصَّة في البنك الدولي، وقرارات رفع سعر الدولار الجمركي، والإقدام على أخذ قروض عالية الفائدة من السعوديّة.
ويحذر خبراء ومراقبون من إقدام حكومة المرتزِقة على طباعة كميات جديدة من الأوراق النقدية غير القانونية تحت العنوان نفسه “مواجهة التحديات الاقتصادية”؛ وهو الأمر الذي سيمثل تصعيدًا جديدًا.
وبحسب السفارة الأمريكية، فقد تحدث السفير فاجن أَيْـضاً عن دعم بلاده لما وصفه بـ”التهيئة لعملية سياسية يمنية يمنية”؛ وهو ما يؤكّـد مجدّدًا إصرار الولايات المتحدة الأمريكية على الدفع بالمرتزِقة كطرف رئيسي في عملية السلام؛ الأمر الذي يتيح لدول العدوان التنصل عن أية التزامات، وبالتالي إبقاء المجال مفتوحا أمام مواصلة استهداف الشعب اليمني.
وكان المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ قد أوضح، في وقت سابق، غايةَ الولايات المتحدة من الدفع بالمرتزِقة إلى واجهة المشهد التفاوضي، حَيثُ كشف أن واشنطن تضع التفاوض مع المرتزِقة شرطا لمعالجة ملف الموارد والمرتبات؛ وهو ما يعني أن البيت الأبيض يسعى بوضوح لمواصلة نهب الثروة الوطنية، عن طريق إلقاء مسؤولية التفاوض على عاتق حكومة المرتزِقة التي لا تملك أيَّ قرار، ولا تستطيع الالتزام بأي شيء.
هذا الإصرار المعلَن على المراوغة والتحايل على مطالب الشعب اليمني، يؤكّـد بدوره أن تحَرّكات السفير الأمريكي المكثّـفة وحديثه المتكرّر عن “مواجهة التحديات الاقتصادية” لا يأتي إلا في سياق استخدام الاقتصاد كورقة ابتزاز ومساومة؛ وهو ما يعني توجّـه واشنطن نحو المزيد من الخطوات التصعيدية في مسار الحرب الاقتصادية.
وكان السفير الأمريكي وصل قبل أَيَّـام على متن طائرة عسكرية مع وفد يرجح أن يضم ضباطًا أمريكيين إلى قصر معاشيق في محافظة عدن المحتلّة، وقام باستدعاء عدد من مسؤولي حكومة المرتزِقة وعلى رأسهم ما يسمى “مدير الأمن”، في خطوة اعتبرها عضو المكتب السياسي لأنصار الله، محمد البخيتي، “سلوكًا همجيًّا” و”استعراضًا للقوة”؛ مِن أجل قمع السخط الشعبي المتنامي ضد دول العدوان وحكومة المرتزِقة في المحافظات المحتلّة التي تشهد تدهورًا مُستمرًّا في الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.