سرعان ما كشفت الإدارة الأمريكية عن قلقها مما يحدث في الجنوب المحتل من تظاهرات واحتجاجات غضب تجتاح شتى المحافظات وتنادي برحيل «التحالف» من الأرض اليمنية، وهو ما جعل تلك الإدارة تتحدث عن صدع بين حليفتيها الرياض وأبوظبي ستعمل على رأبه من قصر معاشيق بعدن. حط السفير الأمريكي لدى حكومة الفنادق رحاله هذه المرة هناك ناصبا غرفة عمليات لإدارة الاحتلال ومصحوبا بسفينتين حربيتين إلى باب المندب.
مهمة جديدة للسفير الأمريكي لدى حكومة الفنادق ستيفن فاجن إلى عدن هذه المرة
مصادر مطلعة أكدت وصول فاغن، أمس ، على متن طائرة V-22 Osprey العسكرية الأمريكية إلى عدن بشكل مفاجئ ومربك حتى لسلطات الارتزاق في المدينة المحتلة، وفي ظل غياب رئاسي وحكومة الاحتلال عن قصر معاشيق الذي يتخذان منه مقرا شكليا فيما فنادق الرياض هي المقر الرسمي.
وبحسب المصادر، فإن السفير الأمريكي لم يأت منفرداً، فقد رافقه عدد من القوات وضباط الاستخبارات الذين تم نقلهم عن طريق المروحية العسكرية من بارجة أمريكية يرجح أنها يو إس إس توماس هودنر المتواجدة في خليج عدن والتابعة للأسطول الأمريكي الخامس.
ووصل فاغن بمعية فريقه العسكري والدبلوماسي إلى معاشيق، في مهمة وصفها مراقبون بالانتهاك الصارخ للأعراف الدبلوماسية، حيث تأتي في وقت يغيب رئاسي الاحتلال رئيسا وأعضاء عن عاصمته المفترضة، وكذا غياب حكومة الفنادق رئاسة ووزراء، فضلا عن كونها تأتي تزامنا مع احتقان الشارع في كافة المحافظات المحتلة وخروجه في تظاهرات غاضبة تنادي برحيل تحالف الاحتلال ومرتزقته.
وقالت المصادر إن مهمة السفير الأمريكي في عدن تتمثل في تعزيز تواجد قوات بلاده في المدينة المحتلة ومحيطها بمبرر محاربة الإرهاب، مشيرة إلى أن فاغن وفريقه عقدوا لقاءات سرية لم يعلَن منها سوى لقاء مع المرتزق مطهر الشعيبي المعين من قبل الاحتلال مديرا لأمن عدن.
وبحسب وسائل إعلام المرتزقة فقد تم خلال اللقاء «مناقشة العديد من المواضيع والقضايا التي من شأنها أن تسهم في تعزيز جوانب الدعم في المجال الأمني والعمل على تعزيز مكافحة الإرهاب وانتشار المخدرات وتثبيت حالة الاستقرار الأمني بعدن»، وأن «السفير الأمريكي ستيفن فاجن أكد استمرار دعم بلاده لجهود الأجهزة الأمنية بعدن التي تعمل من أجل أمن واستقرار المواطن والوطن، معربا عن سعادته بهذا اللقاء المثمـر في وضــــع صـــــــــورة واضحة للوضع الأمني في عدن».
وعلى غير المعتاد، لم تنشر السفارة الأمريكية أي خبر عن «الزيارة»، خلافا للمهام السابقة لفاغن في حضرموت والمهرة وشبوة بينما نشرت وسائل إعلام محلية خبرا يشير إلى لقاء فاجن بالشعيبي دون أي مقدمات، الأمر الذي يشير إلى سرية المهمة الجديدة وخطورة توقيتها، إلا أن تسريب مقاطع فيديو وصور لوصول طائرة مروحية أمريكية إلى قصر معاشيق أجبر سلطات الارتزاق على نشر خبر بلقاء جمع السفير الأمريكي مع الشعيبي تم فيه مناقشة جوانب أمنية لم يتم الإفصاح عنها.
وتؤكد المصادر أن فاجن وصل برفقة 26 ضابطا يعتقد انتماؤهم إلى الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA ضمن مهام عمل تتعلق بتأمين نشر قوات أمريكية في خليج عدن، بالتزامن مع توجيه البنتاغون قوات من مشاة البحرية والسفن الحربية نحو باب المندب وخليج عدن.
وكان بيان صادر عن البنتاغون أكد في وقت سابق (الاثنين المنصرم) أن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أصدر توجيهات بنشر مدمرة صواريخ هجومية ومقاتلات إضافية بينها مقاتلات «إف 16» و«إف 35» في الشرق الأوسط. لم يتم تحديد الموقع ولكن يبدو أن هذه القوات الهجومية ستنتشر بالقرب من منطقة الخليج ومضيق هرمز وخليج عدن.
وبحسب المعهد البحري الأمريكي فإن إرسال السفينة الحربية البرمائية USS Bataan (LHD-5) وUSS Carter Hall (LSD-50) وعناصر من وحدة المشاة البحرية على متن السفينتين إلى القيادة المركزية الأمريكية يأتي بناءً على أوامر من وزير الدفاع لويد أوستن.
ويشير المعهد إلى أنه اعتبارا من صباح يوم الخميس الماضـــي، بالتزامن مع وصول السفير الأمريكي إلى عدن، عبرت مجموعة باتان البرمائية الجاهزة المكونة من ثلاث سفن شمال المحيط الأطلسي، وأنه تتبقى أيام لوصول «مجموعة باتان البرمائية» إلى جانب بارجة «يو إس إس كارتر هول» إلى قناة السويس والدخول إلى البحر الأحمر والقيادة المركزية الأمريكية في الخليج.
نصب غرفة عمليات في معاشيق
وباشر الفريق الأمريكي برئاسة فاجن، فور وصولهم إلى عدن، بنصب غرفة عمليات خاصة في مجمع معاشيق لتنفيذ مهمة خاصة، في ظل الاضطراب المتصاعد في المدينة المحتلة، جراء تنامي الاحتجاجات الشعبية على تدهور الأوضاع وتردي الخدمات وانهيار العملة وارتفاع الأسعار والتي تهتف برحيل الاحتلال السعودي الإماراتي.
وقالت مصادر مطلعة إن ضباط المخابرات الأمريكية الذين وصلوا بمعية السفير فاجن نصبوا محطة تجسس وغرفة عمليات في قصر معاشيق، في ظل قلق أمريكي متصاعد من تفكك تحالف الاحتلال السعودي الإماراتي.
يأتي ذلك في ظل حديث عن خلافات حادة بين كل من الرياض وأبوظبي استحضرت مجلة وول ستريت جورنال الأسبوع الماضي عددا من ملفات الخلاف التي وسعت رقعة الصراع بين الرياض وأبوظبي أبرزها تضارب الأجندة في اليمن وكذا إجبار السعودية الشركات العالمية على نقل مقراتها من دبي، إضافة إلى مساعي الرياض للاستحواذ على قطاع الطيران في المنطقة ناهيك عن الخلاف داخل أوبك.
وبحسب المصادر فإن نصب غرفة عمليات أمريكية داخل قصر معاشيق في عدن المحتلة يعبر عن نية الولايات المتحدة إدارة الاحتلال بنفسها وإطالة أمده، وللتعامل مع أي تظاهرات شعبية تنادي برحيله.