أثارت حادثة عزف النشيد الوطني لكيان الاحتلال على هامش بطولة العالم لكرة القدم الإلكترونية، المقامة في السعودية، ردود واسعة ومنددة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرينها تطبيعا رسميا مع الاحتلال.
ونشر إعلاميون تابعون للكيان عبر وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر لقطات للاعبين صهاينة يرفعون علم الكيان وسط عزف موسيقى نشيدهم الوطني، وهو ما أثار موجة غضب واسعة لدى النشطاء العرب.
وعبر وسم #الشعب-يرفض-التطبيع_الرياضي، استنكر نشطاء عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية السماح لمنتخب الاحتلال بدخول وتدنيس أرض المملكة ومن ثم تعالي أصوات نشيده داخل بلاد الحرمين، ممتعضين وبشده من ظهور العلم السعودي الذي يحمل راية التوحيد إلى جانب علم الكيان في حدث رياضي على أرض الرياض، مؤكدين أن الشعب السعودي يرفض أشكال التطبيع كافة مع الاحتلال.
وذكر نشطاء بأن النخب السعودية التي كانت ترفض التطبيع مع الكيان وتجاهر برفضها وتستنكر الخطوات كافة التي تتخذها المملكة نحو ذلك، باتوا مغيبين في سجون النظام، مما هيأ الفرصة له لمواصلة مساعيه تجاه التقارب مع تل أبيب.
وصبوا جام غضبهم على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، كون ما تشهده المملكة من تدنيس بأعلام وحضور الإسرائيليين وأصوات أناشيدهم تحدث في عهده، وعدّوها وصمة عار على جبينه وخيانة لقضايا الأمة العربية والإسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وتفاعلا مع الأحداث، اعتذر إمام وخطيب جامع الملك عبدالعزيز بالدمام السابق عماد المبيض، للأقصى والفلسطينيين، مؤكدا أن شعب بلاد الحرمين يرفض كل أشكال التطبيع جملةً وتفصيلا، ولا يرضى دخول المحتلين إلى مهبط الوحي وأرض الرسالة.
وأعتبر هذا الهشتاج الذي صعّده أبناء الشعب السعودي بمثابة استفتاء صريح أظهر الموقف الشعبي الرافض لكل أشكال التطبيع، كما أنه رسالة شعبية أخرى برفض تورط النظام السعودي في التطبيع التدريجي.
وحذر مغردون ولي العهد محمد بن سلمان من ظنه بأن التطبيع سيمر مرور الكرام دون أي اعتراض، لأن الشعب السعودي سيلقنه درسا لن ينساه أبدا.
وكان منتخب الكيان قد وصل إلى السعودية التي لا تقيم علاقات دبلوماسية “رسمية” معه، في 7 يوليو 2023، عن طريق دولة الإمارات بجوازاتهم الإسرائيلية، بعد تنسيق مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، المسؤولة عن الحدث.