أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، اليوم الإثنين، أنّ الاتفاقات حول “صفقة الحبوب” منتهية بالفعل، وتم وقف تنفيذ الصفقة. وقال بيسكوف للصحافيين إنّ “اتفاقات البحر الأسود لم تعُد سارية، ابتداءً من اليوم. وكما قال الرئيس الروسي [فلاديمير بوتين]، في وقتٍ سابق، فإنّ الموعد النهائي، هو 17 تموز/يوليو”.
وأضاف: “مع الأسف، لم يتم الوفاء بالجزء المتعلق بروسيا، حتى الآن. لذلك، يتوقف عملها [صفقة الحبوب]”. وشدّد بيسكوف على أنه بمجرد الوفاء بالجزء الروسي من الاتفاقية، فإنّ روسيا “ستعود إلى العمل بهذه الصفقة على الفور”.
من جهتها، أكدت بعثة روسيا في الأمم المتحدة أنه “لا مزيد من المحادثات بشأن اتفاق حبوب البحر الأسود والقرار الروسي نهائي”.
بدوره، اعتبر البيت الأبيض أنّ تعليق روسيا للاتفاق “سيؤدي إلى تدهور الأمن الغذائي ويضر بالملايين”. وحثّ المتحدث باسم مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض، آدم هودج، في بيان، “حكومة روسيا على التراجع فوراً عن قرارها”.
من جانبها، وصفت رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي، أورسولا فون دير لاين، اليوم، قرار روسيا بتعليق اتفاق تصدير الحبوب في البحر الأسود بأنه “خطوة أنانية”. وأضافت في تغريدة عبر “تويتر” أنّ الاتحاد الأوروبي سيواصل العمل لضمان الأمن الغذائي للدول الفقيرة.
بدوره، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إنّ قرار موسكو “غير مبرر وهو بمثابة استخدام للغذاء سلاحاً في الصراع مع أوكرانيا”. أما أمين عام الأمم المتحدة، فأبدى “أسفه الشديد” لقرار روسيا إنهاء اتفاق حبوب البحر الأسود “بما في ذلك سحب الضمانات الأمنية للملاحة”.
وانتهى اليوم سريان اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود من دون أي تمديد، فيما تستمر الاتصالات الدولية للحصول على موافقة روسيا لتمديد الاتفاق، بينما حذرت واشنطن موسكو من تداعيات الانسحاب منه.
وهدّدت روسيا بالانسحاب من الاتفاق الذي أُبرم في تموز/يوليو 2022، وقالت إنّ مطالبها بتعزيز صادراتها من الحبوب والأسمدة لم يتم الوفاء بها. وتشكو روسيا من عرقلة العقوبات الغربية لصادراتها من المواد الغذائية والأسمدة نحو العالم، والتي تضاعفت بعد بداية عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
وكانت آخر سفينة لنقل الحبوب بموجب الاتفاق المذكور قد غادرت، أمس الأحد، ميناء أوديسا جنوب غربي أوكرانيا، وقد صدّرت أوكرانيا بموجب الاتفاق أكثر من 32 مليون طن من الذرة والقمح والحبوب الأخرى.
ولم توافق روسيا على تسجيل أي سفن جديدة منذ الـ27 من الشهر الماضي. وكان المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، قد صرّح بداية حزيران/يونيو الفائت، عقب تفجير مجموعة تخريبية لخط أنابيب رئيسي للأمونيا، أنه “سيكون له تأثير سلبي في محادثات تجديد اتفاق السماح بتصدير الحبوب الأوكرانية عن طريق البحر”.
وفي 13 آذار/مارس الماضي، وافقت روسيا على تمديد مبادرة حبوب البحر الأسود لمدة 60 يوماً، لمنح الأطراف المشاركة خلال هذا الوقت فرصة اتخاذ خطوات ملموسة لحل المشكلات المتعلقة بتنفيذ الجزء الخاص بروسيا من الاتفاقية.
وشملت الصفقة، الموقعة في 22 تموز/يوليو 2022 بين ممثلين عن روسيا وتركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة، تصدير الحبوب والأغذية والأسمدة الأوكرانية عبر البحر الأسود من 3 موانئ، بما فيها ميناء أوديسا.
وتُصدَّر الحبوب عبر ممرّ إنساني فتحه الأسطول الروسي في البحر الأسود، حيث تولّى مركز التنسيق المشترك في إسطنبول مسؤولية تنسيق حركة السفن.
ويُعدُّ الاتفاق جزءاً من حزمة اتفاقات، تتضمّن عدم عرقلة الدول الغربية الصادرات الروسية من المواد الغذائية والأسمدة. وأشارت موسكو إلى أنّ هذا الالتزام لم يتم الوفاء به بالكامل، مؤكّدةً إعاقة الدول الغربية تصدير الحبوب الروسية إلى الدول المحتاجة لها، في حين كانت هناك تأكيدات من الأمم المتحدة بأنّ القيود سترفع.