استيقظ عدد من سكان محافظة عدن، أمس الأربعاء، على وقع ارتفاعات جنونية في أسعار المواد الغذائية وفي مقدمتها أسعار القمح ما من شأنه أن يضاعف من المأزق المعيشي للمواطنين.
يأتي ذلك تزامنا مع الانهيارات التاريخية للعملة المحلية في عدن ومختلف مناطق سيطرة تحالف العدوان السعودي وتفاقم أزماتها وفي مقدمتها أزمة الكهرباء.
وشهدت عدن احتجاجات غاضبة مساء اليوم شارك فيها العشرات من شباب المحافظة احتجاجا على انهيار سعر العملة المحلية والانعكاسات التي تسبب بها على الحياة المعيشية للمواطنين.
وقالت مصادر محلية في عدن إن المتظاهرين جابوا عددا من الشوارع كما أشعلوا الإطارات في شارع المنصورة وعدد من المناطق الأخرى.
بالتزامن مع ذلك قالت مصادر في شركة النفط إن من المقرر أن يكون هناك جرعة سعرية على المشتقات النفطية خلال الساعات القادمة نظرا لارتفاع سعر الدولار.
إضراب شامل للمحال التجارية بتعز
هذا وتشهد محافظة تعز، إضرابا شاملا للمحال التجارية احتجاجا على الانهيار الكارثي للعملة المحلية مقابل الدولار في مناطق سيطرة التحالف الأخرى.
وتشهد شوارع مدينة تعز، في هذه الأثناء إغلاقا تاما لكل المحال التجارية فيما كانت قد حملت نقابة تجار المحافظة التحالف المسؤولية الكاملة عن هذه الانهيارات متوعدة بالتصعيد.
يأتي ذلك تزامنا مع وصول صرف الدولار الواحد إلى 1500 ريال يمني ما من شأنه أن يخلف ارتفاعا كبيرا وجديدة في أسعار السلع في تلك المحافظات.
ارتفاعات جنونية لأسعار المستلزمات المدرسية
كما شهدت محافظة عدن الخاضعة لسيطرة تحالف العدوان ومرتزقته، خلال الأيام القليلة الماضية، ارتفاعات جنونية لأسعار المستلزمات المدرسية تزامنا مع بدء العام الدراسي الجديد.
وشكا عدد من أولياء الأمورة في مدينة عدن عجزهم عن شراء المستلزمات المدرسية لأبنائهم الطلاب في ظل تخوف من تأثيرات ذلك على العملية الدراسية برمتها.
ووفقا للسكان فإن أسعار الأزياء المدرسية والدفاتر والحقائب ارتفعت بشكل جنوني في متاجر ومكتبات المدينة. وطالب السكان جميع أولياء الأمور بالخروج إلى الشارع للتنديد بهذه الارتفاعات السعرية التي شملت أيضا المواد الغذائية والدوائية.
فقراء عدن يبدأون النزوح فرارا من الغلاء
على ذات السياق، شهدت الأيام القليلة الماضية بدء نزوح عشرات الأسر العدنية الفقيرة من مدينة عدن إلى أريافها ومناطق سيطرة حكومة الإنقاذ الوطني فرار من غلاء المعيشة القياسي في المحافظة الخاضعة لسيطرة التحالف وفصائله.
يأتي ذلك تزامنا مع أسوأ جرعة سعرية تعيشها عدن وارتفاع أسعار المواد الغذائية المطرد خلال الساعات الماضية بفعل انهيار أسعار صرف العملة المحلية أمام الدولار.
ورصدت فرز المحافظة وشركات النقل البري بدء نزوح عشرات الأسر العدنية باتجاه أرياف المحافظة ومحافظات صنعاء وتعز والحديدة وصنعاء فرارا من الأزمة المعيشية والغلاء.
ووفقا لشهادات السكان في مدينة “دار سعد” فإن عددا كبيرا من تجار المدينة رفعوا أسعار القمح المطحون إلى 45 ألف ريال تزامنا مع تجاوز الدولار الأمريكي 1500 ريال خلال الساعات الماضية. وشكا السكان عجزهم عن شراء القمح بهذا السعر الجنوني مطالبين بخروج السكان بعموم عدن للتنديد بهذه الجرعة السعرية.