“خاص”
الامتثال لأمر الخالق وحده لا شريك له
اليوم الثلاثاء التاسع من ذو الحجة 1444هجرية 27 يونيو 2023م، توجه ضيوف الرحمن رجال ونساء شبان وشيب من كل انحاء المعمورة الى جبل عرفة للاستجابة لخالق ومالك السماوات والأرض سبحانه وتعالى وفي مكان واحد وبلسان وصوت وزي واحد ب لبيك اللهم لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك ..لبيك اللهم لبيك وهنا بيت القصيد بالامتثال لأمر الخالق الحكيم الخبير اللطيف الرؤوف الرحمن الرحيم حتى ولو كان بذبح فلذة اكبادنا بذبح سيدنا إسماعيل عليه الصلاة و السلام حتى ولو حاول باطل الشيطان ان يفرق بين الاب والابن بالبغضاء ولو حاول ان يبطل أوامر مالك السموات والأرض فكانت وحدة الاب والابن بالامتثال وطاعة سبحانه وتعالى ومصير الشيطان للرمي بحصاة صغيرة تتبعها حصاة حتي سابع حصاة وبإرادة وتصميم وايمان من سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام وعندما وصلت السكين الى الرقبة قال تعالى:
من بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
﴿وَفَدَیۡنَـٰهُ بِذِبۡحٍ عَظِیمࣲ ١٠٧ وَتَرَكۡنَا عَلَیۡهِ فِی ٱلۡـَٔاخِرِینَ ١٠٨ سَلَـٰمٌ عَلَىٰۤ إِبۡرَ ٰهِیمَ ١٠٩ كَذَ ٰلِكَ نَجۡزِی ٱلۡمُحۡسِنِینَ ١١٠ إِنَّهُۥ مِنۡ عِبَادِنَا ٱلۡمُؤۡمِنِینَ ١١١﴾ [الصافات ١٠٧-١١١] صدق الله العظيم.
والذين آمنوا وعملوا الصالحات المحسنين واعتصموا واطاعوا الله للفوز العظيم وبعزة وكرامة وتكريم سرمدي خالد حتى يوم الحساب واستحق الشيطان لقب الرجيم واعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
وحدة الأمة الإسلامية لماذا؟
في هذا اليوم تتجسد فيه وحدة الأمة الإسلامية من كل انحاء الكرة الأرضية في ظل روحانية وخشوع وطمأنينة وامن وسلام واخاء ومودة ورحمة وتعامل بين ضيوف الرحمن على أحسن ما يكون بالوحدة والاخاء والتسامح والاعتصام بحبل الله في يوم عرفة والتي يجب أن تنعكس إيجابا على حال الامة الإسلامية والواقع يقول غير ذلك.. لماذا يا امة لا شريك لك؟
مساواة مطلقة
في هذا اليوم والمكان تتجسد فيهما قيم المساواة النقية الصافية كنقاء ملابس الاحرام البيضاء وبلباس واحد ولسان واحد ودعاء واحد هنا لا تمييز بين أبناء الامة الإسلامية بين امة لا اله الا الله محمد رسول الله لا تمييز ولا فوارق بالسياسة و حزب حاكم وحزب معارض وحزب شريك وجمهوري وملكي وسلطاني واميري وعناصر حزبية وعناصر غير حزبية هنا تختفي حدود الدول ويسقط جواز السفر هنا لا مذاهب ولا طوائف ولا مهمشين بل قبائل وشعوب.
قال تعالى: ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقۡنَـٰكُم مِّن ذَكَرࣲ وَأُنثَىٰ وَجَعَلۡنَـٰكُمۡ شُعُوبࣰا وَقَبَاۤىِٕلَ لِتَعَارَفُوۤا۟ۚ إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِیمٌ خَبِیرࣱ﴾ [الحجرات ١٣] صدق الله العظيم.
فاصبحوا بنعمة الإسلام اخوانا هنا بلال الحبشي وصهيب الرومي وسلمان الفارسي ولقمان الحكيم الافريقي هنا الأشقر والأسمر والأبيض والأسود والطويل والقصير والسمين والرفيع.
هنا لا مناطقية ولا وطنية ولا قومية واعراق هنا لا فرنسي ولا صيني ولا هندي ولا باكستاني ولا فارسي ولا عربي، ولا ألقاب وعائلات ولا فقير ولا غني ولا رئيس وموظف ومدير وعامل وعقيد وجندي وتحية عسكرية وسلام الانحناء ولا بنطلون وجلابية ولا عمامة ولا شال ولا عقال ولا كوافير ولا مكياج ومناكير واكسسوار وخلخال وفضة وذهب وألوان زاهية وسيارة اخر موديل.
هنا لا طائرة ولا دراجات نارية وهوائية ولا شيكات ورصيد مالي وشركات ومزارع وعقارات ولا عمارة ولا خيمة ولا حراسة خاصة ولا مرافقين ولا بواب وحجاب وابواب مغلقة وهاتف مُغلق ولا حراسة ولا اعلام الطبل والمزمار هنا لا مكان لا شهادة تقدير وشهادة حسن سيرة وسلوك ودكتور ومهندس وماجستير واستاذ والجميع والكل بصوت ولسان وزي واحد ومن مكان واحد “لبيك اللهم لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك”..
فلماذا لم ينعكس ذلك إيجابا على واقع الامة الإسلامية؟ وأين يمكن الخلل؟ طالما ونحن نتوحد في جبل عرفة ومعشر منى ومزدلفة وبيت الله الحرام وزيارة علم الهدى ضريح رسول الرحمة للعامليين حبيبنا وشفيعنا صلوات ربي عليه واله وسلم طالما ونحن نتوحد في المساجد بالصلاة اليومية وبختام الصلاة نقول بالتشهد:
“اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ” من الماضي للحاضر.
كيد الشيطان ضعيف وانهزم بسبع حصوات شر هزيمة واندحار وذم وقدح خالد بالرجيم وبمجرد ان يقال اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ينهزم الرجيم الشيطان واليوم الأعداء يحاربون الاعلام المقاوم بإنزاله من الأقمار الاصطناعية بحجب حسابات المقاومة من مواقع التواصل الاجتماعي. بل بمجرد ان تكتب ال ح و ث ي أو ال ش ه ي د بصورة كامل ومتصلة يقوم مجتمع فيسبوك بعقوبة تقييد الحساب وايقافه والمصادرة لان الحقيقة تقتلهم. وهم لا يخشون قوانين ومحاكم المجتمع الدولي ولكنهم يخشون الاعلام المقاوم اعلام الحقيقة لا غير. وكذلك يخشي الفساد والظالمين والمنافقين الاعلام لأنه يفضحهم ويكشف حقيقتهم للذين امنوا ويعملوا الصالحات لإحقاق الحق وازهاق الباطل وسريعاً لذلك هم يخافون من قول الحقيقة بالإعلام اكثر من رصد فسادهم في تقارير الأجهزة الرقابية الرسمية اكثر من النيابات والمحاكم المختصة ولبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك له لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المشهد اليمني الأول
المحرر السياسي
التاسع من ذو الحجة 1444هجرية
27 يونيو 2023م