الرئيسية أخبار وتقارير المشهد الاقتصادي الأهداف والاهتمامات.. السعودية تخطط لاستضافة معرض إكسبو 2030

الأهداف والاهتمامات.. السعودية تخطط لاستضافة معرض إكسبو 2030

تنافس السعودية بجيب مليء بالمال هذا الأسبوع القوة الناعمة الإيطالية في باريس لتقرير مصير استضافة معرض إكسبو 2030 الدولي. وكشف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني في باريس، عاصمة فرنسا رسمياً عن مقترحاتهما لاستضافة معرض إكسبو 2030 العالمي.

أعلن خالد الفالح، وزير الاستثمار السعودي، أن المملكة خصصت 7.8 مليارات دولار لاستضافة معرض إكسبو 2030. إضافة إلى عرض الرياض، تتنافس روما في إيطاليا وبوسان في كوريا الجنوبية أيضًا لاستضافة معرض إكسبو 2030.

على الرغم من أن السعوديين أعلنوا عن رغبتهم إقامة معرض إكسبو 2030 الأسبوع الماضي، إلا أن هذا الموضوع نوقش منذ بضعة أشهر، بعد زيارة ديمتري كيركنتز، الأمين العام لمكتب المعارض الدولية (BIE) إلى الرياض في مارس من هذا العام، ولقائه مع محمد بن سلمان.

الآن وقد تم تحديد المنافسين لاستضافة معرض إكسبو 2030، ستختار الدول الأعضاء في هذا النادي في الأمم المتحدة، الدولة المضيفة لمعرض إكسبو الدولي 2030 بالاقتراع السري في نوفمبر 2023، ويمكن لكل دولة التصويت لخيار واحد فقط. ودعمت فرنسا الرياض لنحو عام، في حين كانت البرازيل هذا الأسبوع آخر دولة أعلنت دعمها لروما.

أقيم معرض إكسبو 2020 الأخير في دبي، الإمارات العربية المتحدة، والتي استقبلت وفقًا للسلطات الإماراتية أكثر من 24 مليون زائر من جميع أنحاء العالم، ومن المتوقع أن يكون لها تأثير اقتصادي إجمالي مساعد قدره 42.1 مليار دولار من القيمة المضافة الإجمالية على اقتصاد دولة الإمارات العربية المتحدة في دولة الإمارات العربية المتحدة في الفترة 2013 إلى 2042. وسيعقد المعرض العالمي القادم في أوساكا باليابان في عام 2025.

يعد المعرض من أكبر الأحداث العالمية غير التجارية من حيث الأثر الاقتصادي والثقافي بعد كأس العالم لكرة القدم والألعاب الأولمبية. انطلق أول معرض “إكسبو” في لندن عام 1851 تحت عنوان “المعرض الكبير للمنتجات الصناعية في دول العالم”. يقال إن برج إيفل الشهير في باريس هو أحد أبرز عناصر التراث التاريخي لهذا المعرض، حيث تم بناء هذا المبنى لافتتاح معرض 1889 إكسبو الذي استضافته باريس، عاصمة فرنسا.

الحلم السعودي، ربط رؤية 2030 ومعرض إكسبو 2030

بينما تحاول المملكة العربية السعودية جاهدة استضافة معرض إكسبو 2030، خلال قيادة محمد بن سلمان، ولي عهد هذا البلد، وضعت خطة تنمية كبيرة تسمى رؤية 2030 بهدف إنهاء الاعتماد على عائدات النفط وتحويل المملكة العربية السعودية إلى القطب الأول في التنمية الاقتصادية في المنطقة ذلك الوقت. في الواقع، فإن تزامن معرض إكسبو 2030 مع الموعد المحدد لخطة تطوير ابن سلمان، يحول المعرض عمليًا إلى منصة حيث يمكن للمملكة العربية السعودية أن تعرض تقدمها في إطار خطة رؤية 2030.

شهدت الرياض نموًا وتطورًا كبيرًا في السنوات الأخيرة. حيث زاد عدد سكان هذه المدينة بشكل كبير في العقود القليلة الماضية ووصل إلى حوالي 7.6 ملايين شخص في عام 2021. أدت هذه الزيادة في عدد السكان إلى زيادة مشاريع التنمية الحضرية وتحسين البنية التحتية، مثل مشروع مترو الرياض ومشروع حديقة الملك سلمان، والتي من المقرر أن تصبح واحدة من أكبر الحدائق الحضرية في العالم.

إضافة إلى ذلك، تطرح الرياض مبادرات مثل منطقة الملك عبد الله المالية، والتي تهدف إلى أن تصبح مركزًا ماليًا رائدًا في المنطقة، ووادي الرياض للتقنية، الذي تم تصميمه كمنتزه تكنولوجي لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال (مستوحاة من “وادي السيليكون” في الولايات المتحدة)، والذي كان أكثر نجاحًا في مجال نمو التكنولوجيا مقارنة بالمدن الأخرى في المملكة العربية السعودية.

بناءً على التصميم الذي قام به السعوديون، سيعقد معرض الرياض 2030 بالقرب من مطار الملك سلمان الدولي، ما يضمن سهولة الوصول للزوار عبر شبكة مترو الرياض. في التصميم الأولي للمعرض، تم النظر في 226 مقصورة على شكل كرة يمر بها خط استواء.

ووفقًا للسلطات السعودية، فإن تصميم الأجنحة مستوحى من الطراز الحضري القديم للتعريف بتاريخ المملكة العربية السعودية وثقافتها ومناطق الجذب الطبيعية فيها. كما أعلنت المملكة أنها تخطط لجعل معرض الرياض 2030 الأكثر استدامة وتأثيراً في التاريخ.

قالت لاميا بنت عبد العزيز المهنه، عضوة فريق إكسبو 2030 في الرياض: “سيعمل هذا التصميم على نسخة من المعرض تكون مرنة للزوار للتنقل حول الأجنحة، وهو المعرض الأكثر تفاعلية وتعاونًا على الإطلاق، وتجربة غير مسبوقة، سنوفر أعلى جودة لأكثر من 40 مليون زائر”.

من جانبها، أضافت نوف بنت ماجد المنيف، عضوة أخرى في فريق التخطيط للمعرض: “هدفنا تنظيم أول معرض صديق للبيئة من شأنه أن يخفض انبعاثات الكربون. يستخدم موقع معرض الرياض إكسبو 2030 موارد نظيفة تعتمد على الطاقة الشمسية ونعمل على تطوير معايير عالية لكفاءة الموارد واستراتيجيات مفصلة لزيادة التنوع البيولوجي، والقضاء على هدر الطعام وضمان الإدارة الخضراء لإعادة تدوير النفايات.

وبشكل عام، يحاول السعوديون الحصول على مجموعة من الفوائد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية من إقامة معرض إكسبو 2030.

يمكن اعتبار النمو الاقتصادي أحد أهم أهداف هذه الخطة. حيث إن استضافة هذا الحدث تخلق استثمارات كبيرة في البنية التحتية والخدمات، وتخلق آلاف الوظائف الجديدة وتعزز الاقتصاد المحلي. كما سيجتذب إكسبو 2030 ملايين الزوار، ما يؤدي إلى زيادة عائدات السياحة وزيادة الطلب على المنتجات والخدمات المحلية. على سبيل المثال، قُدّر أن يكون لمعرض إكسبو 2020 في دبي تأثير قدره 40 مليار دولار على اقتصاد الإمارات العربية المتحدة.

يعد تعزيز السياحة جزءًا مهمًا من استراتيجية التنويع الاقتصادي للمملكة العربية السعودية في إطار رؤية 2030. منذ أن فتحت المملكة العربية السعودية أبوابها على العالم بإدخال التأشيرات السياحية استقبل هذا البلد 67 مليون زائر، حيث جاء الزوار من جميع أنحاء العالم إلى هذا البلد لمشاهدة المعالم الأثرية والمناظر الطبيعية والمهرجانات الفنية.

إن الترويج وإدخال الفرص الاقتصادية في المملكة العربية السعودية وزيادة ارتباط هذا البلد بالاقتصاد الدولي وشبكة التجارة ينبغي اعتبارهما من الأهداف المهمة الأخرى للسعوديين. في الواقع، إن إقامة معرض إكسبو العالمي مع التركيز على الابتكار والإبداع يقدم المملكة العربية السعودية كدولة تقدمية ومتطلعة للمستقبل. هذا يزيد من سمعة البلاد العالمية ويجذب الاستثمار الأجنبي ويؤدي إلى مزيد من التنمية الاقتصادية.

التحول والتقدم في المجال الاجتماعي هو هدف آخر اعتبره القادة الجدد في المملكة العربية السعودية كخلفية للتحول الاقتصادي للمملكة العربية السعودية وتحقيق أهداف رؤية 2030، وإقامة إكسبو 2030 فرصة لتشجيع المجتمع الناشئ في المملكة العربية السعودية على التعاون أكثر مع الدول الأخرى والارتقاء بمستوى المعرفة والخبرة.

يعد الاستثمار في البنية التحتية أحد الفوائد الأخرى التي يبحث عنها السعوديون بالتأكيد قبل إقامة معرض إكسبو 2030. على سبيل المثال، يرتبط المشروع الذي تبلغ تكلفته 22.5 مليار دولار واستكمال مترو الرياض في عام 2023 بخطة استضافة المعرض.

انتقادات حقوقية لاستضافة الرياض

ومع ذلك، إلى جانب جهود السلطات السعودية للتعريف بقدراتها واستعداداتها لاستضافة معرض إكسبو 2030، ليس هناك عدد قليل من النقاد الذين يعتبرون هذا الإجراء من قبل السعوديين غطاء للتستر على انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك قمع المعارضين والاستخدام المتكرر لعقوبة الإعدام من قبل الحكومة السعودية، وطالبت بعدم الدعم الدولي لإقامة معرض إكسبو في السعودية.

خلال الأشهر الماضية، أثيرت هذه الانتقادات أيضًا بشأن تصرفات الرياض في مجال الرياضة، و لا سيما جلب أفضل لاعبي كرة القدم من المستوى الأول في العالم بمبالغ فلكية، مثل جلب كريستيانو رونالدو وكريم بنزيما.

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version