مقالات مشابهة

كارثة أدمت قلوب اليمنيين.. 28 شخصا ضحايا سيول حيفان – تعز

لم يكن يعلم أولئك المسافرون من محافظة تعز إلى محافظة عدن أنهم سيلقون حتفهم غرقا في سيول اجتثتهم من داخل السيارات التي كانوا يستقلونها.

فبدون سابق إنذار تفاجأ سائقوا السيارات على طريق سائلة منطقة “الخزجة” في وادي الضباب التابع لعزلة الأثاور في مديرية حيفان بمحافظة تعز.. تفاجأوا بانهمار الأمطار ماجعلهم – بحسب شهود عيان – يتوقفون مجبرون نظرا لغزارة الأمطار ووعورة الطريق المتعرج التي كانت مابين منحدرات ومنعطفات.

انتظر سائقوا السيارات البالغ عددها 24 سيارة زهاء العشر دقائق قبيل وصولهم إلى منتصف سائلة “الخزجة” ثم تزايد هطول الأمطار بغزارة غير معهودة وتبعتها سيول كادت تسحب تلك السيارات العالقة أصلا ما اجبر سائقي السيارات التقدم أملا منهم بالبحث عن طوق النجاة الذي سيخلصهم من مأزق الأمطار والسيول المتتالية، ولم يكن خيارهم صائبا بالنزول لمنتصف السائلة إلا انه كان الخيار الأوحد أمامهم للهروب من قدر سيئ إلى أسوأ.

وصل سائقوا السيارات الى منتصف منطقة سائلة “الخزجة” وهناك كانت المفاجأة الأشد وقعا عليهم من سابقتها، حيث تلاقت عليهم السيول من كل حدب وصوب لتتجمع في منطقة ضيقة.

لم يستطع فيها سائقي السيارات التقدم للهروب أو العودة إلى الخلف، وهو ما أجبر بعض سائقي السيارات الى ترك سياراتهم وما تحمل من بضائع والهروب مشيا الى أعالي أحد التلال في جوانب منطقة “سائلة الخزجة” لينجون بأنفسهم، وهو الأمر الذي لم يستطع أن يفعله نظرائهم من سائقي السيارات الأخرى التي باغتها السيل ومنها من تحمل على متنها بضائع ومنها ما تقل مسافرين متجهين عبر خط: حيفان باتجاه منطقة “المفاليس” – “الصبيحة” وصولا الى خط عدن.

استمرت غزارة السيول وسط صياح شديد للسائقين والركاب يطلب النجدة ويطلق صيحات التشهد الأخير قبل ان تختفي تدريجيا بحة تلك الأصوات وتغرق تلك السيارات المتدحرجة وسط السيل’ فتارة تظهر بعض أجزائها وتارة تختفي نهائيا وفي ظل ذلك تتباعد شيئا فشيئا قاطعة أمل الحياة.. وهو الأمر الذي وثقته كاميرات بعض الأشخاص الذين كانوا يرقبون الوضع بحسرة وألم كبيرين لم يمكنهما من إنقاذ احد.

حصلت الكارثة وجرفت السيول هناك 24 سيارة مختلفة الأنواع وسجلت السلطات المحلية وقوع خسائر بالأرواح قدرت بوفاة إثنى عشر شخصا فيما لا زال ثمانية أشخاص مفقودين وتؤكد التقارير وفاتهم لكن لم يتم العثور على جثثهم كما سجلت الإحصائيات إصابة ثمانية أشخاص بينهم طفلين من الناجين من هذه الحادثة المؤلمة لتكن الإحصائية الإجمالية الرسمية بحسب مصادر محلية هي : ثمانية وعشرون شخصا ما بين متوفي ومفقود ومصاب فيما بلغت الخسائر المادية بأكثر من ثلاثمائة مليون ريال، في كارثة أدمت قلوب أهالي الضحايا بل وكل اليمنيين.

وتتكرر هذه المأساة وبذات المنطقة في سائلة “الخزجة نتيجة” انها الطريق الوحيد الآمن والمختصر بين محافظتي تعز ولحج وصولا حتى محافظة عدن وباعتبارها الشريان الوحيد بعد أن اغلق تحالف دول العدوان طريق كرش – لحج الذي كان طريقا رسميا من ( تعز – لحج – عدن ) قبيل اندلاع العدوان السعودي الامريكي على اليمن في ال26 من مارس 2015م.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رفيق الحمودي