تشهد مدينة المخا، توترات غير مسبوقة منذ أيام، مع إنفجار الصراعات البينية داخل أروقة الفصائل الإماراتية، ضمن مساعي كل فصيل لإقصاء الآخر. وأوضحت مصادر مطلعة أن مجاميع من القوات المشتركة التابعة لطارق صالح، اعتقلت عدد من عناصر لواء الدعم والإسناد من منازلهم، بتهمة العمل لصالح قائد اللواء المتمرد محمد العلقمي الصبيحي، جاء
وجاء ذلك بعد ساعات قليلة من إعلان الصبيحي تمرده على طارق صالح، بعد قيام الأخير بإقالته من اللواء، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بين الطرفين، فيما أكدت المصادر أنه تم اقتياد المعتقلين إلى سجن خاص بالقوات وسط المدينة.
طارق عفاش يستعين بالانتقالي
استدعى المرتزق طارق عفاش، قائد فصائل المرتزقة الموالية للإمارات بالساحل الغربي، قوات العمالقة الجنوبية التي يقودها ابوزرعة المحرمي، نائب رئيس الانتقالي، وتشكل يافع ابرز مقاتليها.. يتزامن ذلك مع اتساع رقعة المواجهة مع مسلحي الصبيحة، وسط مخاوف من سقوط المخا، ابرز معاقله.
ونشر طارق عفاش صورة جديدة تجمعه بابوزرعة المحرمي.. واللقاء تم في الامارات. وتظهر الصورة تناغم بين العضوان في الرئاسي. ويشغل ابوزرعة منصب نائب طارق بقيادة القوات المشتركة في الساحل الغربي. وجاء نشر الصورة مع تصاعد وتيرة المواجهة بين قوات طارق المعروفة بـ”المقاومة الوطنية” وبين فصائل “الدعم والاسناد” التي ينتمي مقاتليها إلى الصبيحة.
وأفادت وسائل اعلام جنوبية بإحراز مقاتلي الصبيحة تقدم في المواجهات الجديدة. وتداولت تلك الوسائل صور لمسلحي الصبيحة وهم يرفعون علم الانتقالي فوق عددا من المدرعات التابعة لطارق بعد السيطرة عليها. وتزامنت التطورات الجديدة في الساحل الغربي مع انباء عن استنفار قبائل الصبيحة لمقاتليها للرد على سقوط قتلى وجرحى خلال مواجهات سابقة مع قوات طارق على خلفية اقالة أبو ذياب العلقمي من قيادة لواء الدعم والاسناد.
ولم يتضح ما اذا كان نشر صورة طارق مع المحرمي ضمن محاولة استدعاء الثارات القبلية بين يافع والصبيحة والتي سبق وأن شهدتها الساحل الغربي وخلفت قتلى وجرحى من الطرفين أم ضمن تحالف جديد بين طارق والانتقالي لمواجهة تداعيات تصعيد جديد للصبيحة في عدن والساحل وسط تقارير عن دعم سعودي لوزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي، لكن توقيتها في ظل التهديدات التي يطلقها جنوبيين لطارق على خلفية تعزيز قواته في شبوة تشير أيضا إلى محاولة طارق احتواء الغضب من تحركات عبر تأكيد تحالفه مع الانتقالي.
استنفار للانتقالي في حضرموت
على سياق اخر، استنفر المجلس الانتقالي، الموالي للإمارات، أنصاره في حضرموت، شرقي اليمن. يتزامن ذلك مع إعلان سعودي جديد بشان المحافظة. وأعلن تكتل شباب الغضب، أحد أذرع الانتقالي في وادي حضرموت، تظاهرة غدا ضد محافظ حضرموت، مشيرا إلى أن التظاهرة تطالب بتوفير الخدمات ووقف انهيار العملة.
وتزامن إعلان التظاهرة المرتقبة في وادي حضرموت مع عقد قيادة الهبة الحضرمية الثانية والتي يقودها حسن الجابري أبرز حلفاء الانتقالي. وناقش اللقاء دعم الهبة في ساحل حضرموت في إشارة إلى ترتيبات لتصعيد جديد ضد المحافظ المؤتمر مبخوت بن ماضي.
ومع أن الانتقالي يحاول رفع شعارات مطلبية وحقوقية في اهم محافظة نفطية تفتقر للخدمات ويعاني أهلها من تداعيات الفساد إلا أن توقيت التحرك يشير إلى أنه استباقا لأية إعلان سعودي بشأن استقلال المحافظة النفطية خصوصا وأنه يتزامن مع حديث خبراء سعوديين عن اقتراب موعد إعلان إقليم حضرموت.
ومن شأن تصعيد الانتقالي إعادة المحافظة إلى صدارة المشهد في اليمن بعد أن كانت السعودية تمكنت من إخماد تصعيده الأخير هناك. ويطالب الانتقالي بإبقاء حضرموت ضمن دولته المزعومة في عدن في حين تدفع السعودية نحو تحقيق انفصال وحكم ذاتي لحضرموت.