مثلت الدورات الصيفية في محافظة صنعاء للعام 1444هـ، على مدى خمسين يوماً، فرصة لتعليم الأجيال وتنشئتهم، تنشئة صالحة قائمة على القيم الدينية والأخلاق الحميدة والسلوك القويم. وحرصت الدولة والحكومة على الاهتمام بالدورات الصيفية ودعمها وإسناد القائمين عليها، لما تحتله من أهمية في إكساب النشء والشباب بالعلم والمعرفة والثقافة القرآنية، التي تترجم توجهات القائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي والمجلس السياسي الأعلى.
وفي ظل التفاعل الرسمي والزخم الشعبي والدعم المجتمعي غير المسبوق للدورات الصيفية للعام الجاري، استقبلت المدارس الصيفية بمحافظة صنعاء 111 ألفاً و240 طالباً وطالبة، تلقوا فيها العلوم والمعارف النافعة، وأبرزها حفظ وتعليم القرآن الكريم وتجويده والاستزادة من الأحاديث والسيرة النبوية والفقه والثقافة القرآنية.
وإدراكاً من الأهمية التي تحملها، الدورات الصيفية والأهداف السامية التي تعود بالفائدة على النشء والمجتمع بصورة عامة منها، فتحت المدارس الصيفية أبوابها لاستقبال آلاف الطلاب والطالبات للاستفادة من أوقات فراغهم وحمايتهم من مؤامرات الأعداء الساعية لمسخ هوية الجيل الصاعد عبر الحرب الناعمة.
وشهدت الدورات الصيفية المغلقة على مستوى قطاعات محافظة صنعاء الأربعة، والنموذجية والمفتوحة بكافة المديريات، إقبالاً متزايداً، وتفاعلاً مجتمعياً واسعاً لدعم الطلاب لتلقي العلوم والمعارف النافعة التي تفيدهم في حياتهم العلمية والعملية.
وتنوعت أنشطة الدورات الصيفية ما بين برامج دينية وعلمية وتدريبية ورياضية وإبداعية، وثقافية وتوعوية وتربوية، ساهمت في تنمية قدرات ومهارات الطلاب وتحصينهم من خطر الثقافات المغلوطة، التي تبث سمومها وسائل إعلام الأعداء عبر وسائل تكنولوجية حديثة ووسائط التواصل والفضاء المفتوح، لطمس هويتهم الإيمانية.
أضافت الدورات الصيفية إلى برامجها ورش عمل نموذجية لصقل مواهب الملتحقين، وتوسيع مداركهم وتنمية قدراتهم ومهاراتهم، في فترة كانت تمثل لأولياء الأمور كابوساً وخطراً حقيقياً على أبنائهم من الضياع والتشرد، في ظل استمرار الحرب الناعمة التي تستهدف تمزيق النسيج الاجتماعي وعلى وجه الخصوص فئة الشباب.
لقد شكلت الدورات الصيفية أرقاً وانزعاجاً لدول العدوان والمرتزقة، تجلى ذلك من خلال ردود الأفعال والحملات الإعلامية التي رافقت تدشين برامج وأنشطة الدورات التي أصبحت أدواتها وذبابها الإلكتروني، شغلها الشاغل وعملها الرئيسي في محاولة لإفشالها. وبعد مرور خمسة أسابيع من الأنشطة الصيفية تجلّت صوابية قرار القيادة، بما تحقق للدورات من فوائد للطلاب والطالبات، من خلال عرض نماذج شاهدة بما اكتسبوه من مهارات في مختلف العلوم والمعارف والثقافات الإيمانية التي تحميهم وتحصنهم من الغزو الفكري.
وفي هذا الصدد أشاد مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين، خلال زياراته لطلاب الدورات الصيفية بالمحافظة، بوجود جيل يحمل العلم والوعي والبصيرة والإدراك لتوجيهات الله والنور الذي تستنير به البلاد والعباد.
وقال :”حاجتنا ماسة لتعزيز الثقافة الصحيحة، ثقافة القرآن وهدي النبي صلوات الله عليه وعلى آله في أوساط الطلاب والطالبات، وهذه مسؤوليتنا أمام الله تعالى والأجيال”. وأضاف: ”نحن في يمن الإيمان والحكمة، يجب أن نقوم بالواجب والرسالة التي تعلمناها عن آبائنا، وتأديتها لأجيالنا حتى يتحملوها بجدارة ويبقى اليمن محصناً جديراً بمواجهة الأعداء”.
بدوره اعتبر رئيس قطاع التعليم والثقافة والإعلام حسن الصعدي، الأنشطة الصيفية عملاً مهماً لإنارة القلوب وإحياء روح الأمة من خلال الأثر الإيجابي الذي اكتسبه الطلاب خلال مدة الدورات الصيفية في حمل روحية العلم والجهاد، والنهل من نعيم القرآن الكريم. وقال “الناس يحيون بالعلم الذي ينير دروبهم، ويعرفون به ربهم، ويدركون به عدوهم ومهمتهم في الحياة، باعتبار العلم سلاحاً نستطيع أن نرد به هجمات الأعداء”.. مبيناً أن حرب الأفكار الضالة أخطر على الأمة في حرف مسارها من حرب القنابل والصواريخ.
من جانبه أشاد محافظ صنعاء عبد الباسط الهادي، بالإقبال الواسع على الدورات الصيفية المغلقة والمفتوحة النموذجية، مؤكدا أهمية الأنشطة الصيفية في تنمية قدرات ومهارات الطلاب وإكسابهم المعارف والعلوم المختلفة، وتنشئتهم التنشئة القرآنية وترسيخ الهوية الإيمانية في نفوسهم وتنمية القدرات في مختلف الجوانب.
واعتبر الدورات الصيفية مكاناً مناسباً للطلاب لاستغلال أوقات الفراغ وحمايتهم من مخاطر الحرب الناعمة وتحصينهم من الأفكار الهدامة.
من جهته أشاد أمين عام المجلس المحلي بالمحافظة عبد القادر الجيلاني، بالجهود المبذولة في إقامة الدورات الصيفية لما لها من أهمية في تعليم الأجيال وتنشئتهم. وأكد أن مخرجات الدورات سيكون لها الأثر الإيجابي في رفع مستوى وعي الطلاب الملتحقين بها من المخاطر التي تهدد هوية الأمة ومواجهتها بعلم ومعرفة.
مدير مكتب التربية والتعليم – رئيس اللجنة الفرعية للمدارس والدورات الصيفية بالمحافظة، هادي عمار، أكد أن انخراط الأبناء في الدورات الصيفية، يعكس وعي المجتمع في تحصين الأجيال وتعليمهم وتنمية قدراتهم وصقل مواهبهم. وأوضح أن أنشطة الدورات الصيفية هدفت للإرتقاء بثقافة الطلاب وتشجيعهم على التزود بالمعرفة وممارسة هواياتهم وإبداعاتهم وبما يعزز من روح العمل الجماعي والمبادرات التي تخدم المجتمع.
وأفاد بأن توفر الإمكانيات من مناهج ووسائل تعليمية وإمكانات فنية وبشرية، أسهم في إنجاح الدورات الصيفية، وتحقيق الغاية منها في تحصين النشء والشباب من الثقافات المغلوطة والدخيلة على المجتمع اليمني المحافظ. ونوه هادي عمار بتفاعل وإقبال الطلاب والطالبات على الدورات الصيفية، والذي عكس وعي المجتمع وكذا جهود اللجان التنفيذية والمجتمعية وتفاعل الجميع مع الأنشطة الصيفية.
في حين أكد أعضاء اللجنة الفرعية للدورات الصيفية بالمحافظة، مسؤولو القطاع الشرقي عبد المحسن الشريف، والغربي عزيز الرجالي، والشمالي عبد الكريم الخباط، والجنوبي إبراهيم حميد الدين، أهمية الدورات الصيفية لاكتشاف مواهب النشء والشباب، في مختلف المجالات، بما في ذلك حفظ القرآن الكريم وعلومه والثقافة القرآنية.
ولفتوا إلى ما شهدته الدورات الصيفية للعام الحالي من أنشطة وبرامج علمية وثقافية أكسبت الملتحقين بها مهارات متنوعة، ستسهم في حماية النشء والشباب من مخططات الأعداء.
ستظل الدورات الصيفية بما تتضمنه من أنشطة وبرامج، حواضن فكرية وثقافية واجتماعية للطلاب والطالبات والمجتمع بصورة عامة، لتلقي العلوم والمعارف النافعة التي تنير دروبهم وتفتح لهم المجال للعبور إلى مستقبل أفضل مفعم بالنشاط والحيوية والإبداع.